الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية وحِيل تفادي الحظر

17 مارس 2014 22:58
لتفترض أنك زعيم دولة منبوذة. وأنك تسعى لنقل بضع مئات من أطنان أسلحة الحقبة السوفييتية عبر الحدود الدولية ولكن هناك حظراً صارماً مفروضاً عليك. وتود أن تنقل بهدوء شحنة أسلحة دون أن يكتشف ذلك أحد. فما الذي ستفعله؟ لا تفكر كثيراً. ففي تقرير جديد للأمم المتحدة هذا الأسبوع، توصلت لجنة من ثمانية خبراء إلى أنه بعد نحو عقد من الزمن من عقوبات الأمم المتحدة ما زالت تجارة كوريا الشمالية غير المشروعة من الأسلحة منتعشة وتعتبر مصدراً رئيسياً لعائدات ذلك البلد الذي يخضع لعقوبات مشددة. وسبب نجاحه في ذلك هو وجود نظام معقد لتفادي العقوبات يستخدم بمهارة السفارات والشركات الزائفة وأعلام السفن لدول غير المالك الحقيقي، وخزائن شحن سرية، وأيضاً كلمات سر. ولكن كما علم طاقم سفينة «تشونج تشون جانج» في يوليو 2013 عندما ضبطت السفينة التي ترفع علم كوريا الشمالية وهي تنقل شحنة سرية كبيرة من الأسلحة الكوبية فإن هذه الحيل لا تجدي نفعاً دوماً تماماً مثلما أن أبرع المجرمين لا يفلتون بفعلتهم دائماً. وقد تضمن تقرير الأمم المتحدة عرضاً مفصلاً لعملية الضبط التي قالت لجنة الخبراء إنها تقدم «نظرة لا مثيل لها» في «أساليب التحايل المتعددة وكثيرة الطبقات» التي استخدمتها كوريا الشمالية. ولذا فإذا أردت نزع صفحة من دليل بيونج يانج في مخالفة العقوبات الدولية على الأسلحة فها هنا نص الصفحة: الحيلة الأولى: أقم شبكة هائلة من الشركات الزائفة لامتلاك وتشغيل أسطول تجارة غير مشروعة. وتحتاج أن تباعد بينك وبين الأسطول الذي يحمل الأسلحة حتى لو كان كما في حالة سفينة تشونج تشون جانج فالسفن تحمل علم بلادك. وكما يشرح التقرير فإن «صناعة التجارة البحرية تتميز بتعقيدات المِلكية وترتيبات الشركة المشغلة». وهذا شيء يمكن استغلاله لصالحك. ويذكر التقرير أن شبكة من الشركات الخاصة الزائفة التي من المفترض أنها تمتلك أو تشغل السفن المعنية «تتفادى التدقيق تحت غطاء التجارة المشروعة» وفي حال كشف أمر وجود شحنة غير مشروعة على متن سفينة فإن هذا النهج يقدم عدداً من المزايا القليلة الأخرى. أولاً، وتستطيع كزعيم أن تجادل دوماً بأن الشركة المملوكة ملكية خاصة هي وحدها المسؤولة عن انتهاك القانون. ثانياً، إذا تمت مصادرة أو تجميد أصول الشركة فإن التأثير المالي يمكن احتواؤه, مما يسمح باستمرار التجارة بدرجة ما دون انقطاع. وبمجرد أن يجري الإفراج عن السفينة التي تمت مصادرتها تستطيع أن تعيد دوماً تسميتها وترفع عليها علماً آخر من جديد، وأن تعلن أنها ملكية شركة جديدة تماماً. الحيلة الثانية: أحسن استخدام سفاراتك في الخارج. فتقرير الأمم المتحدة يزعم أن سفارات كوريا الشمالية في سنغافورة وكوبا سهلت صفقات التجارة غير المشروعة للبلاد. فالحماية الدبلوماسية هي صديقك أيها الزعيم. الحيلة الثالثة: ابتكر بعض كلمات السر. ففي حالة «تشونج تشون جانج» كانت لدى قبطان السفينة تعليمات «سرية» لتهريب الأسلحة وعبارات معينة يجب عليه استخدامها عندما يشير إلى الشحنة. فعلى سبيل المثال، طُلب من القبطان أن يشير إلى «الحاويات» بأنها «الأجزاء الميكانيكية» وغيرها من كلمات السر. ولكن لسوء الحظ، دوّن القبطان التعليمات في ورقة مما سهل على الأمم المتحدة أن تضع يدها عليها وتستخدمها كدليل. والدرس المستفاد هنا: لا تكتب كلمات السر على ورقة. الحيلة الرابعة: أخف الشحنة غير المشروعة بأية طريقة. وفي مثال سفينة «تشونج تشون جانج»، يتعين تعديل السفينة حتى تستطيع استيعاب حاويات بعمق 40 قدماً في مخازنها. فالشحنة غير القانونية يجب أن توضع في أسفل المخازن وتغطى بشحنة عادية مثل آلاف العبوات من السكر وتغلق ثم تغطى بطبقة من شحنة بريئة أخرى مثل المزيد من السكر. ويجب أن تتضمن الحاويات حوائط وقاعدة زائفة لإضافة مستوى آخر من الأمن. ويتعين تقديم خطط تخزين وبيانات جمركية زائفة لخداع الجميع. الحيلة الخامسة: أخف موقعك أثناء الإبحار بعيداً عن الشواطئ. فكي تتفادى لفت الأنظار غير الضروري من دول أقل وداً أغلق نظام التعرف الأوتوماتيكي في سفينتك وزوّر سجل الشحن حتى لا يستطيع أحد تتبع موقعك. ولكن كما تعلم أيضاً فريق سفينة «تشونج تشون جانج» فقد تثير هذه الحيلة الريبة. ولذا فإذا لفتت السفينة انتباه السلطات فلا تتجاهل النداءات من المواني القريبة! واعرض وثائقك المزورة وتحل بالأمل أن يحدث الأفضل. ‎كاثرين ترايويك ‎محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©