«كادبوري» تنتج حلوى رخيصة من أجل فقراء الهند

في الوقت الذي اعتاد فيه المزيد من الهنود على حياة الدعة والفخامة، تأمل شركة «كادبوري بي إل سي» في الاستحواذ على الملايين من الزبائن الجدد عبر إنتاج الشوكولاتة الرخيصة. ويذكر أن الشركة البريطانية المصنعة للحلوى ظلت تعمل في الهند لأكثر من 60 عاماً وتهيمن بالكامل على سوق الشوكولاتة هناك. ولكنها ذكرت بأنه ما زال لديها زبائن أقل من نصف التعداد السكاني البالغ 1.2 مليار نسمة، والذين لم يتذوقوا طعم الشوكولاتة على الإطلاق. حيث ما زالت الحلويات التقليدية تهيمن على السوق في الهند حيث يجري تناولها وتداولها في الأعياد والمناسبات. وشهدت مبيعات «كادبوري» نمواً بمعدل 20 في المئة في كل عام في خلال فترة السنوات الثلاثة الماضية بدعم من النمو الاقتصادي في الهند والزيادة المضطردة في أعداد الطبقة الوسطى. أما الآن فإن الشركة بدأت تستهدف جموع المستهلكين الأقل دخلاً عبر توفير المنتجات الأرخص ثمناً. إذ يقول تود ستيتزر المدير التنفيذي لشركة كادبوري «إننا نتطلع للوصول إلى جميع أولئك المستهلكين في المناطق النائية من المدن عبر بيع المنتجات الصغيرة الحجم وبأسعار متدنية». علماً بأن بعض الشركات الأخرى المصنعة لسلع المستهلك كانت قد انتهجت استراتيجيات مماثلة وبنجاح مثل شركة بروكتور آند جامبل وشركة يونيليفر في بيع الشامبو والصابون لجموع الفقراء في الهند. وآخر ما تم إنتاجه من قبل الشركة المصنعة للحلوى للفقراء في السوق الهندي المنتج المعروف باسم «كادبوري ديري ميلك شوتز» وهو عبارة عن كريات صغيرة الحجم من الشوكولاتة التي تم طرحها في هذا العام وبسعر لا يزيد على روبيتين أو حوالي أربعة سنتات أميركية مقابل عبوة من خمسة جرامات تحتوي على قطعتين. وهي مكسوة بطبقة من السكر من أجل حمايتها من الذوبان بفعل الحرارة. وتبيع شركة «كادبوري» أيضاً العديد من أنواع الحلوى الصغيرة والمنخفضة التكلفة التي ظلت مطروحة في الأسواق منذ العام 1971 وبسعر لا يزيد على سنتين أميركيين للواحدة. من جهة أخرى، فإن الهند وسائر الدول الناشئة الأخرى أصبحت تحظى بأهمية متزايدة بالنسبة لشركة «كادبوري» بسبب تباطؤ نمو المبيعات في أوروبا وأميركا. ففي العام الماضي ساهمت الأسواق الناشئة بنسبة 35 في المئة من إجمالي مبيعات «كادبوري» وبحوالي 60 في المئة من نمو المبيعات كما يقول ستيتز. والهند ما زالت تعتبر ضمن الدول الأقل استهلاكاً للفرد في العالم لحلوى الشوكولاتة، حيث لا يزيد حجم سوق الشوكولاتة الهندي على 466 مليون دولار في العام مقارنة بمبلغ 4.89 مليار دولار في بريطانيا التي لا يزيد تعدادها السكاني على عشر التعداد الهندي بحسب أرقام شركة «كادبوري». إلا أن الشركة ذكرت بأنها تتوقع أن يشهد سوق الحلويات والشوكولاتة الهندي نمواً يزيد على 12 في المئة في هذا العام. ومن أجل أن تحافظ الشركة على أسعار المنتجات الرخيصة متدنية فقد بات يتعين عليها خفض التكاليف. إذ عمدت إلى تقليل العمالة في الهند بنسبة بحوالي 11 في المئة في خلال فترة السنوات الخمس الماضية، كما لجأت أيضاً إلى نقل مصانعها من المواقع العالية التكلفة إلى أماكن أخرى بالقرب من مومباي. وحتى تتمكن الشركة أيضاً من تقليل اعتمادها على الكاكاو والمستورد فقد لجأت أيضاً إطلاق حملة لدعم التوسع في إنتاج الكاكاو في داخل الدولة. «عن وول ستريت جورنال»