الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ناصر العجمي: لن أهادن الشعر وسأدرس الهندسة في مصر

ناصر العجمي: لن أهادن الشعر وسأدرس الهندسة في مصر
27 ابريل 2010 20:53
خمسة ملايين درهم وبيرق ولقب من أغلى الألقاب، توجت مسيرة ناصر بن ثوين العجمي الشعرية التي امتدت نحو ثماني سنوات، بدأها بسماع الشعر النبطي والفصيح وقراءته، ليشكل فوزه بمسابقة «شاعر المليون» الجائزة الأبرز على صعيد الشعر العربي منعطفاً مهماً في حياته. وربح العجمي المسابقة، التي استمرت على مدار 16 جولة، بصعوده إلى مرحلتها النهائية برفقة 4 من أفضل شعراء النبط، وتمكن بفضل موهبته وقدراته الشعرية المتميزة من التغلب عليهم، وتسجيل اسمه بحروف من ذهب في ساحة الشعر العربي. رغم بدايته المتأخرة مع الشعر، إلا أن ناصر بن ثوين العجمي (30 سنة)، أثبت قدرته على المضي قدماً في الميدان الشعري خاصة بعد فوزه ببيرق «شاعر المليون» في نسخته الرابعة، إذ يقول: «على الرغم من بدايتي المتأخرة مع الشعر، إلا أنها كانت بداية قوية، خاصة في فن الجلطة أو ما يسمى بالـ«محاورة»، وهو أحد أساليب الشعر النبطي، حيث أخذت في سماع تلك المحاورات مرات ومرات، إلى أن تمخض عن ذلك إرهاصات موهبتي الشعرية، عبر كتابة قصائد قصيرة لا تتعدى عشرة أبيات، وشيئاً فشيئاً صرت أكتب قصائد طويلة وقوية». طي الكتمان وجه العجمي إحدى قصائده إلى شاعر كبير (لم يفصح عن اسمه)، غير أن هذا الشاعر لم يرد عليها، وحين قابله بعد عام، سأله عن السبب، فأجابه بأن «القصيدة قوية»، ولا يصح أن يرد عليها بقصيدة أقل منها شعرياً. وبعد ذلك بفترة وجيزة، أرسل إليه الشاعر ذاته قصيدة رائعة، فلم يرد عليها، وسأله بدوره عن السبب، فأجابه قائلاً: «هذه بتلك». على خلفية تلك الحادثة، يقول العجمي: «شعرت أن قدراتي الشعرية بدأت تكتمل، وأصبحت قادراً على إخراج قصائد تبز ما يبدعه فرسان الشعر النبطي»، ويستطرد: «أخذت تتوالى قصائدي واحتفظ بها لنفسي، وحين كان يطلع أحد الأصدقاء على أوراقي الشعرية، كان يبدي إعجابه بما أكتب، ومع ذلك لم أكن لأجرؤ على نشر أي منها أو أسعى لعرضها في أي من الساحات الشعرية التي يعج بها عالمنا العربي، وظلت جميع قصائدي طي الكتمان حتى يومنا هذا، ولم يخرج منها إلى النور سوى القصائد التي شاركت بها في مسابقة شاعر المليون هذا العام». وعن محطة أخرى مهمة في حياته الشعرية، يقول العجمي إنه حين قام بزيارة أخواله في جنوب المملكة العربية السعودية منذ ثلاث سنوات، حيث تعرف منهم إلى فن العرضة، أو ما يعرف بـ«الشقر»، وهو لون من الشعر النبطي يقوم على شقر القافية الشعرية، بمعنى أن تحمل القافية معنيين، وفن العرضة شبيه بالمحاورة إلى حدٍ كبير، ويعده البعض نوعاً من أنواع المحاورة. ويشير إلى أنه خاض هذا الفن الجديد عليه تحت إلحاح أحد أقاربه، وبالفعل أخرج قصيدة أثارت إعجاب كل من سمعها وشهدوا له بالكفاءة الشعرية، خاصة مع إنجازه لهذه القصيدة، التي تعد لوناً جديداً على مسامعه، إلا أنه استطاع إتقانها في وقت قياسي، إلى الحد الذي جعله قادراً على تأليف مثل هذه القصيدة المميزة. الفكرة سيدة القصيدة عن باكورة أعماله الشعرية على الإطلاق، يوضح العجمي أنها كانت قصيدة غزلية، بعنوان «النهار يكفه الليل»، وعنها يقول إنه انتهى منها عام 2002، وظلت حبيسة الأدراج طيلة هذه السنوات ولم تخرج إلى النور سوى في مجلة «شاعر المليون» في شهر مارس الماضي، ونالت إعجاب وتقدير كل من قرأها، وأكدوا لي «أن لدي الكثير من الطاقات الشعرية»، وينبغي أن أضعها في مكانها الحقيقي، خاصة بعد حصولي على البيرق، وهو ما يستوجب عليّه إعادة النظر في تجربته الشعرية، والمضي بها قدماً لتحقيق مزيد من الإنجازات. ويتناول العجمي علاقته بزملائه من الشعراء الذين شاركوه منافسات «شاعر المليون»، لافتاً إلى أنها كانت أخوية قبل أن تكون تنافسية، خاصة أن جميعهم من الشعراء المتميزين سواء على الصعيد الإنساني أو القدرات الشعرية، مبيناً أن علاقاته بالعديدين منهم امتدت إلى ما بعد المسابقة، ويذكر منهم الشاعر السعودي محمد علي السعيد، الذي يعتبره العجمي شاعراً مجدّداً وموهوباً، وشهد له الجميع بالكفاءة والتمكن من الأدوات الشعرية. وعن الشعراء الذين وطدوا