فاطمة عطفة (أبوظبي)
شهد مسرح اللوفر أبوظبي أمس الأول حفلا موسيقيا راقصا، شاركت فيه سونيا وايدر أثيرتون، عازفة التشيلو العالمية، والراقصة الهندية المتألقة شانتالا، فنانة عروض الكوشيبودي الشهيرة، وذلك على أنغام عزف منفرد لمقطوعات باخ. هذا العرض الفني الجميل عبرت فيه الموسيقى بالإيقاع واللحن عن مشاعر الإنسان وخواطره الوجدانية حيث استمتع بها الجمهور، وكانت حركات الجسد من الرأس والعنق إلى الأيدي والأصابع بتموجها واتجاهها نحو السماء كأنها في حالة ابتهال، وصولا إلى القدمين والضربات الإيقاعية على الأرض، هذا التناغم الفني الرائع بين الموسيقى والرقص يتجاوز بأهدافه المشاهد السمعية البصرية العادية، ليعبر عن حالة من وجد صوفي ومعنى روحي متعلق بالطقوس الدينية وحوار الإنسان مع الطبيعة.
تميز الحفل بهذا اللقاء الثنائي المدهش في الحوار والانسجام بين النغم والحركة، بين لغة الموسيقى في ألحان باخ وبراعة سونيا في العزف على التشيلو، مع لغة الجسد وحركاته، والتي تعد أقدم لغة في تاريخ الإنسان، حيث تألقت شانتالا في أداء لوحاتها الراقصة، وكانت تموجات اليدين من الذراعين حتى الأصابع وكأنها دعوات ابتهال صوفية متجهة نحو السماء، في حين تؤكد حركة القدمين حضورها في الدنيا وثباتها على الأرض.
إن المتعة التي يشعر بها المشاهد تتجاوز الإحساس العادي لتلامس الروح، فاللوحات الراقصة المتناغمة مع موسيقى باخ تتجاوز المناظر العادية التي نراها في حياتنا اليومية، لتعبر عن جوهر الحياة وجمال الطبيعة من خلال تواصل الإنسان بين الأرض والسماء بأفكاره ومشاعره وطقوسه الدينية وتطلعاته الروحية.
تعد عروض الكوتشيبودي إحدى الرقصات الهندية الكلاسيكية، وقد تطورت كثيرا مع مرور الزمن، ويشار إلى أنها أخذت اسمها من قرية كوتشيبودي الهندية، ويعود تاريخها إلى القرن العاشر الميلادي حيث توجد نقوش على النحاس تمثل تلك الرقصة وتعود إلى ذلك التاريخ.
عدد اليوم
