الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كارلوس تيفيز.. رجل المبادئ و التناقضات

كارلوس تيفيز.. رجل المبادئ و التناقضات
23 يوليو 2009 21:02
رغم قصر قامته وآثار الحروق الواضحة على الجانب الأيمن من رقبته, إلا أن كارلوس تيفيز يبقى تعبيرا صادقا لكل ما تمثله الكرة الأرجنتينية من سحر الأداء والفاعلية, الموهبة العالية والتفاني في خدمة الفريق, الثقة بالنفس في الملعب والخجل والتواضع اللذين يعدان أهم صفات الكبار. ومع مميزات نادرة كهذه, فإنه لم يكن من المستغرب أن تتهافت كبرى الأندية العالمية على التعاقد معه, لكن اللاعب الذي حقق النجاح في أي مكان حل فيه قرر أن يبقي أمتعته في مدينة مانشستر, منتقلا من جزئها الأحمر إلى قسمها السماوي كأهم جوهرة ضمن الثورة الكروية التي يقودها ال«سيتزنز» سعيا لريادة الكرة الإنجليزية. واعتبرت إدارة مانشستر يونايتد وعلى رأسها السير اليكس فيرجوسون ان انتقال تيفيز طعنة في ظهرهم, بينما عزا الأرجنتيني انتقاله لشعوره بالعزلة وعدم التقدير, رغم حبه وصدقه مع جماهير «الشياطين الحمر». لكن أيا كانت الأسباب, فإن مسيرة تيفيز الكروية حفلت بالانتقال من نقيض إلى آخر منذ نعومة أظفاره. البداية والطفولة فالطفل الذي ولد تحت اسم كارلوس ألبرتو مارتنز اضطر لتبني اسم عائلة والدته عام 1996 لتجنب خلافات قانونية حين كان يلعب ضمن ناشئي نادي أول بويز الذي لم يرغب بالتخلي عنه لصالح نادي بوكا جونيورز الشهير. وبعد سنوات حفلت بالنجاح في ملعب «لا بومبونيرا», أحدث انتقال تيفيز من الأرجنتين للعب ضمن صفوف نادي كورينثيانز البرازيلي صدمة كبيرة للجميع. المفاجئة لم تتمثل بحقيقة أنه انضم للفريق البرازيلي في أعلى صفقة انتقال في تاريخ كرة أمريكا الجنوبية, إلا أن الدهشة أتت من حقيقة أن قلة من اللاعبين الأرجنتينيين الذين عبروا الحدود للعب مع أندية المنافس الأزلي. الأمر ازداد تعقيدا نظرا لأن كارلوس انتقل إلى هناك بعد أن تملكته مجموعة «سبورتس ميديا جروب» في خطوة ستترك أثرها على مسيرته الاحترافية لاحقاً. مسلسل المفاجآت مسلسل مفاجأت تيفيز لم يتوقف عند ذلك الحد, فقد توجهت أنظار العالم الكروي أجمع إلى لندن في آخر أيام الانتقالات الصيفية عام ,2006 حين أعلن نادي وست هام تعاقده مع الثنائي الأرجنتيني كارلوس تيفيز وخافير ماسكيرانو مقابل 12 مليون جنيه استرليني لكل منهما. اهتمام الأندية الإنجليزية باللاعبين كان معروفا للجميع, إلا أنها عزفت عن التعاقد معهما نظرا للتعقيدات المرتبطة بامتلاك مجموعة «سبورتس ميديا غروب» للاعبين. ورغم ضم هاتين الجوهرتين الكرويتين, إلا أن الـ«هامرز» مر بموسم للنسيان بسبب صراعه للبقاء بين الكبار, فضلاً عن المشاكل الجمة التي واجهها النادي حول شرعية انتقال اللاعبين الأرجنتينيين, إلا أن العلامة المضيئة الوحيدة في تلك الحملة كان التألق الواضح لتيفيز الذي نجح في إبقاء وست هام في الدوري الممتاز بفضل أهدافه الحاسمة التي