الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

منطقة اليورو ستنتظر طويلاً خفض معدلات الفائدة

2 يونيو 2008 00:46
يواجه الاقتصاد في منطقة اليورو صعوبات متزايدة لكن التضخم القياسي يحول دون خفض معدلات الفوائد الرئيسية مما يجعل البنك المركزي الاوروبي في وضع يجبره على الجمود عدة أشهر· وقد اجمع ثلاثون اقتصاديا استطلعت آراءهم وكالة فرانس برس ووكالة ''تومسون فايننشال نيوز'' على ان معدل الفائدة الرئيسية في منطقة اليورو العامل الذي يحدد مستوى القروض للشركات والافراد، سيبقى عند 4% في ختام اجتماع مجلس حكام البنك المركزي الاوروبي الخميس· والمعدل المعمول به حاليا ثابت منذ سنة· وفي هذه الاثناء، اتسعت الازمة المالية المرتبطة بمشكلة الرهن العقاري الاميركية· وقد عمدت الولايات المتحدة التي باتت على شفير فترة انكماش، مرارا الى خفض معدلات فوائدها وكذلك فعلت بريطانيا باستثناء البنك المركزي الاوروبي· والاسوأ من ذلك ان المؤسسة المالية الاوروبية التي ستحتفل ايضا بالذكرى السنوية العاشرة لولادتها الاثنين في حفل يقام في دار الاوبرا في فرانكفورت، لا تتردد في التهديد ضمنا بزيادة معدل الفائدة لمكافحة خطر ارتفاع كبير في مستوى التضخم· وفي مايو، أدى سعر النفط المرتفع الى دفع التضخم مجددا كما حصل في مارس الى 3,6% على مدى عام، وهو أعلى مستوى له منذ إقامة منطقة اليورو في 1999 بحسب أرقام مؤقتة أصدرها مكتب الاحصاءات الاوروبية (يوروستات)· ومنذ أشهر عدة، يوضح مسؤولو البنوك المركزية الاوروبية ان هذا الارتفاع مؤقت، لكنهم اضطروا الى الاقرار بانه يدوم أكثر مما هو متوقع· ويبقى الخطر من حلقة تضخمية تغذيها زيادات مرتفعة على الرواتب حادا برأيهم، وهو سيناريو كارثي بالنسبة الى مسؤولي البنوك المركزية الذين تكمن مهمتهم الاولى المدرجة في معاهدة ماستريخت، في ضمان أسعار مستقرة· وينبغي ان تصدر المؤسسة المالية الاوروبية أيضا توقعات جديدة فصلية الخميس· وينتظر صدور مراجعة جديدة تشير الى ارتفاع كبير في توقعات التضخم هذه السنة وانخفاض احتمالات النمو للعام ·2009 واقر بنك هيلابا في دراسة بان هذه التقديرات تغذي ''المخاوف من زيادة معدلات الفوائد الرئيسية''· ورأت مونيكا وولمان المحللة لدى مجموعة ''وست ال بي'' ان هذا الأمر ''غير مرجح'' مع ذلك في أوج ''أزمة مالية لم يتم تجاوزها واسعار نفطية مرتفعة تدفع الى زيادة التضخم لكنها توقف حركة الاقتصاد''· كما ان فكرة خفض معدل الفوائد لم تعد واردة· فغالبية الاقتصاديين الذين استطلعت آراءهم وكالة فرانس برس و''تومسون فايننشال نيوز'' باتوا يعتقدون انها ستطرح في الفصل الرابع من العام بعد ان راهنوا طويلا على طرحها في الفصل الثالث· ورأى المحلل لدى بنك ''يو بي اس'' ستيفان ديو ان ''التضخم لا يزال مرتفعا والنشاط لا يضعف بالسرعة نفسها: فقد ننتظر طويلا للوصول الى خفض معدل الفائدة لدينا''· وبابقائه على الوضع القائم، أعاق البنك المركزي الاوروبي النمو، ما دفع بفعل الأمر الواقع، بعض الدول مثل اسبانيا او ايطاليا الى شفير الانكماش مع تهديد دول اخرى، كما قال يورغ كرامر كبير الاقتصاديين في بنك ''كومرسبنك''· وقال الخبير ''اليوم يعتبر المستوى المحدد بصرامة لمعدلات الفوائد الرئيسية بشكل عام السبب الرئيسي الذي يفسر الاداءات الاقتصادية التي هي دون المعدل لدى عدد من الاقتصادات في منطقة اليورو''· ورأى كرامر ان التشدد النقدي قد ''يفاقم الوضع ويجعل الانكماش اكثر ترجيحا'' ولن يكون على البنك المركزي الاوروبي من دون شك ان يذهب الى هذا الحد· وتدل مؤشرات الثقة الاخيرة في منطقة اليورو على ان ''الاستهلاك قد يصبح نقطة ضعف النمو الاقتصادي''، بحسب ما رأى بنك ''هيليبا''· وفي الماضي، كان حصول تدهور قوي في ثقة المستهلكين كافيا للحد من ميول التجار الى زيادة أسعارهم وهو الأمر الذي أدى في نهاية المطاف الى تهدئة مخاوف الأسر· وسينتظر البنك المركزي الاوروبي قبل أي شيء ليرى إن كانت هذه هي الحال الآن أيضا·
المصدر: فرانكفورت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©