الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطفل المشاغب!

9 مارس 2013 21:28
يشكو كثير من الآباء والأمهات أن هناك خلطاً وسوء فهم لدى معظم المعلمات العاملات في رياض الأطفال والمرحلة الأساسية الأولى، فيما يتعلق بالتعرف على النشاط الزائد للطفل كنشاط طبيعي، ويوصف عادة بالطفل المشاغب، وبين اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه الذي يلازم فئة غير قليلة من الأطفال. هذا الالتباس يؤدي إلى كثير من المشاكل التربوية والتعليمية، وفي أحيان كثيرة يسبب نوعاً من القسوة، أو سوء التعامل مع الطفل، وفي النهاية يدفعه إلى الإحباط والتقاعس عن مواكبة العملية التعليمية، بل ويكرهها في أحوال كثيرة. فاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، يعرف بضعف التركيز، وهو حالة من الاضطراب لا يكون للشخص فيها قدرة على التركيز في مهمة أو على هدف بطريقة تشكل تعارضاً مع قدرته على الإنتاج، وكيفية تنمية علاقاته الاجتماعية، واحترامه لذاته. والأطفال الذين يعانون من هذه الحالة ليس لديهم قدرة على الاستقرار ويكونون متهورين أو مندفعين، ولديهم نشاط مفرط بشكل مرضي، ومعرقلين أو مقاطعين، ويتسمون بالعدوانية في قاعة الدروس والمحيط الاجتماعي. هناك ثلاثة أنواع من الاضطراب، الأول نوع تكون فيه الغفلة أو السهو أوعدم الانتباه عن المهام والأنشطة هو المشكلة الأساسية. ونوع يكون فيه شدة النشاط والاندفاع والحركة الغير ملائمة كالتململ وعدم القدرة على البقاء هادئا وساكنا والضجر المتواصل هو المشكلة الأساسية وهذا النوع نادر الحدوث. أما النوع الثالث، فيكون فيه كلا النوعين السابقين مجتمعين معا وهو النوع الأكثر شيوعاً. ويعتقد الخبراء أن الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب لديهم القدر الكافي من التركيز لكن ليس لديهم القدرة على توجيه تركيزهم وتنظيمه، كما يعتقدون أن هؤلاء الأشخاص يركزون على تفاصيل ليست بالأهمية ويغفلون الأمور الكبيرة والأهم، وأنهم ليس لديهم القدرة على نقل اهتمامهم من شيء لآخر عندما يكون ذلك مطلوباً. وقد اهتم العلماء بدراسة هذا النوع من الاضطراب ومازال حتى الآن يحظى باهتمامهم وأبحاثهم المتزايدة النتائج، وهذا الاضطراب يعاني منه حوالي من 3 إلى 7% من الأطفال تقريباً. وفي أغلب الحالات فإن السلوك غير العادي للطفل يكون ملحوظا عند عمر سبع سنوات، ويتم تشخيص هذا الاضطراب في سن الشباب وعند البالغين. وتبلغ نسبة الإصابة عند الصبيان ثلاثة أو أربعة أضعافها عند البنات، لكن المعرفة المتزايدة عن هذا الاضطراب تجعل هذه النسبة في تناقص حيث يكتشف في البنات مزيد من الحالات من النوع الذي تكون فيه الغفلة أو السهو المشكلة الأساسية والتي لم يكن من الممكن التعرف عليها من قبل، كما تكون النسبة متساوية في الرجال والنساء البالغين وهذا أيضا يعني عدم الانتباه إلى تشخيص حالات تكون موجودة عند صغار البنات وأن هذه الحالات تتقدم مع الوقت لتكون أكثر وضوحا.وتشير المعايير العالمية إلى أن من 30 إلى 80% من الأطفال المصابين بهذا الاضطراب يستمرون به حتى سن البلوغ، وبالنسبة لأعراض زيادة النشاط فإنها تقل مع التقدم في العمر. على أية حال، إن هذه الحالة تستوجب الكثير من التوقف والدراسة والاهتمام. المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©