الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

عفواً عزيزي

9 مارس 2013 23:18
عفوا عزيزي الشعباوي، ليس من حقك أن تحتج، ولا من حقك أن تزعل، ولا حتى من حقك أن ترى لوحة النتيجة بعد نهاية كل مباراة لفريقك، كل ما عليك أن تحضر الملعب وتتابع المباراة وتنشغل بالمكسرات و«الحب» وترحل! فأنت لست سوى مشجع مسكين، لا حقوق لك ولا يريدون منك واجباتك، هم أدرى بالفريق، هم أبخص بالقرارات، هم أفهم بالكرة والإدارة وفن التعامل مع المواقف الصعبة، فعليك أن تكون فطنا و«فهيما»، فهم يريدون أن تصفق لهم وقت الفوز، وأن تضع كلتا يديك خلف ظهرك لحظة الخسارة، فهم لا يريدون منك أن تجرح كبرياءهم، فهم أكثر من يعرفون الطريق، ولكن أي طريق، طريق الصدارة لا، طريق الأمان بالطبع لا، طريق المراكز، نعم هم يعرفون أي مركز. عفواً عزيزي الحكم، ليس من حقك أن تصّفر، أو تأخذ قرارك أو حتى تؤدي عملك، فهذا يحتج، وذاك يزعل، هذا يصرخ، والثاني يسقط، هذا يشتم، والثالث يدعي عليك، وأنت المسكين الذي يبحث عن القرار الصحيح، ورضا ضميرك والحُكم بعقلك والقانون، فأنت أول شماعة للخسارة، وأهم سبب للفشل، وأقوى حجة للغضب، فأنت مجرد حكم. عفواً عزيزي عمر عبد الرحمن، فالكل أصبح وصيا عليك، والجميع أصبح الفاهم الفطحل، فهم هنا ليعلموك ويهدئون من روعك، ويبعدون عنك الضغوطات، وينفون على لسانك، ويجيبون نيابة عنك، فأنت مجرد موهبة، وهم فلاسفة التنظير وأطبة علم النفس والتحفيز، فكلهم سبب تألقك، وكلهم خلف مستواك الذي كان عادياً قبل أن يظهروا على الصحف، وينورا الشاشة. عفواً عزيزي الصحفي أو المراسل أو حتى المصور، فليس من حقك أن تنقل كل شيء، واجباتك أن تقول الحقيقة التي يريدونها، وأن تنشر الخبر الذي يعجبهم، وأن تضع العنوان الذي يريح فؤادهم، فانتقادك لهم عداوة، ونشر أخبارهم كيد، وتلميعهم شطارة. من الآخر تضيع الحقوق، وتتبعثر الحقائق، تتهاوى المبادئ وتتكسر الثوابت، كل ذلك من أجل يكونوا هم في المنصة أو خلف الشاشة، أو حتى على الدكة وغرف تبديل الملابس، ليس المهم المكان، بل الأهم أن يكونوا متواجدين، وأنت المسكين الذي جئت لتتابع فريقك أو لتؤدي عملك الإعلامي، أو الذي تتخذ من الصافرة إيذاناً بإطلاق قرارك أو حتى الذي يركل الكرة باتجاه المرمى أو بعيد عنها، كل ما هو مطلوب منكم أن تضحون من أجلهم، وتمجدون سيرهم الذاتية كي تتلقى في النهاية رسالة نصية مفادها «برافو». Omran.admedia@live.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©