الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«حبات لؤلؤ» ترسم لوحة دلما بكل ألوان الإبداع

«حبات لؤلؤ» ترسم لوحة دلما بكل ألوان الإبداع
24 ابريل 2017 22:45
مصطفى الديب (أبوظبي) لم يكن سباق دلما للمحامل الشراعية فئة 60 قدماً مجرد سباق بحري، ولكنه كان بمثابة لوحة فنية رسمها فنانو البحر، سواء المشاركون الذين وصل عددهم إلى ثلاثة آلاف بحار، أو المنظمون خلف الكواليس الذين لعبوا دور البطولة في خروج الصورة بهذا الإبهار. ولم تكن بداية السباق الحقيقية عندما أطلقت شارة الانطلاقة في السادسة والنصف صباح أمس الأول، ولكن البداية جاءت عندما ولدت الفكرة ورعاها سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة. ولم يتخيل الكثيرون أن يتحول الحلم إلى حقيقة، فبات هناك سباق ماراثوني بكل المقاييس من حيث المسافة والقوة وكذلك حجم الجوائز، وعلى الرغم من نجاح السباق التجريبي الذي أقيم أكتوبر الماضي، فإن فريق العمل برئاسة أحمد ثاني مرشد الرميثي رئيس اللجنة العليا المنظمة للسباق، رئيس مجلس إدارة نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت لم يكتف بذلك، وأخذ على عاتقه التجهيز للحدث الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه. وفي الوقت الذي اعتقد فيه الكثيرون أن طول مسافة التسابق التي وصلت إلى 80 ميلاً بحرياً ربما تكون عائقاً أمام بعض المشاركين، فإن الواقع قال عكس ذلك، فكانت مسافة الأميال الثمانيين سبباً في الكثير من النجاحات أبرزها إثبات قدرة بحارة الدولة على خوض غمار التحدي لساعات طويلة، حيث وصل العاصفة بطل الحدث إلى محطة النهاية في 520 دقيقة، أي ثماني ساعات وأربعين دقيقة، كما أثبت فوز العاصفة باللقب مزيداً من قوة التحمل حتى الوقت الأخير من السباق، حيث اقتنص محمل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد اللقب من غازي الذي كان متصدراً لفترات طويلة بفارق واسع من الأمتار وصل إلى 2500 متر، الأمر الذي جعل كل التوقعات تصب في صالحه إلا أن النصف ساعة الأخيرة قالت كلمتها وحولت دفة اللقب من غازي إلى العاصفة التي هبت بقوة لاقتناص أغلى الألقاب. وكشف التصوير التلفزيوني للحدث من الجو عن إبداع لوحة التراث الإماراتي في مياه الخليج العربي، فكانت البداية مع مشهد رائع في الدقة والتنظيم عندما اصطف المشاركون في خط واحد بطول 2000 متر دون أن يخرج أي محمل عن الخط ولا يتقدم خطوة أو يتأخر بمثلها، وتوالت المشاهد الباهرة من خلال الانتشار الرائع للمحامل في المياه وكأنها حبات لؤلؤ تضيء المياه بروح التحدي والإثارة، ولم تكتف محامل سباق دلما التاريخي بالسباق بين بعضها، فكانت تسابق الرياح وتتمايل معها يميناً ويساراً، وكأنها تعزف مقطوعة موسيقية من التراث الوطني الأصيل. وخرجت أسماك الدولفين لتحتفل بأمراء البحار ولتعزف مقطوعة أخرى على أنغام خرير الماء الذي خرج من إبحار المحامل، لتؤكد للجميع أن مياه أبوظبي سعدت بروادها من خلال فرحة سكانها. ويعد سباق دلما للمحامل الشراعية فئة 60 قدماً الأكبر في تاريخ هذه الفئة، حيث أقيم لمسافة 80 ميلاً بحرياً، كما أنه الأكبر من حيث قيمة الجوائز، حيث تم رصد 25 مليون درهم جوائز للفائزين. وحصل المحمل العاصفة بطل السباق على مليون ونصف المليون درهم، بالإضافة إلى سيارة نيسان باترول، ونال غازي وصيف البطل مليون ومائة ألف درهم وسيارة نيسان باترول، فيما حصل «زلزال» صاحب المركز الثالث على تسعمئة ألف درهم وسيارة نيسان باترول، وتدرجت الجوائز المالية من الرابع وحتى آخر مشارك في الحدث، وتم تخصيص ثلاث سيارات لكل من الرابع والخامس والسادس. من جانبه، أكد أحمد ثاني مرشد الرميثي، رئيس اللجنة العليا المنظمة للسباق، أن النجاح الذي تحقق جاء بمجهود الجميع، وبسب الأداء الجماعي لفريق العمل، ووجه الشكر إلى جميع العاملين في اللجنة المنظمة، وإلى شركاء النادي والجهات الداعمة. وأشار إلى أن الدعم الذي قدمه سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، كان له الأثر الأكبر فيما تحقق من نجاحات باهرة. ووعد بتقديم الأفضل دائماً والسعي نحو إسعاد أهلنا في دلما ومنطقة الظفرة بشكل عام، ووجه التحية إلى أهل دلما