الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التطعيمات تؤتي ثمارها في حال احترام المواعيد ومراعاة التاريخ المرضي للطفل

التطعيمات تؤتي ثمارها في حال احترام المواعيد ومراعاة التاريخ المرضي للطفل
9 مارس 2013 21:29
هل يمكن للتطعيمات التي يتلقاها الطفل أن تسبب له التوحد؟ ما تبعات القفز على بعضها؟ هل يجب تلقي أنواعها كافة، الضروري منها والكمالي؟ هل لها أعراض جانبية على الصحة؟ هل من الضروري احترام التوقيت كما هو مكتوب في قائمة التطعيمات التي تتلقاها كل أم بعد وضعها مولودها ومغادرتها المستشفى؟ هذه بعض أسئلة تتبادر إلى أذهان الآباء، ويعتبرها الأطباء أسئلة صعبة، لكنها تحتاج إلى أجوبة مباشرة وصريحة تطمئن الأمهات على فلذات أكبادهن. أطباء من عيادات "مايوكلينيك" الأميركية أخذوا على عاتقهم هذه المهمة وقدموا خمس إجابات عن أكثر الأسئلة المطروحة حول التطعيم. لا يختلف اثنان في كون التطعيمات واللقاحات هي واحدة من أعظم الاختراعات الطبية التي توصلت إليها البشرية. ويكفي العلم أنها أسهمت بشكل غير مسبوق منذ ظهورها في إنقاذ مئات الملايين من الأرواح وتطويل آماد الحياة، والوقاية من بعض الأمراض الشائعة الفتاكة التي كانت تُجهز على الإنسان قبل أن يشتد عوده، أو في ريعان شبابه في أحسن الأحوال. وتحمي التطعيمات الأطفال من سلسلة من الأمراض القاتلة كمرض الخناق الذي يصيب الجهاز التنفسي العلوي (يصطلح عليه دفتيريا)، والحصبة التي تصيب سائر الجسد بطفح جلدي أحمر اللون، والحمى الشوكية (التهاب السحايا) التي تسبب التهاب الأغشية المغلفة للدماغ والحبل الشوكي، وشلل الأطفال، والكزاز الذي ينتج عن تلوث الجروح بالجراثيم، والسعال الديكي الذي يصيب الأطفال دون سن الخامسة. وإذا كنا لم نعد نعتبر هذه الأمراض شائعة أو مألوفة، فإن الفضل في ذلك يرجع إلى نجاعة التطعيمات في الوقاية منها. ولكن بعض الناس يتساءلون مع ذلك عن فوائد هذه التطعيمات التي يتلقونها في الطفولة، وعن مخاطرها المحتملة. ويقول أطباء من عيادات “مايوكلينيك” الأميركية إن أكثر الأسئلة التي تشغل أذهان الآباء يمكن حصرها في خمس. ? هل المناعة الطبيعية أفضل من التطعيم؟ إن العدوى الطبيعية تتيح للجسم في الغالب مناعة كاملة أشمل من تلك التي توفرها سلسلة التطعيمات، لكن المناعة الطبيعية تأتي بثمن صحي. فمرض الجديري الطبيعي مثلاً يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي الحاد. كما أن عدوى شلل الأطفال الطبيعية من شأنها أن تقود إلى الإصابة بالصمم. وعدوى المستدمية الطبيعية (Hib) يمكن أن تسبب التهاباً في السحايا وتلفاً دائماً في الدماغ. ولذلك فإن دور التطعيم يكمن أساساً في الوقاية من الأمراض الناتجة عن هاته الأنواع من العدوى والأمراض، وتجنب مضاعفاتها الخطيرة المحتملة. ? هل يمكن للتطعيمات أن تُسبب التوحد؟ لا يمكن للتطعيمات أبداً أن تصيب الطفل بالتوحد. وعلى الرغم من أنه ثار كثير من اللغط والجدل في الآونة الأخيرة عن الدور المحتمل للتطعيم في زيادة مخاطر تعرض الطفل للتوحد، فإن الباحثين لم يجدوا أي رابط أو علاقة تُذكر بين مرض التوحد وتطعيمات الأطفال. وفي الواقع، فإن الدراسة الأصلية الأولى التي أثارت النقاش والسجال حول احتمال وجود علاقة بين الاثنين سُحبت منذ أعوام خلت بسبب عدم استنادها إلى أدلة مثبتة علمياً. ويقول أطباء عيادات “مايوكلينيك”، إن تزامن إصابة بعض الأطفال بالتوحد مع تلقيهم بعض التطعيمات كالحصبة، والنكاف الذي يتسبب في التهاب الغدد اللعابية والجهاز العصبي، والحصبة الألمانية، لا يعني وجود علاقة بين التطعيم والتوحد البتة، وهم يعتبرون أن هذا التزامن هو مصادفة محضة. ? هل الأعراض الجانبية للتطعيمات خطيرة؟ قد يتسبب أي تطعيم في ظهور أعراض جانبية معينة. غير أن هذه الأعراض تكون عادة بسيطة، وتأتي على شكل ارتفاع طفيف في درجة الحرارة أو الألم، أو الاحمرار، أو الانتفاخ في موضع الحقن. ويمكن لبعض التطعيمات أن تتسبب في الإصابة بصداع مؤقت أو دوار أو إعياء أو فقدان الشهية. وفي أوقات نادرة جداً، قد يصاب الطفل بُعيد التطعيم بحساسية حادة، أو أحد الأعراض العصبية أو النوبات المرضية. ويؤكد خبراء “مايوكلينيك” أنه على الرغم من كون هذه الأعراض الجانبية النادرة قد تمثل مصدر قلق وتوجس لبعض الآباء، فإنها تبقى أكثر أماناً وفائدة، مقارنة بالمخاطر الجمة التي قد يتعرض لها الطفل في حال لم يتلق اللقاحات اللازمة. ويضيف الأطباء أن التطعيمات لا تُعطى للأطفال جُزافاً، بل إنها تأخذ بعين الاعتبار حالتهم الصحية وتاريخهم المرضي منذ الولادة، ولذلك نجد أن الأطفال الذين لديهم حساسية مسبقة من أطعمة ما يتلقون لقاحات بديلة خالية من تلك المكونات التي قد تسبب لهم الحساسية. وفي حال أصيب الطفل بمضاعفات مقلقة نتيجة تلقيه تطعيماً ما، ينصح الأطباء بعدم منحه جرعات إضافية لاحقة من التطعيم نفسه رغم وروده في قائمة التطعيمات. ? لماذا تُقدم التطعيمات في وقت مبكر جداً من عمر الطفل؟ إن الهدف الرئيس من التطعيمات التي يتلقاها الطفل في مرحلة مبكرة من طفولته هو وقايته من الأمراض التي قد تصيبه في صغره، وتجنيبه مخاطرها ومضاعفاتها التي عادة ما تكون شديدة بسبب المناعة الفتية والناشئة للطفل. ومن هذا المنطلق، فإن تحديد أوقات مبكرة من عمر الرضيع والطفل لحقن جسمه باللقاحات اللازمة هو أمر ضروري وأساسي، ما يفسر كون مسلسل التطعيمات يبدأ مباشرة بعد ولادة الطفل. ويقول الأطباء إن تأجيل تطعيم الطفل إلى أن يكبر هو أمر غير منصوح به، لأن أوان ذلك قد يفوت في حال تأخير التطعيمات. ? هل يمكن اختيار التطعيمات وانتقاؤها؟ عموماً، اختيار التطعيمات واللقاحات والقفز عليها بشكل انتقائي ليس فكرة جيدة. فالقيام بذلك من شأنه تعريض الطفل للإصابة ببعض الأمراض الخطيرة المحتملة التي يسهل تفاديها بالتطعيم الوقائي الاستباقي. فيكفي أن نعلم أن مصدر الحماية الوحيد من الأمراض الممكن اتقاؤها بالتطعيم لدى بعض الأطفال- كأولئك الذين يُمنعون من تلقي بعض اللقاحات لأسباب طبية- هو مناعة الأشخاص المحيطين بهم. وإذا انخفضت معدلات التمنيع (من المناعة)، فإن الأمراض الممكن الوقاية منها بالتطعيمات قد تصبح مرة أخرى مصادر تهديد صحية شائعة. وينصح خبراء التطعيم من عيادات “مايوكلينيك” الآباء الذين لديهم تحفظات أو هواجس قلق وتوجس وخوف من بعض التطعيمات ألا يترددوا في مناقشة الأمر مع طبيب الأطفال الذي يراجعونه في مواعيد التطعيم. فصحة الطفل ومدة قوة مناعته تحدد في أحيان كثيرة نوع باقة التطعيمات التي يحتاجها، وما إذا كان يتعين عليه أخذ التطعيمات الضرورية جميعها أو الاكتفاء ببعضها، أو الاستعانة ببعض اللقاحات الكمالية، كلها أو جلها. هشام أحناش عن موقع “mayoclinic.com”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©