الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشركات الغربية المستفيد الأكبر من كعكة الإنشاءات في الخليج

الشركات الغربية المستفيد الأكبر من كعكة الإنشاءات في الخليج
2 يونيو 2008 00:45
خلفت شركة جنرال إليكتريك موجة من الإحباط في أوساط مستثمريها بعد إعلانها عن نتائجها الضعيفة للربع الأول من العام· ولكن هذه الشركة العملاقة الأميركية أصبحت تشهد نمواً متسارع الوتيرة في منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص بعد أن حققت إيرادات بلغت 5,4 مليار دولار في العام الماضي، وهو رقم يتجاوز ما حققته شركة جنرال إليكتريك في الصين بقيمة 4 مليارات دولار وبمستوى لا يزيد على 2,4 مليار دولار في الهند· ويعتبر هذا الأمر أكبر دليل على أن النفط جلب معه ازدهاراً غير مسبوق لقطاع الإنشاء والتشييد في منطقة الشرق الأوسط وبشكل أدى إلى خلق سوق هائل جديد لشركات الصناعة الغربية حتى في الوقت التي بدأت تشهد فيه تباطؤ النمو في الولايات المتحدة الأميركية والدول المتقدمة الأخرى· وإلى ذلك، فقد ذكرت شركة الستوم العملاقة الفرنسية المصنعة للتوربينات أن طلبيات الشراء من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا قد قفزت إلى أكثر من أربعة أمثالها إلى مستوى 4 مليارات يورو ''6,17 مليار دولار'' في فترة الأشهرة التسعة المنتهية في 31 ديسمبر مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي· ولقد أعلنت كل من شركة كاتربيلر المصنعة للمعدات الثقيلة ومجموعة هوني ويل إنترناشونال أيضاً من مبيعات قوية في منطقة الشرق الأوسط ضمن نتائجهما المالية التي أفرج عنها في الشهر الماضي· وفي الحقيقة، فإن جميع هذه الشركات وغيرها بدأت تستفيد من الطفرة الهائلة في أعمال البنية التحتية التي يتم تمويلها من أسعار النفط المرتفعة، حيث تقدر شركة ماكينزي للاستشارات ان دول الخليج - البحرين والكويت وسلطنة عمان وقطر والسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة - استمرت تنفق 230 مليار دولار سنوياً في بناء المستشفيات والمطارات ومسارات السكك الحديدية ومحطات الطاقة الجديدة· وهو مبلغ يعادل تقريباً ثلاثة أضعاف ما كانت تنفقه قبل خمسة أعوام من الآن بقيمة 83 مليار دولار· أما مكتب كيتو دي بوير شريك مجموعة ماكينزي الذي يتخذ من دبي مقراً له فقد ذكر أن دول الخليج باتت تحاول جاهدة اللحاق بالدول المتقدمة بعد عقود من قلة الاستثمارات التي فشلت في مواكبة الوتيرة المتسارعة للنمو السكاني· ومن ناحية أخرى، فإن الولايات المتحدة ما زالت تستورد سلعاً إلى منطقة الشرق الأوسط - بلغت قيمتها 62 مليار دولار في العام الماضي -بقيمة أكبر بكثير من صادراتها إلى المنطقة والتي لم تزد قيمتها على 39 مليار دولار في العام الماضي· وقد بدأت قيمة الواردات في الصعود منذ العام 2004 عندما بدأت أسعار النفط في الارتفاع نحو 100 دولار للبرميل وفقاً لإحصائيات بانك أوف أميركا· علماً بأن أوروبا ما زالت تصدر بقيمة أكبر من وارداتها من منطقة الشرق الأوسط كما يشير المصرف· أما بالنسبة لشركة جنرال إليكتريك، فإن المنطقة أصبحت تمثل لها المورد الأكبر للمبيعات خاصة في مجال محركات طائرات الجامبو والسوق الأسرع نمواً لتوربينات الغاز وتكنولوجيا معالجة المياه· ومع ذلك، فإن هذا الاندفاع نحو المنطقة أصبح يجلب مع بعض المخاطر إلى جانب الفرص السانحة خاصة فيما يتعلق بما تشهده المنطقة على اتساعها من اضطرابات سياسية، بالإضافة إلى وجود قوانين تطالب الشركات الأجنبية بضرورة بيع منتجاتها عبر الوكلاء وبشكل يقلل من هوامش أرباحها· وكذلك، فإن هذه الشركات يتعين عليها من أجل الفوز بالأعمال التجارية أن تستثمر قدراً من أموالها في أعمال أخرى بالمنطقة· لذا فقد عمدت شركة جنرال إليكتريك إلى استثمار مبلغ 50 مليون دولار في مركز للبحوث في قطر يحتوي على مرفق للتدريب على صيانة المحركات يتبع لشركة الخطوط الجوية القطرية، بينما تعمل الشركة الآن على بناء مصنع للمنتجات الطبية مع شريك محلي في المملكة السعودية· وسوف يصبح هذا المصنع الوحيد من نوعه خارج الولايات المتحدة الذي يعمل على تجميع ماكينات المسح التشخيصية المتقدمة· أما في دبي، فقد نقل ستيف فودلر مدير مبيعات وحدة معالجة المياه في شركة جنرال إليكتريك أعماله من ولاية ماساشوسيتس إلى الإمارة مؤخراً حتى يصبح قريباً من أهم زبائنه، كمرافق خدمات المياه الحكومية ومصافي التكرير ومطوري العقارات والمباني· ويذكر أن منطقة الشرق الأوسط التي يغلب عليها الجفاف والصحارى أصبحت ضمن قائمة الأسواق الأكبر في العالم لمحطات التحلية ومحطات معالجة المياه مع توقعات بأن يصل إنفاقها في هذا المجال لمستوى 40 مليار دولار بحلول العام ·2015 وذكر فودلر أن انتقاله للعيش في دبي أتاح له الالتقاء بكبار المسؤولين في الإمارة الذين يتخذون القرارات السريعة المتعلقة بتطوير المشاريع· والآن فقد شرعت شركة جنرال إليكتريك في بيع مقطورات التحلية المتنقلة التي تزود عمال الإنشاءات بالمياه الصالحة للشرب في موقع العمل· وكذلك، فإن الشركة تعمل على توفير التوربينات الخاصة بأحد مشاريع الطاقة الجديدة بالإضافة إلى تزويد العديد من المستشفيات في إمارة دبي بالمعدات والأجهزة الطبية الحديثة·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©