على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، مؤكداً أنهم أهل خير ويستحقون الأفضل دائماً. المهيري: فرحة الجميع أضاعت الشعور بالتعب أبوظبي (الاتحاد) عبر ماجد المهيري المدير التنفيذي لنادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت عن سعادته البالغة بالنجاح الكبير الذي حققه سباق دلما التاريخي، مؤكداً أن المشهد كان أكثر من رائع وعبر عن قيمة الحدث التاريخية كون الأكبر والأقوى والأطول في تاريخ سباقات الإبحار الشراعي. وشدد على أن المشهد الرائع وفرحة الجميع أضاعت الإحساس بالتعب الذي عانى منه الجميع في فريق العمل. ووجه الشكر إلى أهل دلما على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، مشدداً على أن ما حدث على أرض الواقع يؤكد أن أهلنا في جزيرة دلما التاريخية يستحقون الكثير من الفرحة والروعة. ?وأعرب عن سعادته البالغة بالنجاح الباهر للحدث، مؤكداً أن المشهد كان أكثر من رائع، وعزا السبب في النجاحات التي تحققت على أرض الواقع إلى التعاون من جميع الجهات سواء الرعاة أو الشركاء والجهات الحكومية.? ووجه الشكر إلى أهل جزيرة دلما ومدينة المرفأ على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، مؤكداً أن الجميع سعد برؤية أهلنا في هذه الجزيرة التاريخية الرائعة.? كما وجه التهنئة إلى الفائزين في السباق، مشدداً على أن الإثارة كانت العنوان الأبرز للحدث من البداية وحتى النهاية، وهو الأمر الذي ضاعف من قوة السباق وقيمته لدى الجميع.? وتابع: من المؤكد أن النجاح الكبير الذي تحقق يدعو الجميع للفخر، سواء من خلال حجم المشاركة بوجود 111 محملا شراعياً أو من خلال عدد البحارة بوجود ما يقرب من ثلاثة آلاف بحار، وأضاف: لا يوجد خاسر في هذا المشهد الوطني التاريخي، والجميع فائز، واعداً بتقديم كل الجهد من أجل نجاحات مستقبلية للسباق نفسه أو أية سباقات أخرى تخص التراث البحري.? المرزوقي: صنعنا التاريخ وطموحاتنا بلاحدود أبوظبي (الاتحاد) أكد عمر عبد الله المرزوقي نوخذة المحمل «العاصفة» بطل سباق دلما، أن دعم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي ومالك العاصفة وراء النجاح الذي تحقق في السباق، وأهدى اللقب إلى سمو ولي عهد دبي، مؤكداً أن سموه يستحق الكثير على دعمه ومساندته الدائمة للبحارة في مختلف الفعاليات. وعن السباق نفسه فقال: من المؤكد أن الحدث كان رائعاً واللجنة المنظمة بذلت مجهودات خارقة من أجل خروج الصورة بهذا الشكل الرائع، وشدد على أن اللقب جاء بعد صعوبة كبيرة بسب بالمنافسة مع عدد من المحامل الأخرى على رأسها، غازي الذي كان متصدراً لفترات طويلة. وأكد ثمرة اللقب جاء بسب التخطيط السليم ومساعدة فريق العمل من البحارة على متن المحمل الذين أكدوا أنهم من طراز فريد ويستطيعون دائماً صناعة الفارق. رسالة شكر وتقدير أبوظبي (الاتحاد) رفع المشاركون في سباق دلما للمحامل الشراعية أسمى آيات الشكر والتقدير إلى سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة راعي السباق، وأثنوا على الدعم اللامحدود الذي توليه القيادة الرشيدة للرياضة بشكل عام وسباقات البحر على وجه الخصوص، مما كان له بالغ الأثر في تمسك الأجيال الصاعدة بإرث الآباء والأجداد، وأوضحوا أن الرسالة التي وضعتها القيادة الرشيدة، وصلت إلى الجميع وأقبل الشباب على المشاركة في سباقات البحر بكل فئاتها وأصبحت المحامل الشراعية تجمع مختلف الأجيال من الشيب والشباب في مشهد يؤكد على أن مستقبل الرياضات البحرية في أيد أمينة. وأشاد النواخذة بالدعم الكبير الذي قدمه سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان للسباق والفكرة المبتكرة بإقامة تحد على مسافة 80 ميلاً بحرياً يمر بـ 7 جزر ويجمع 111 محملا شراعياً وأوضحوا أن السباق حقق أهدافه ونجح من كل الجوانب. وعبروا عن بالغ شكرهم وتقديرهم للجنة العليا المنظمة للسباق بقيادة أحمد الرميثي رئيس نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت، وفريق العمل وكل من ساهم في إنجاح السباق. وتمنوا أن تتواصل تحديات المسافات الطويلة خلال الفترة المقبلة لتجمع أكبر عدد ممكن من أهل التراث ومحبي البحر في سباقات استثنائية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©