الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رسائل الإسراء والمعراج

رسائل الإسراء والمعراج
25 ابريل 2017 00:17
تأتي ذكرى الإسراء والمعراج هذا العام لتقدم لنا رسائل عدة في الحياة، فهي تعد من أعظم الحوادث التي حدثت في التاريخ، ففيها رأى النبي صلى الله عليه وسلم من آيات الله العظمى وأمر بأداء فريضة عظمى وجاءت في وقت عصيب كان يمر بالنبي صلى الله عليه وسلم وبأصحابه، فهيا بنا نتعرف على بعضٍ من تلك الرسائل عسى أن نستفيد منها ونعي مسؤوليتنا ودورنا تجاه ما يعصف بالأمة اليوم وما يُكاد لها وما وقع للعالم من مآسٍ ومؤامرات. من أولى الرسائل التي يقدمها لنا الإسراء والمعراج هي «إن مع العسر يسراً» حيث فقد النبي صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب الذي كان يحنو عليه ويدافع عنه وكذلك فقد زوجته المخلصة الوفية خديجة رضي الله عنها التي كانت تخفف عنه المآسي وتصبره وتقف معه وتؤازره وتحنو عليه ولم يكن الفاصل بين المصيبتين إلا ثلاث ليال فقط حزن النبي صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً، ومما زاد الأمر حزناً هو ردة فعل أهل الطائف السلبية حين عارضوه ورموه بالحجارة بعد أن ذهب إلى هناك داعياً فجلس يدعو ربه.. وهنا تدخلت العناية الربانية والرحمة الإلهية باستعداد أهل السماء لاستقبال خير من مشى على الأرض وصاحب المقام المحمود والحوض المورود تطييباً لخاطره وتسرية له عن أحزانه وآلامه. الرسالة الثانية التي تقدمها لنا هذه الذكرى العظيمة هي «أهمية المساجد ودورها» فرسالة الإسلام مرتبطة بالعبادة والمساجد خصت عن غيرها من الأماكن بالعبادة، فهي بيوت الله تعالى في الأرض وزوارها عمارها والعبادة في معناها لا يقصد بها الصلاة وقراءة القرآن فقط وإنما أي عمل يراد به وجه الله تعالى، وهنا تتجلى رسالة المسجد تجاه المجتمع، فالمسجد يعتبر غرفة عمليات المجتمع، ففيه يجتمع أهل البلد ويتناقشون قضاياهم ويعين بعضهم بعضاً وفيه تطرح الحلول للمشكلات وفيه تقام حلقات العلم ودعوة غير المسلمين عن طريق مجلس المسجد وفيه تقام المحاضرات النسائية والندوات العلمية الأخرى التي تفيد المجتمع وفيه تقام حلقات تحفيظ القرآن الكريم وفيه تقام حملات التبرعات للمشاريع الخيرية وإعانة الفقراء والمحتاجين وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها كثير، فالمسجد نور المجتمع إن تم تفعيله التفعيل المناسب شع نوره في كل بيت واستنارت به قلوب أفراده. الرسالة الثالثة هي «الصلاة وأثرها في الفرد والأسرة والمجتمع»، وهي أعظم جائزة تلقاها النبي صلى الله عليه وسلم وعظمتها تتجلى في المكان والزمان الذي فرضت فيه، فهي الفريضة الوحيدة التي فرضت في السماوات العلا دلالة على عظمتها ومكانتها وأثرها، فالصلاة هي الهواء الذي يتنفسه المؤمن والأرض التي يمشي عليها والعين التي يبصر بها والروح التي يحيا بها، فمن دون الصلاة يصبح جثة هامدة لا حياة له ولا أثر، فالصلاة هي ما يصلح القلوب ويقيم النفوس ويحل المشكلات ويوحد المسلمين ويضع عنهم الشحناء والبغضاء ويزيل الفروقات الطبقية والقبلية. إن صيام يوم الإسراء والمعراج لم يرد فيه دليل شرعي لا من القرآن ولا من السنة، فالصيام عبادة والعبادات لا بد لها من دليل شرعي يدل على مشروعية تلك العبادة، ولا دليل شرعي ينص على مشروعية صيامه، ومن ناحية أخرى هناك خلاف حاصل بين العلماء في توقيت الحادثة تصل هذه الأقوال إلى 12 قولاً، فالصيام إذاً ممتنع من جهتين من جهة عدم ثبوت دليل شرعي، ومن جهة أخرى لم يرد دليل ثابت بتوقيت الحادثة إلا أن المشهور هو في رجب. إن الاحتفال بذكرى حادثة الإسراء والمعراج لا يكون بسرد أحداثها فحسب أو بإنشاء القصائد والأناشيد وضرب الدفوف وتزيين الشوارع والمحلات وتوزيع الهدايا و الحلويات، وإنما يكون بدراسة هذه الحادثة دراسة دقيقة وأخذ العبر والدروس منها والاستفادة منها في حياتنا اليوم لحل مشكلاتنا وتشتتنا الحاصل ومواجهة المؤامرات التي تحاك حولنا وباتحادنا، ففي الاتحاد قوة، والأمة مطالبة اليوم بتوضيح هذه الرسائل للعالم، فهي في أمس الحاجة إلى من ينقذها من المستنقع الذي وقعت فيه، ولن يتحقق ذلك إلا بتوضيح صورة الإسلام الحقيقي ورسالته الخالدة للعالمين. تلك هي أهم رسائل حادثة الإسراء والمعراج، وهذا هو دورنا وواجبنا تجاهها إن كنا فعلاً نريد أن نحتفل الاحتفال الحقيقي بهذه المناسبة. فيصل بن زاهر الكندي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©