الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بولتون وبومبيو.. نقطة تحول ترامب

31 مارس 2018 21:57
كان الرئيس دونالد ترامب واحداً من أكثر القيادات العليا للقوات المسلحة الأميركية المعروفين بالخطاب الحاد في التاريخ الحديث للولايات المتحدة. فهو يتباهى بحجم «زره النووي»، وهدد مراراً بعمل عسكري، واستخدم التعليقات الساخرة للتحقير من شأن أعداء أميركا. لكن خلال 15 شهراً الأولى من رئاسته، كان ترامب حذراً فيما يتعلق باستخدام القوة العسكرية فعلياً وتعريض قوات بلاده للأذى. وربما يمثل الأسبوعان الأخيران نقطة تحول رئيسية في رئاسته. فمن خلال اختيار «جون بولتون» ليكون مستشاره الجديد للأمن القومي، و«مايك بومبيو» لشغل منصب وزير الخارجية، يكون ترامب قد رفع من مكانة اثنين من أكثر الجمهوريين تشدداً في واشنطن. والسؤال الآن هو: كيف سيغير هذان المسؤولان رئيساً لديه القليل من الآراء الثابتة بشأن السياسة الخارجية؟ وقد كتب أحد المعلقين على شبكة «فوكس نيوز» أن بولتون يجلب فلسفة متماسكة وغير مألوفة للسياسة الخارجية للبيت الأبيض. فقد كان مدافعاً متحمساً عن استخدام القوة العسكرية الأميركية لمنع الأنظمة المارقة، مثل إيران وكوريا الشمالية، من الحصول على الأسلحة البيولوجية والكيميائية ونشرها. وقال «مارك جرومبريدج»، وهو أحد كبار مستشاري بولتون السابقين في وزارة الخارجية والأمم المتحدة: «إنه لا يهاب هذا الأمر. وليس لديه مشاكل مع عقيدة الاستباقية، ويشعر بأن أعظم تهديد تواجهه الولايات المتحدة هو انتشار أسلحة الدمار الشامل». أما بومبيو فقد وصف إيران بأنها «دولة بوليسية وحشية» و«ثيروقراطية استبدادية». وكلا الرجلان وصفا اتفاق إيران النووي بـ«الكارثي». وفي البداية، كان ترامب منجذباً إلى اللفتنانت جنرال «إتش آر ماكماستر»، الذي فصله يوم الخميس من منصب مستشار الأمن القومي، بسبب سمعته كمحارب في العراق وأفغانستان. بيد أن أسلوب ماكماستر، المنهجي والأكاديمي، كان يثير الرئيس الذي كان غالباً ما يشكو من أنه لا يحتمل البقاء معه. أما أسلوب بولتون وبومبيو فيتماشى مع أسلوب ترامب. يقول «إليوت كوهين»، مسؤول سابق في إدارة بوش وأحد منتقدي ترامب: «يحب ترامب أسلوب الرجل العدواني الصارم، وهما يعززان هذا الأسلوب». وهما أيضاً بيروقراطيان أكثر دهاءً من ماكماستر الذي لم يخدم إطلاقاً في واشنطن وحاول كثيراً أن يرهق ترامب بدلاً من أن يخطب وده. والتحدي الذي يواجهه بولتون وبومبيو سيتمثل في إقناع ترامب بدعم خططهما المتشددة. وكان ماكماستر قد مارس ضغوطاً على البنتاجون من أجل خيارات عسكرية تتعلق بضرب أهداف في إيران. بيد أن توسلاته كانت تقابل بالرفض بشكل روتيني من قبل وزير الدفاع جيمس ماتيس، بحسب ما ذكر مسؤولون أميركيون. وقال شخص قريب من كلا الرجلين: «لقد كان ماتيس على استعداد للنزاع مع ماكماستر على كل شيء». وفي معظم هذه النزاعات كان ترامب إما يدعم ماتيس أو لا يبدي رأياً مع مستشاريه المتنازعين. وفي أفغانستان، اتخذ ماكماستر على نحو مماثل خطاً متشدداً، حيث ضغط على ترامب لكي يوافق، على مضض، على مضاعفة حجم القوات الأميركية إلى 15 ألف جندي ودعم استراتيجية تعتمد بشكل كبير على قدرة أميركا على تحسين حكومة أفغانستان غير الفعالة. بيد أن ترامب لم يبد عليه إطلاقاً أنه مقتنع بالاستراتيجية الجديدة واستاء من ماكماستر لأنه كان يدفعه للموافقة عليها، كما يقول مسؤولون أميركيون. وذكر مسؤولون في البنتاجون أنهم يشعرون بأنهم تحت ضغط شديد لإظهار تقدم في ميدان المعركة هذا العام قبل أن ينهي ترامب العمل بهذه الاستراتيجية. ولا يشارك بولتون ولا بومبيو ماكماستر الاعتقاد بأن القوة الأميركية يمكنها أو يجب أن تستخدم لإعادة تشكيل العالم أو نشر الديمقراطية. وقال «ديفيد بوسكو»، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة إنديانا، والذي أجرى مقابلة مع بولتون حول عمله: «إن بولتون يركز بالكامل تقريباً على الأمن القومي الأميركي. ولديه القليل من الصبر فيما يتعلق بفكرة أن الولايات المتحدة يجب أن تهدر الدماء والأموال لتحسين الدول الأخرى». وبهذه الطريقة، فإن كلاً من بولتون وبومبيو يتوافقان في الأيديولوجية مع ترامب. وربما يظهر أكبر تأثير لهما في الوقت الراهن في القمة التي يعتزم ترامب عقدها مع زعيم كوريا الشمالية «كيم جونج أون»، والمقررة في مايو المقبل. وفيما يتعلق بكوريا الشمالية، أشار بولتون إلى أنه على ترامب أن يطالب «كيم» بنزع الأسلحة النووية والسماح لمفتشي الأسلحة الدوليين بالوصول إلى البلاد بلا قيود، وهي النتيجة التي يقول معظم الخبراء إنها بعيدة الاحتمال. وفي غياب استسلام كوريا الشمالية بشكل تام، فقد يضغط بولتون على ترامب لرفض تقديم تنازلات أقل، مثل تجميد البرنامج النووي لكوريا الشمالية، وفقاً لبعض الذين كانوا يعملون معه. كما يتقاسم بولتون وبومبيو مع ترامب إحباطه الشديد من الاتفاق النووي الذي أبرمته الولايات وخمس دول أخرى مع طهران خلال إدارة أوباما. وسيلعب المسؤولان أدواراً رئيسية في تقديم المشورة لترامب في الشهر المقبل حول ما إذا كان سيعدل الاتفاق أو يلغيه بالكامل. ومن المرجح أن يكون لبولتون وبومبيو أكبر الأثر على العمليات اليومية التي تقوم بها إدارة ترامب. وخلال معظم الأشهر الستة الأخيرة، إن لم يكن لفترة أطول، كان ينظر إلى ماكماستر وتيلرسون باعتبارهما لاعبين ضعيفين وخجولين داخل الإدارة. وكمدير لوكالة الاستخبارات المركزية، كان بومبيو يمضي معظم الوقت في البيت الأبيض، ما ساعد على توثيق علاقته بترامب. وقد يحاول إقامة علاقات أعمق في وزارة الخارجية أكثر من علاقات تيلرسون الذي كان غالباً ما يتجاهل العاملين في السلك الدبلوماسي. أما بولتون، فمن المحتمل أن يعزز رؤية ترامب «أميركا أولاً» أمام العالم. *مراسل الأمن القومي في صحيفة «واشنطن بوست» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©