مركز المواهب والإبداع لا يعترف بركود الصيف

تحلق طيور البهجة والمتعة في أجواء أطفالنا الصيفية، فما المانع أن تتزين المسرّة بالعلم وتتألق بالفائدة؟ يجيب عن هذا السؤال ''مركز المواهب والإبداع'' بأبوظبي، الذي ينظم ثلاث دورات تدريبية تتواصل في شهور الصيف ''يونيو ويوليو وأغسطس'' تغطي مجالات الفنون والعلوم· وتعمل على تنمية المواهب وصقلها واكتشاف المتميز منها وإكسابه المعرفة، فضلاً عن دورات تراثية تحاكي تاريخ الدولة، وتحرص على غرسه في نفوس الناشئة· بلقائنا فاطمة المرزوقي، مديرة المركز، تشير إلى الأهداف العامة لدورات الصيف، بقولها: ''تتقدم أهدافنا اكتشاف المواهب خاصة المتميز منها، ومن ثم يأتي تبني هذه المواهب المتميزة وتشجيعها، وتعريف الناشئة بالألوان التراثية المختلفة، وإعدادهم من خلال هذه الدورات الصيفية والأخرى المستمرة، للمشاركة في المسابقات والمهرجانات المحلية والخارجية، والعناية بمتابعة الأطفال والناشئة، وتقديم الوسيلة الحضارية المثلى لحماية الطفولة وإسعادها وإفادتها· لذا نسعى إلى تحقيق أهداف الدورات خاصة والمركز عامة، عبر الاستعانة بذوي الكفاءات المتميزة في مختلف مجالات الإبداع الفني وغيره، من المواطنين والعرب والأجانب، خاصة أن بعض فروع الدورات كفن الباليه واللغات الأجنبية -على سبيل المثال- تتطلب وجود مدربات من أوكرانيا وإنجلترا· وعن الدورات التي يقدمها المركز، تقول المرزوقي: ''يوفر المركز للمشتركين والمسجلين في دوراته، خيارات عديدة من الدورات، ففي المجال الفني هناك 8 دورات (الرسم، الأشغال اليدوية، الخط العربي، العزف على البيانو، العزف على الأورج، الباليه، الشطرنج، فن الإتيكيت) مع ملاحظة أن دورة الباليه تقتصر على الفتيات فقط· وقد حرصنا إثر تميز وتفوق عدة فتيات في الباليه على إشراكهن في دورة جديدة دون دفع رسوم اشتراك· أما في مجال تنمية وتثقيف الشخصية، هناك 4 دورات (تنمية مهارات التفكير، الصحفي الواعد، تنمية مهارات القراءة، تنمية مهارات الكتابة)· وفي مجال اللغات هناك دورتان (اللغة الفرنسية- للمبتدئين والمتقدمين، اللغة الإنجليزية- للمبتدئين والمتقدمين)· وفي مجال علوم الكمبيوتر هناك دورتان (أساسيات التعامل مع الكمبيوتر- للمبتدئين، برامج الكمبيوتر والفوتوشوب والفلاش- للمتقدمين)· وثمة دورة مستحدثة (أنا وطفلي) خاصة بتنمية المهارات الفنية عند الأطفال من فئة (3- 12) عاماً، يتم خلالها تدريب الأمهات على كيفية تنمية ومتابعة مهارات ومواهب الطفل في المنزل، لذلك يحضرن الدورة مع الأبناء''· للمواطنين فقط وبغية تعميق الانتماء الوطني لدى الأطفال والناشئة في الدولة، وتعريفهم أكثر بتاريخها وتقاليدها، وإحياءً لتراث الأجداد والمحافظة عليه، يقيم المركز دورات تراثية أشارت إليها المرزوقي بقولها: ''في مجال التراث هناك دورتان للذكور (السنع-عادات وتقاليد الأجداد، فن اليولة الشعبي)، ودورة للإناث (الخوص والتلي- صناعات يدوية تقليدية)، ويشرف على هذه الدورات مواطنون ومواطنات من ذوي الاختصاص''· ولتشجيع الإقبال على هذه الدورات الوطنية الهدف، تقتصر رسوم الاشتراك على 100 درهم فقط· ويحظى من يتفوق في تعلمها واكتسابها والبراعة في أدائها -من الجنسين- باشتراك مجاني· فضلاً عن تشكيل فريق متميز منهم نعمل على متابعة صقل موهبته وإشراكه في دورات متقدمة وفعاليات تراثية مهمة''· وفي ردهة التسجيل للاشتراك بدورات الصيف التقينا بعض أولياء الأمور، ممن قدموا دون أطفالهم -(خلال وجودهم في دوامهم المدرسي)- لتسجيلهم في دورات اختاروا الانضمام إليها تبعاً لمواهب وميول وطلبات من صغارهم، حيث أكدّ معظمهم: ''لا نتدخل في خياراتهم وإن كنا نفضّل تنمية مهاراتهم''· من هنا لاحظنا اختيار الأهالي تسجيل صغارهم في دورة ''تنمية مهارات التفكير'' حيث كان الإقبال عليها أكثر من غيرها من الدورات، تلاها في نسبة الإقبال ''الدورات الفنية''· كما عرفنا بأنه في ختام كل دورة سيقام معرض مصغّر لانتاج الأطفال في مجالات الرسم والأشغال اليدوية وغيرها، وثمة هدايا عينية بانتظار المتفوقين والمتفوقات·