في تجمع أدبي اتسم بالحميمية واستعادة الذكريات الشخصية والمهنية الممتدة لسنوات في عمر المشهد الثقافي المحلي، استضاف النادي الثقافي العربي في الشارقة مساء أمس الأول الشاعر والباحث الجزائري عياش يحياوي في أمسية شعرية وحفل لتوقيع إصداراته الجديدة المتضمنة مجموعتين شعريتين، وكتاباً حول السيرة الذاتية، وجاءت هذه الإصدارات تحت العناوين التالية: ''قصر الشاي'' وهو مجموعة شعرية، و''لقبش'' سيرة ذاتية لحليب الطفولة الجزء الأول، و''ما يراه القلب الحافي في زمن الأحذية'' مجموعة شعرية·
وفي بادرة ثقافية مفقودة ومطلوبة في آن، تم تكريم يحياوي وتسليمه شهادة تقدير من قبل الدكتور عمر عبدالعزيز مدير النادي الثقافي العربي في الشارقة، وذلك تثميناً لجهوده وإسهاماته في مجال الصحافة الثقافية، والحراك الشعري، والتوثيق الجمالي والإنساني للتراث الشعبي في الإمارات·
حضر الأمسية التكريمية لفيف من الشعراء والمثقفين وأصدقاء الشاعر الذين جمعتهم به ذكريات جميلة وحوارات موثقة وانتباهات شعرية مشتركة·
وأشاد الدكتور عمر عبدالعزيز في بداية اللقاء بعطاءات يحياوي في حقل الصحافة المحلية أثناء عمله في جريدة الخليج كمسؤول عن القسم الثقافي، وكذلك في حقل البحث التخصصي بعد أن أنجز كتباً بحثية مهمة حول الأدب المحلي والتراث الغني للشاعر الإماراتي الكبير الماجدي بن ظاهر· وقال عبدالعزيز: إن الشغف الثقافي الذي يتمتع به يحياوي ما زال خصباً ومؤثراً على المستويين الأفقي والرأسي في المشهد الأدبي المحلي، خصوصاً بعد انضمامه لأكاديمية الشعر التابعة لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث·
وبعد حفل توقيع كتبه الثلاثة، قرأ عياش يحياوي مجموعه من قصائده القديمة والجديدة في أمسية قدمها الأديب عبدالفتاح صبري، وذكر في مقدمتها جانباً من السيرة الإبداعية للشاعر يحياوي المقيم في الإمارات منذ العام 1998 وله من الكتب والإصدارات ما يلي: ''سيرة مكان'' جولة في موروث الإنسان والجغرافيا بدولة الإمارات العربية العام ،2004 و''ابن ظاهر شاعر القلق والماء'' دراسة تأويلية في النص ،2004 والعلامة والتحولات و''دراسة في المجتمع والكتابة في الإمارات'' ،2006 و''أول منزل'' دراسة وحوارات حول طفولة خمسين مثقفاً وشاعراً وفناناً من الإمارات ،2007 وأخيراً كتاب ''سلمى: جدة شعراء الإمارات'' ·2008
وله قيد الإنجاز كتابان هما ''ذاكرة الأشجار في الإمارات''، و''علي بن ثاني الرميثي'' دراسة توثيقية لسيرته الشعبية والشعرية·
بعد هذا التقديم قرأ الشاعر مجموعة منتخبة من قصائد ديوانيه الأخيرين ''قمر الشاي''، و''ما يراه القلب الحافي في زمن الأحذية''، ومن أجواء الديوانين القصائد التالية:
بي فرس للكلام/ وبي قامة للسكوت/ ولا حيلة لاستقامة ظلي/ خلقت لأعبث بالكون/ أهدمه وأبنيه من شهوتي وأموت/ ألا من يخبر نون الأساطير عن رغبة الكلمات الأخيرة/ هل طائر يعبر الروح هذي العشيات/ يغمس ريشي بجرح الكهانة/ يلبسني قبعات الحنين·
ومن قصيدة ''رأسي أعلى'' في ديوان ''قمر الشاي'' المقاطع التالية:
رأسي أعلى/ وعيناي في ظبي السر/ وأنا الطريدة/ يطاردني سري كأني سره/ تطاردني الأفعى وأفعاي القصيدة/ رأسي أعلى/ مثل السهم عزمي في البرية/ أنا اثنان/ بسمة الطفل وحكمة الصحراء·
عدد اليوم
