الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«مهرجان أم الإمارات».. كرنفال عالمي على كورنيش العاصمة

«مهرجان أم الإمارات».. كرنفال عالمي على كورنيش العاصمة
1 ابريل 2018 11:28
أحمد السعداوي (أبوظبي) 10 أيام حافلة بألوان المرح والترفيه والثقافة عاشها سكان أبوظبي وزائروها عبر «مهرجان أم الإمارات»، بما يرسخه من مفاهيم التمكين والاستدامة والتسامح والتعايش مع الآخر، وهو ما بدا لافتاً عبر فعاليات متنوعة انتشرت في مناطقه وأركانه التي امتدت كيلو متراً على كورنيش أبوظبي، وفي مقدمتها «جناح أم الإمارات»، باعتباره أيقونة المهرجان وشاهداً حياً على مسيرة المرأة في المجتمع الإماراتي عبر الزمن، ومسلطاً الضوء على الرؤية الملهمة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، خاصة أن المهرجان اشتمل على عدد هائل من الأنشطة مثل الجلسات الحوارية، العروض الفنية، معارض الكتب والفنون، وغيرها من الفعاليات التي عكست القيمة الكبيرة للحدث في المنطقة والعالم، والذي جاء بتنظيم دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي. مفاهيم الاستدامة إلى جانب جناح أم الإمارات، انتشر الزائرون زرافات و وحدى في مناطق السعادة، حيث المطاعم الشاطئية، الأسواق، التي قدمت لجموع الزائرين وجبة ترفيهية وتثقيفية مدهشة، التي نجحت في إنجاز حدث إماراتي بمقاييس عالمية، انطلاقاً من كورنيش العاصمة الذي شهد انطلاق النسخة الثالثة من المهرجان في الثاني والعشرين من الشهر الماضي. من المشاركات المتميزة هذا العام، الركن الخاص بـ «الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى»، بما يؤكد الاهتمام بمفاهيم الاستدامة والتوازن البيئي عبر جهود الإكثار والحفاظ على طائر ارتبط كثيراً بالبيئة الإماراتية لقرون عديدة، عبر فعاليات كثيرة ومتنوعة حملت رسائل توعية لجمهور المهرجان من كل الأعمار. ويقول علي الشامسي، رئيس قسم الاتصال والعلاقات العامة بالإنابة في الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، إن المشاركة في مهرجان أم الإمارات تعتبر شرفاً لكل إماراتي، كونه يحمل اسم «أم الإمارات»، وهذه المشاركة للمرة الثانية على التوالي، وإن كانت هذه النسخة أكثر توسعاً وبجناح كبير يحتوي على كثير من المعلومات والأنشطة وورشات العمل للصغار والكبار، والتي تتعلق بالجهود المبذولة للحفاظ على الحبارى، منذ إطلاق المشروع قبل سنوات عدة وحتى الوقت الحالي، وكيف أن الرؤية الثاقبة للوالد زايد، طيب الله ثراه، كانت وراء إطلاق ونجاح هذا المشروع منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي إلى الآن، حيث تم تعريف الجمهور عبر الفعاليات المختلفة على الإنجازات التي تحققت في حفظ الحبارى والمراكز التي تم افتتاحها، وكذا آخر أرقام الإطلاق التي تمت عام 2017، والدول التي يتم فيها إطلاق الحبارى وكيفية اختيار هذه الدول وعملية اختيار مناطق الإطلاق التي تتناسب مع الحبارى. «كرتون حبور» ولفت الشامسي، إلى أن جناح الصندوق، ضم عدة أجزاء لقسم الأطفال، منها ركن التلوين، ويتعرف الصغار من خلاله على الحبارى ومميزاته وسماته بطريقة سهلة، وهناك سينما «كرتون حبور» التي تعرض الحبارى بشكل كرتوني، إضافة إلى قسم للألعاب الإلكترونية تعطي معلومات عن الطائر عن طريق اللعب على التطبيق المتوفر في «آبل استور»، بأجهزة الآي باد التي وفرها الجناح. أما أحدث قسم، فهو «العالم الافتراضي للحبارى»، وهو متاح للصغار والكبار للتعرف إلى الحبارى وتاريخها ومشروعها عبر تقنية العالم الافتراضي المتوفرة بالمهرجان، فضلاً عن مشاهدة طائر الحبارى الحي بشكل مباشر عبر وجود عدد منه في الجناح، حيث يستمعون إلى شرح مبسط عنه وعن خطوط الهجرة لهذا الطائر الآسيوي. ويورد الشامسي، أن وجود الصندوق الدولي للحبارى، يؤكد مفاهيم الاستدامة التي يقوم عليها المهرجان، كونه يهدف بالأساس إلى استدامة طائر الحبارى، ولتحقيق هذه الاستدامة، لا بد من عمل حثيث خاص بهذا الطائر بداية من دراسته والتعرف على سلوكياته في البرية، ومن ثم إكثاره وإطلاقه وهو ما حققه الصندوق