الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأيض والغدة الدرقية لا علاقة لهما بالإخفاق في إنقاص الوزن

الأيض والغدة الدرقية لا علاقة لهما بالإخفاق في إنقاص الوزن
9 مارس 2013 21:31
ينسج بعض الناس الذين يفشلون في إنقاص أوزانهم كثيراً من الأساطير ويحيكون قصصاً عديدة لتبرير سمنتهم أو زيادة وزنهم. ولا يخفى على أحد أن إنقاص الوزن يعد مهمة فيها قدر كبير من التحدي لأي شخص، وأنها عملية أكثر تعقيداً وتركيباً مما تبدو عليه. فالتخسيس لا ينحصر في تقليل الأكل وزيادة النشاط البدني كما قد يتصور بعض الناس. غير أن السبب الأساسي في فشل البدناء وزائدي الوزن في التخسيس هو عدم فهمهم الجيد لميكانيزمات إنقاص الوزن وآلياته. وبدلاً من تصحيحهم نظام التخسيس والالتزام به أكثر وتعديل نمط عيشهم، والنظرة إليه على نحو شمولي يتخطى عاملي تقليل الأكل وزيادة النشاط، فإنهم يلجؤون إلى البحث عن تفسيرات وشروح تبرر إخفاقاتهم المتكررة عبر اختلاق أساطير وقصص فيها قليل من الحقيقة وكثير من الادعاء. ومن بين هذه الأساطير قول بعضهم إن سبب بدانتهم وزيادة وزنهم هو أن انخفاض معدل الأيض لديهم. فزيادة الوزن لا تترافق فقط مع زيادة دهون الجسم، بل أيضاً مع زيادة وزن بعض العضلات المساندة والداعمة للكتلة الدهنية. إذ يمكن تقدير كمية العضلات بنسبة تتراوح بين 20% و30% من الوزن الزائد. ويعمل النسيج العضلي على حرق السعرات الحرارية، ولذلك فإنه كلما زادت الكتلة العضلية للشخص، ارتفع معدل الأيض لديه. وبصيغة أخرى، يرتفع معدل الأيض تناسبياً كلما زاد وزن الجسم. وهذا لا يشمل السعرات الحرارية التي تُحرَق خلال ممارسة التمارين الرياضية. ومن الاعتقادات الزائفة السائدة حول موانع التخسيس قول بعضهم إن فشلهم في إنقاص وزنهم يعود إلى معاناتهم من مشكلة في الغدة الدرقية تحول دون عمل هذه الأخيرة بشكل جيد. وفي هذا الصدد، لا بد من استحضار بعض التفاصيل. صحيح أن الشخص المصاب بنوع متقدم من قصور الدرقية (تدني إفرازات هرمون الغدة الدرقية) تكون لديه قابلية لاكتساب وزن زائد، لكن زيادة الوزن لا تحدث إلا للشخص الذي طالت إصابته المزمنة بقصور الغدة الدرقية، وهي ليست قدراً حتمياً لأي شخص يتعرض لمشكلة صحية ما على مستوى هذه الغدة. وتشير الإحصاءات الخاصة بمرضى قصور الغدة الدرقية إلى أن معظم الناس الذين يعرفون أن غددهم الدرقية لا تعمل بشكل جيد يكتشفون ذلك عبر اختبارات مخبرية تكشف وجود المرض في حالته المبكرة جداً، أي وقتاً طويلاً قبل وصول المرض إلى المرحلة المتقدمة التي يغدو فيها مؤثراً على عملية اكتساب الوزن وإنقاصه. ولا يحتاج الكشف عن مرض الغدة الدرقية إلى جهد كبير، بل إن إجراء اختبار بسيط للدم كفيل باطلاع الشخص على ما إذا كانت وظيفة غدته الدرقية تعمل على نحو جيد، أم أن بها مشكلة ما. من جهة أخرى، يعتقد بعض الناس أن التغيرات التي تطرأ على النظام الغذائي الشخصي من حيث استهلاك السعرات الحرارية يُفضي إلى تحولات كبيرة في وزن الجسم مع مرور الوقت. فنجد أحدهم يقول أشياء من قبيل: “إذا أكلتَ عدداً أقل من قطع البسكويت كل يوم، وكان عدد السعرات الحرارية في كل قطعة يبلغ 100 سعرة، فإن هذا يعني وفق عملية حسابية بسيطة أنك ستتمكن من إنقاص 4,5 كيلوجرام سنوياً!”. لكن السؤال المطروح هو إذا كان هذا الأمر محققاً، لماذا لا نعرف أشخاصاً أنقصوا هذه الكيلوجرامات رغم تخليهم بتاتاً عن أكل البسكويت والحلويات؟! ولعل ذلك يعزى إلى كون كل من ينقص وزنه يتمكن من حرق سعرات حرارية أقل نظراً لأن معدله الأيض ينخفض مع انخفاض كتلته العضلية. وربما يكون ذلك أحد الأمور المحيرة والمعقدة في عملية اكتساب الوزن وإنقاصه. وعوداً على بدء، لا بُد من القول إن هذه الأساطير لا تُعد إلا غيضاً من فيض المعتقدات الخاطئة السائدة حول التخسيس. وقد حاول عدد من الخبراء والأطباء واختصاصيو الغذاء والتغذية تصحيح هذه المغالطات بنشر مقالات وكتب، ومنها كتاب “نظام مايوكلينيك الغذائي” الذي يضع كل معتقد خاطئ ويفنده بالدليل العلمي، مع وضع الشيء العملي المطلوب تنفيذه واتباعه في كل حالة. عن “لوس أنجلوس تايمز”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©