علاقته بالشعر النبطي، يشير إلى أنهم كثر، وعلى رأسهم الشاعر سعد بن جدلان، وعبدالله بن عود. وحول ما إذا كان الشعر أقوى في حالة اختيار الشاعر لموضوع القصيدة أو في حالة فرض موضوعها عليه، أجاب العجمي بأن هناك ثلاث حالات للإبداع الشعري وكل منها تضع القصيدة في مرتبة معينة، وهذه الحالات هي عندما تفرض الفكرة نفسها على الشاعر، بحيث تكون الفكرة سيدة القصيدة، وهنا يكون الموضوع أقوى والإبداع أرقى. وعندما يجهد الشاعر نفسه في البحث عن فكرة يبنى عليها قصيدته، وستكون القصيدة أقل من الناحية الإبداعية. وأخيراً عندما تفرض الفكرة على الشاعر، وعندها ستكون القصيدة والموضوع في أقل المستويات الإبداعية، إلا إذا توافقت الفكرة مع ما في نفس الشاعر، أو مع فكرة كانت موجودة لديه من قبل. قصيدة إلى الحسن حول الخطط المستقبلية للعجمي، بعد إنجازه الكبير في «شاعر المليون»، يقول إن الفوز في برنامج ومسابقة شعرية بهذا الحجم والضخامة، لا بد أن تتبعه، نظرة مستقبلية متمعنة، وينبغي أن تكون التحركات في عالم الشعر وفقاً لخطى مدروسة، لافتاً إلى أن ظهوره على الساحة الشعرية لن يكون لمجرد الظهور، بل لا بد أن يكون ظهوراً مصحوباً بإنتاج شعري مميز، يزيد ولا ينتقص من مكانته الشعرية. ويزيد أنه سيسعى لتطوير تجربته الشعرية، وسيكون هذا التطوير ملموساً وبقوة في قصيدة يعمل على تحقيقها هذه الأيام، وستكون موجهة إلى الدكتور غسان الحسن، وهي ليست بالمديح، ولكنها أسلوب جديد يحمل كثيراً من الإبداع، وهو ما يعتقد أنه أثمن ما يُهدى إلى قامة شعرية ونقدية كبرى مثل الحسن. واستمراراً في الحديث عما سيكون عليه العجمي بعد حصوله على لقب «شاعر المليون»، يقول: «لن تكون هناك هدنة مع الشعر وإنما سأكون أكثر اقتراباً منه، بل أكثر التصاقاً، ولا بد أن أغير نمط حياتي حتى أصبح أكثر تفرغاً للحياة الأدبية، وفي الوقت ذاته أستكمل دراستي، لكوني حاصلاً فقط على دبلوم الهندسة؛ ولذلك أعتزم الالتحاق بإحدى الجامعات المصرية، لدراسة الهندسة هناك، وليست لدي أي مخططات للدخول في مجال التجارة أو غيرها من الأمور التي قد تشغلني عن الشعر والأدب». وبالنسبة للشهرة التي اكتسبها العجمي خلال فترة زمنية وجيزة، أوضح أن لها من المزايا مثل ما لها من العيوب، فمن مزاياها التعرف إلى الكثير من الناس وتكوين شبكة من العلاقات الاجتماعية الواسعة، والظهور في وسائل الإعلام المختلفة، وهي مسألة محببة لأي شخص، وكسب حب الناس. أما عن العيوب، فيحددها في عدم القدرة على الظهور في مكان عام، حيث أصبحت كل الخطوات محسوبة، ومن ثم ينبغي إخضاع كل التصرفات إلى قدر عالٍ من الحكمة، بما يحافظ على حب الناس والمكانة الموجودة في قلوبهم، بالإضافة إلى الغياب المتكرر عن الوطن، من أجل تلبية دعوات الإخوة في الأقطار العربية، وعدم إمكانية الاعتذار عنها. عاشق الخيول بعيداً عن الشعر، يعشق ناصر العجمي ركوب الخيل، فقد كان يمتلك أحدها يوماً ما، وسيعمل على اقتناء أحد أنواع الخيول العربية في أقرب وقت، سيما أن عشقه لعالم الخيول قديم، وشغفه بسباقات الخيل يعود إلى سنوات طفولته المبكرة، غير أن مشاغل الحياة ودنيا الشعر أخذاه بعيداً عن عالم الخيل الساحر. الصحراء صديقة الشعراء عن علاقته بالصحراء، يشير ناصر العجمي إلى أن «الصحراء كانت منذ القدم ومازالت خير صديق لشعراء البادية، وهو واحد من هؤلاء الشعراء الذين ولدوا ونشأوا بين صحراء فرشت أرضها بأجمل قصائد العرب، وسماء مثلت نجومها خير صديق ودليل لهم في حلهم وترحالهم، ولذلك، فعندما يراها يشعر بالهدوء النفسي وكأنه في فصل الربيع، والصحراء تتيح له الاختلاء بنفسه، ويصبح قادراً على الاستماع إلى موسيقى الذات، وهي أروع أنواع الموسيقى، التي لا يمكن سماعها إلا في خلوة الصحراء». أما عن الحب في حياته، فيقول إن «الحب أمانة، ويجب أن نحرص على مشاعرنا ولا نجعلها بيد أي شخص، والحب يجب أن يكون مبنياً على عهود ومواثيق، واحترام وصدق المشاعر، حينها يكون حباً حقيقياً بعيداً عن أي زيف، وعلى كل شخص أن يحرص على صدق مشاعره، حتى لا يظلم نفسه أو يظلم من يحبونه، ومن دون هذا الصدق، ينعدم الحب ولا يصبح له وجود في حياة أي منا».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©