سجلها في المراحل الأخيرة من الدوري, خاصة هدف الفوز أمام مانشستر يونايتد في ملعب «أولدترافورد» في آخر أيام الموسم. لكن منافس الأمس تحول إلى محبوب جماهير يونايتد بعد أن انتقل إلى بطل الدوري بعقد إعارة لمدة سنتين. وبما أن اللاعب اسمه تيفيز, فإن عملية الانتقال لم تكن سلسة. فقد نص الاتفاق المبدئي على أن ينضم تيفيز ليونايتد مقابل 20 مليون جنيه استرليني, إلا أن وست هام رفض المصادقة على ذلك في حال لم يحصل على الجزء الأكبر من قيمة التعاقد. ومع التعقيدات المرتبطة بحقوق ملكيته, قرر يونايتد ووست هام طلب مساعدة الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» الذي طلب منهما بدوره اللجوء إلى المحكمة الرياضية العليا. إلا أن القضية لم تصل إلى المحكمة بعد أن قامت مجموعة «سبورتس ميديا جروب» بدفع تعويض بقيمة مليوني جنيه للنادي اللندني. موسم ناجح موسم تيفيز الأول كان ناجحا مع يونايتد, حيث قاده لتحقيق ثنائية الدوري الممتاز ودوري أبطال أوروب مرمى ليفربول على ملعب أنفيلد, وهدف التعادل الحاسم في اللحظات الأخيرة في مرمى بلاكبيرن والذي أمن لقب الدوري بشكل كبير للـ»شياطين الحمر». وحين توقع الجميع أن كارلوس أثبت أنه يملك المؤهلات التي ستجعله أسطورة من أساطير مانشستر, كان للسير أليكس فيرجوسون رأي آخر إذ سارع لضم البلغاري ديميتار برباتوف. بداية الخلاف وقد أدى قدوم البلغاري لإبعاد تيفيز إلى مقاعد البدلاء. ورغم ذلك, لعب تيفيز دورا مهما في إبقاء لقب الدوري في خزائن يونايتد بأهدافه الحاسمة والتي كان أهمها هدف الفوز على ستوك سيتي, وهدف التعادل في مرمى ويجان. ومع اقتراب الموسم من نهايته, صرح تيفيز بأنه لن يستمر مع فريق «الشياطين الحمر», معللا ذلك بعدم تقديم النادي عقدا لضمه ولشعوره بأنه لم تتم معاملته بشكل جيد من قبل السير اليكس فيرجوسون الذي لم يترك مجالاً له سوى الرحيل. تصريح تيفيز هذا جعل كبرى الأندية تسعى للتعاقد معه مثل ريال مدريد الاسباني وتشلسي وليفربول. جماهير يونايتد كانت سعيدة حين أكد تيفيز أنه لن ينتقل إلى ليفربول لأنه يحترم مانشستر ويدرك مدى الحساسية والتنافس الأزلي بين الناديين, إلا أن تلك الفرحة لم تدم بعد أن انتقل الأرجنتيني القصير إلى ابن المدينة نفسها والخصم اللدود مانشستر سيتي, ليكون ذلك أول انتقال للاعب بين الناديين منذ انضمام تيري كوك من يونايتد إلى سيتي عام «1999». تيفيز أكد أنه انضم لثورة الـ«سيتزنز» لأن الفريق والمدرب أظهرا اهتماما كبيرا به, ولأن النادي يملك خطة طموحة تمنحه الفخر بأن يكون جزءا منها. ورغم أن كارلوس يبقى كالدجاجة التي تبيض ذهبا ونجاحا أينما حلت, إلا أن لعبه لأربعة أندية خلال 8 سنوات احترافية يؤكد أنه شخص لا يعرف الاستقرار. فهل سيجد الأرجنتيني ضالته في سيتي, أم أن الأيام ستحمل تناقضا جديدا لهذا اللاعب الموهوب والمليء بالتناقضات؟
المصدر: نيقوسيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©