متاحف جزيرة السعديات روائع عالمية على أرض الإمارات

خلال السنوات الخمس المقبلة ستصبح جزيرة السعديات في أبوظبي محط أنظار محبي الثقافة والفنون الراقية، وقبلة لعشاق المتاحف والصروح الحضارية من مختلف أنحاء العالم، فبحلول عام 2012 ستشهد المنطقة ميلاد صروح حضارية خمسة قل نظيرها في العالم لتجعل من عاصمة الثقافة العالمية أبوظبي لؤلؤة الإبداع والتوهج الحضاري· خمسة متاحف صممها أروع المختصين في العمارة أولها متحف الشيخ زايد الوطني الذي سيتم تشييده ضمن المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، وتم اختيار أربع شركات من أصل 13 شركة تتنافس على الفوز بتشييد هذا الصرح العملاق المقترن باسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' ومتابعة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة· وتضم لائحة الشركات المتأهلة كلاً من شركة ''فوستر آند بارتنزز'' من المملكة المتحدة وشركة ''سنوهيتا'' من النرويج وشركة ''شيجيروبان'' من اليابان وشركة ''مورياما أندتيشيما'' من كندا· وسيقام متحف الشيخ زايد ''رحمه الله'' على مساحة تبلغ 130,000 قدم مربعة وسيتضمن 5صالات للعرض كل منها مخصص ليعرض جانباً من تراث وانجازات الشيخ زايد ''رحمه الله'' وهذه الأجنحة هي جناح التراث، وجناح البيئة وجناح التعليم وجناح التغيير الجذري في الإمارات وجناح الوحدة عبر القيادة الصائبة إلى جانب مركز تعليمي ومسرح ومناطق تجارية ومنطقة مخصصة لخدمات الزوار· تضم التصاميم التي قدمتها الشركات الأربع لمتحف الشيخ زايد الوطني رؤى عديدة تتميز بالأشكال الهندسية ذات الطابع الإسلامي فضلاً عن استخدامها للألوان التي تعكس طبيعة دولة الإمارات وكذلك مراعاتها لاستخدام أفضل الممارسات البيئية، وذلك تكريماً لانجازات الشيخ زايد ''رحمه الله'' في هذه المجالات· وسيكون متحف الشيخ زايد الوطني إضافة نوعية مهمة إلى المنشآت الثقافية التي تم الإعلان عنها في المنطقة الثقافية لجزيرة السعديات التي ستضم متحف جوجنهايم أبوظبي للفن المعاصر ومتحف لوفر أبوظبي ودار المسارح والفنون والمتحف البحري· أما متحف جوجنهايم أبوظبي بتصميم فرانك جيري والذي من المقرر أن يقام على مساحة 320,000 قدم مربعة فيضم قاعات عرض خاصة ومركزاً للفنون والتكنولوجيا ومركزاً لتعليم الفنون للأطفال ومكتبة فنية ومركزاً للأبحاث ومختبراً حديثاً للمحفوظات حيث سيكون تصميم المتحف من صالات عرض مركزية تحيط بمساحة داخلية في كل طابق من طوابقه الأربعة ومع الارتفاع تزداد الساحة اتساعاً حتى تصل في الطابق الرابع إلى قاعات أكبر حجماً توفر مساحات طبيعية رحبة لا توفرها المتاحف التقليدية في العالم· مبنى متحف جوجنهايم أبوظبي مستقل بذاته فيه من الخيال ما يمزج مياه البحر الزرقاء باللون الصحراوي لجدران المتحف حيث سيسهم في خلق جو لا مثيل له لمتحف لا نظير لمثله· أما متحف لوفر أبوظبي الذي سيقام على مساحة 24,000 متر مربع ومن المرتقب افتتاحه في 2012 والذي صممه المهندس الفرنسي جان نوفيل فيعتبر من أهم المتاحف في العالم لهندسته المعمارية الفذة وتكوينه الآسر والذي تقوم هندسته على أساس قرص أبيض ذي نوافذ رحبة ومبان مرفقة بأشكال فنية معاصرة ومعروضات أصلية تمثل كل الحضارات والعصور القادمة· إنه عمارة تمثل الجسر الثقافي والحوار المتصالح بين الشرق والغرب· وهو الحداثة وما بعدها مع التجسيد الواعي للموروث الثقافي في المنطقة الذي يتناغم مع البيئة وتصالحها مع الفنون· أما متحف أبوظبي البحري المفصل الرابع في المتاحف التي ستقام على أرض جزيرة السعديات والتي ستصبح القلب الثقافي لأبوظبي النابض بالابداع والابتكار والتاريخ والمركز المشرق للشرق العربي المشع بالفنون والإبداع· فقد صممه المهندس المعماري تاداو آندو مستوحياً مفهومه حول شكل المبنى الذي سيزين الجزيرة من التراث الملاحي العريق لدولة الإمارات ومن ارث الأجداد وتضاريس الطبيعة الساحرة على هيئة سفينة متفــردة الشكل تتوسط ساحة مائية واســعة فتبـــدو للرائي وكأنها كتلة منحوتة بأناقة في وجه أمواج أبوظبي الدافئة، مساحة متميزة تمازج بين عنصري اليابسة والماء· وأخيراً مبنى دار المسارح والفنون الذي صممته المعمارية العراقية زها حديد والذي لا يشبه المباني في شيء إذ يتخذ شكلاً نحتياً أقرب إلى خط الطغرة العثماني العربي، يبدأ بممر للمشاة ويمتد من متحف الشيخ زايد الوطني ثم يتطور تدريجياً في تراكيب عبقرية معقدة ومتشابكة إلى أن يزداد عمقاً وارتفاعاً في اتجاهه نحو البحر وسيقام المشروع على مساحة تقدر بحوالى 52381 مترا مربعاً