الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كازينو» فضائي!!

27 ابريل 2010 21:20
أغلب القنوات الفضائية الآن تعتمد على رسائل SMS، في تحقيق أرباحها، بعد أن تترك مساحة صغيرة أسفل الشاشة، لينطلق عليها شريط، يحمل رسائل، تحولت إلى مرتع لجمل وعبارات خادشة للحياء، فهي لا تزيد على كلمات متبادلة بين المحبين والعاشقين، ومحاولات جريئة من شباب يحاول اصطياد فتاة للدردشة، وبذلك يقضي ليلته في حوار هابط مع إحدى البنات الطائشات، لقتل وقت فراغه بما لا يفيد. وإذا كانت بعض هذه الفضائيات قد تناست أن هذا الشريط “الهابط” يمر على كل منزل في الوطن العربي، فإنها على الأقل يجب أن تراقب هذه الرسائل، وتحترم المشاهد الذي تقع عيناه على ألفاظ خادشة، وعبارات “وقحة” تحمل إيحاءات غير بريئة.. فما ذنب هذا المشاهد الذي ينتظر برنامجاً أو مسلسلاً، أن تتم معاقبته بهذا الشريط الذي يحمل الكثير من الأذى النفسي، ويجري أسفل الشاشة بلا توقف؟. والغريب أن هذا الشريط نجح في لم شمل الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، فنجد فتاة من أقصى الشرق “تشيّت” مع شاب من أقصى الغرب، من خلال حوار صريح وقصير بينهما، وقد ينتهي الأمر بطلب طرف الحصول على رقم الهاتف أو البريد الإلكتروني للطرف الآخر، إذا بلغ الإعجاب مداه، لتتطور العلاقة وتأخذ منحى “آخر”، وكأن شاشات الفضائيات قد تحولت إلى “كازينو” فضائي للقاءات العشاق الذين يدفعون ثمن عشقهم مقدماً من خلال رسائل SMS، ليصبح الإعجاب هو الآخر في عصرنا هذا بـ “فلوس”، هذا إن كان ما يحدث من تفاهة على هذه الشاشات يرتقي لمعنى الحب والإعجاب الذي نعرفه. كل هذا يحدث، والفضائيات تغض الطرف، و”تطنش” في سبيل مضاعفة أرباحها على حساب شباب ذهب ضحية للبطالة والفراغ والإفلاس الفكري، والركض خلف الوقت لقتله بسكين عمره الذي ضاع.. فهل هذه الفضائيات ترحم هؤلاء الشباب، وتحاول أن تقدم لهم ما ينفعهم من خلال برامج هادفة تغذي العقول وتثري النفس، وإن لم تفعل ذلك، هل يمكنها أن تراقب هذا الشريط “الهابط” وتنقحه من الألفاظ الخادشة للحياء، والكلمات البذيئة، قبل أن يتحول إلى مستنقع لفساد الأخلاق..؟! هذه الظاهرة لا تنتشر فقط عبر فضائيات شهيرة، بل يتفاقم أمرها في فضائيات أخرى نجحت في جذب الشباب إلى شاشاتها واحتضنته من خلال هذه الرسائل، بعد أن أفردت له مساحة أكبر تستوعب رسائله مهما كثرت، والسبب أنها متخصصة في هذا “التشييت”، لدرجة أنها منحت كل الشاشة لهذه الرسائل، وليس شريطاً فقط.. لأنها ببساطة قررت البث من أجل الربح فقط، واستبعدت البرامج والمسلسلات والأفلام وكل المواد التلفزيونية من خريطتها، وتركت الشاشة لبعض المراهقين يعبثون بها بـ “فلوسهم”!! soltan.mohamed@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©