خبراء يدعون إلى إنجاز مشروع الذاكرة التراثية العربية إلكترونياً

اختتم في دمشق مؤتمر ''التوثيق الإلكتروني للتراث العربي'' الذي نظمته مؤخراً الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية بالتعاون مع مركز ''تريم'' للعمارة والتراث وبمشاركة عربية فعالة، وقد ركز المشاركون في المؤتمر على البحث في التوثيق الرقمي للتراث العربي، وأهميته في الحفاظ على التراث وحمايته ونشره· وشهد المؤتمر نقاشات ومحاضرات أكدت الحاجة إلى توثيق كل ما تعرضه الحضارة العربية تاريخياً لتعريف الأجيال القادمة بهذا الموروث· وأشارت الدكتورة حنان قصاب حسن أمين عام الاحتفالية إلى أن الأمانة العامة لعاصمة الثقافة العربية تعكف حالياً على ترميم وتنظيف لوحات المتحف الوطني في سورية وتسجيلها رقمياً، إضافة إلى ترميم الأفلام السورية الأولى وإصدار موسوعة ابن عساكر، وأكدت حسن أهمية التوثيق في حفظ التراث المادي بوسائل التكنولوجيا الحديثة، وتهيئة الرأي العام لحفظ الذاكرة· وأكدت الدكتورة ريم عبدالغني رئيسة اللجنة المنظمة للمؤتمر أهمية حفظ التراث العربي في ظل إحساس العرب بالخطر الذي يهدد وجودهم القومي· وقالت هدى بركة معاون وزير الاتصالات المصري إنه لمن الأهمية أن نبحث عن التراث بصورة رقمية، وإنه لابد من العمل على دعم مجتمع المعرفة العربي من خلال برامج تطوير المحتوى العربي بصورة رقمية في جميع مجالاته· واعتبر الدكتور بسام جاموس مدير عام الآثار والمتاحف السوري أن المؤتمر يشكل ثورة معرفية، وأن هناك مشروعات مع المنظمة العربية للثقافة والعلوم لإعادة توثيق التراث، وذكر أنه يوجد في سوريا أكثر من عشرة آلاف موقع أثري، وأن هناك معطيات أثرية مهمة غيرت الكثير من المسلمات التاريخية، وهو ما يفرض علينا أن نقوم بأعمال التوثيق الإلكتروني· وقال الدكتور أحمد باسل الخشي معاون وزير الاتصالات السوري إن للتوثيق الإلكتروني للتراث العربي أهمية كبيرة جداً، لأنه لدينا نحن العربَ تراث حضاري كبير· ودعا المهندس أسعد بركات لأرشفة المعلومات الأثرية، ونقلها من مخطوطات كتابية إلى إلكترونية· ودعا المؤتمر الدول العربية إلى إحداث مراكز متخصصة في مجال التوثيق الإلكتروني تتعاون فيما بينها وفق منهجية واحدة لتوثيق التراث العربي، وحث الدول العربية على مواصلة جهودها لإبراز دور المرأة العربية في تطوير المجتمع من خلال التوثيق الإلكتروني، كما دعا الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية لنشر أوراق العمل والبحوث المقدمة إلى المؤتمر في كتاب وثائقي وتوزيعه على الجهات المشاركة والباحثين· كما دعا الجهات الحكومية والمنظمات الأهلية في الوطن العربي للمساهمة في إنجاز مشروع ذاكرة العالم العربي الذي يهدف إلى توثيق تراث الأمة العربية والإسلامية بجميع جوانبه· ودعا المؤسسات والجهات الرسمية والأهلية المعنية والمهتمة إلى الحفاظ على التراث في الدول العربية وإلى تقديم الدعم المادي والتقني اللازم لإنجاح مشروع ذاكرة العالم العربي· وأشاد المؤتمر بجهود المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم ''إيسيسكو'' العاملة في مجال حماية التراث المعرض للأخطار، ودعاها إلى مواصلة الجهود، ولاسيما في مجال التوثيق الإلكتروني دعما لمشروع ذاكرة العالم العربي، كما أشاد بجهود منظمة المدن العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ''الألكسو'' وبقية المنظمات ذات الاختصاص ودعاهم إلى تقديم الدعم اللازم لنجاح مشروع ذاكرة العالم العربي· كما دعا المؤتمر الدول العربية إلى التكوين والتأهيل المستمر للأطر المتخصصة في مجال ترميم وصيانة وتوثيق وحفظ التراث العربي المخطوط من وثائق وبرديات وغيرها بأحدث النظم والتقنيات الحديثة·