كابول (رويترز)- حذر الصليب الأحمر من أن أفغانستان مهددة بخسارة التقدم الذي أحرزته في مجالي الرعاية الصحية والتنمية البشرية مع تراجع الاهتمام العالمي والدعم المالي قبل الانسحاب المزمع للقوات الأجنبية المقاتلة في 2014.
وبدأت المساعدات التنموية تتراجع بالفعل في البلاد مما يهدد المئات من المراكز الطبية والمدارس التي أنشئت عقب إسقاط حكومة طالبان عام 2001. وقال ريتو ستوكر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أفغانستان في مقابلة مع رويترز «في ظل الانخفاض الشديد في الموارد المتاحة ستشهد أفغانستان فجأة صعوبات أكثر كثيراً ومنظمات وحكومة أقل قدرة على خدمة المعوزين».
وأضاف ستوكر إن هذا يمكن أن يؤدي إلى «وضع إنساني سيكون أسوأ مما هو عليه الآن». ووصلت المساعدات المدنية التي يأتي معظمها من الولايات المتحدة ذروتها عام 2010 في أفغانستان وقالت واشنطن إنها ستخفض إنفاقها على التنمية فيما تسحب قواتها. وقال ستوكر الذي عمل في أفغانستان في أواخر التسعينات «الأفغان قلقون جدا جدا جدا من أن ينخفض الدعم والاهتمام الدوليين ولديهم الكثير ليخسروه. لأن الكثير تحقق خلال العشر سنوات الماضية».
ويتذكر ستوكر حين كانت طالبان تحكم البلاد ويقول إنه لم تكن هناك سوى بضعة مستوصفات في كل إقليم توفر رعاية صحية بدائية وهو ما يتناقض بشدة مع برنامج الرعاية الصحية الوطني الذي أنشئ العام الماضي. وفي إطار هذه الاستراتيجية يعمل البنك الدولي والوكالة الأميركية للتنمية الدولية والمفوضية الأوروبية تحت إدارة وزارة الصحة ويمولون المنظمات غير الحكومية التي تقدم الرعاية الصحية. وقال ستوكر إنه إذا اختفت هذه الموارد فإن الأفغان «لن يفهموا هذا ويتقبلوه. وأعتقد أنه سيكون معهم حق». وانخفضت المساعدات الاقتصادية والإنسانية لأفغانستان من 4.1 مليار دولار عام 2010 إلى 2.5 مليار دولار في 2011 . وستنخفض المساعدات الأميركية عن هذا المبلغ في العام الحالي إذ ستوجه واشنطن تركيزها إلى المشروعات المستدامة التي تقول إنها تحتاج إلى مستويات أدنى من التمويل. ودعا ستوكر القوى العالمية إلى تنفيذ التزاماتها تجاه أفغانستان بعد انتهاء الحرب. وقال «هناك على الأقل التزام أخلاقي على المجتمع الدولي بضمان أن تستمر المستويات التي تعززت بغض النظر عن التواجد الأمني المباشر هنا في أفغانستان».
عدد اليوم