بنجاح، وإنتاج أعداد كبيرة من هذا الطائر في مراكزه المتواجدة في دولة الإمارات، كازاخستان، المغرب، حيث يقوم الصندوق بإطلاق الطائر في أماكن انتشاره الطبيعية، سواء كان طائر الحبارى الآسيوي أو الشمال أفريقي. هواة التصوير وأتاح المهرجان الفرصة لكثير من شباب الإمارات من هواة التصوير التعبير عن إبداعاتهم ومهاراتهم التصويرية، عبر انطلاقهم في ساحاته مسجلين أبرز اللقطات والمشاهد الباهرة التي توقفت أمامها أعينهم وعدسات كاميراتهم، حيث يقول سعيد خالد الحضرمي، الطالب بكلية التقنية بأبوظبي، إنه عشق التصوير قبل سنوات عدة، وكان أكثر ما يلفت نظره الصحراء والرمال والجمال والخيول وكل ما يتعلق بالبيئة العربية التقليدية لما فيها من جمال أخاذ يساعد المصور على إظهار موهبته في قالب جميل، يجعل الآخرين يقدرون تلك الموهبة ويشجعونه عليها، وبالتالي يزداد حماسه لتقديم الأفضل. وأشار إلى أنه يعتبر نفسه زائراً دائما لغالبية المهرجانات التي تقيمها الدولة، ومنها مهرجان أم الإمارات، لما تتميز به هذه الفعاليات من فقرات مثيرة ومتنوعة يستطيع المصور خلالها التقاط كم كبير من الصور المتميزة التي تضيف إلى ألبومه الخاص أعمالاً متميزة، فضلاً عن تسجيل ذكرى لهذه الأحداث المهمة، عبر مجموعة صور جميلة تتنوع بين التراثي والحداثي، كونه الآن يهتم بتصوير كافة مظاهر الحضارة والتقدم التي تعكسها الفعاليات ذات الطابع العصري، بنفس درجة اهتمامه بتصوير المهرجانات التراثية التي تنقل لنا تاريخ الآباء والأجداد. حضور لافت لـ «اللوفر أبوظبي» متحف اللوفر بما له من قيمة ثقافية كبيرة على أرض أبوظبي، كان له حضوره بين فعاليات المهرجان، عبر ركن خاص به، وهنا يقول فهد العلي، مشرف بنجاح اللوفر، إن التواجد في الأحداث المهمة على أرض الإمارات جزء من رؤية متحف اللوفر أبوظبي، لتحقيق أكبر قدر من التواصل الفعال مع الجمهور من مختلف الفئات، وبالتالي النجاح في توصيل رسائل الثقافة والتوعية التي يحملها لوفر أبوظبي، خاصة أنه أول متحف عالمي يقام في العالم العربي، مع التأكيد أن محتويات «اللوفر أبوظبي» تختلف تماماً عن محتويات اللوفر باريس. ولفت زميله، محمد صلاح، إلى أنهم يقومون بتوزيع كتيبات على زوار المهرجان، والإجابة عن الأسئلة كافة، التي تدور في أذهانهم عن هذا الصرح الثقافي، الذي يضم بين أركانه كنوزا من التراث والتاريخ العالمي عبر مجموعات فنية وأثرية من أرجاء العالم، تعكس حضارات وثقافات مختلفة، داخل المتحف الذي استغرق العمل فيه حوالي 10 سنوات وتم افتتاحه نوفمبر العام الماضي، واستوحى تصميمه من عناصر أشجار النخيل في الواحات الإماراتية، وبذلك يتماشى المتحف بهذا التصميم وهذه المحتويات مع مفاهيم الاستدامة والتسامح والتواصل مع الآخر، وهي من أبرز المبادئ التي يقوم عليها «مهرجان أم الإمارات». اقتناص اللحظة لفنون الحركة يقول منصور عبد الله، إن جمال الفعاليات والمهرجانات المقامة في أبوظبي على مدار العام، تعتبر أكبر محفز لأي شخص للمسارعة بتصوير هذه المشاهد واقتناصها، خاصة وأنها تجمع بين فنون الحركة والقفزات الهوائية، وكذا جموع الناس وانفعالاتهم المختلفة، التي تعتبر كنزاً لأي مصور. وأضاف: تتنوع المشاهد بين الفرح الشديد أو التركيز في عمل ما يؤديه أحد العارضين في المهرجان، أو مجموعة من الأطفال يتشاركون ممارسة لعبة ما، وغيرها من المشاهد التي يكون على أهبة الاستعداد بكاميرته لالتقاط أي منها ثم الاختيار فيما بينها لاحقاً للمشاركة في إحدى مسابقات التصوير الفوتوغرافي العديدة التي تنظمها الدولة، والتي شجعت الكثيرين على التنافس فيما بينهم وإخراج إمكاناتهم الإبداعية القادرة على إبراز الجوانب المختلفة في المجتمع الإماراتي وتسليط الضوء على معالم النهضة العمرانية والحضارية التي تعتبر بحد ذاتها محفزا كبيرا للمصورين الباحثين عن الأعمال المميزة، وهو ما يراه في صوره وصور زملائه للبنايات الشاهقة التي اختلطت بالسحاب، أو مآذن جامع الشيخ زايد الكبير وطرازه المعماري الرفيع الذي جعله من أفضل المقاصد السياحية في العصر الحديث، ومن الطبيعي أن يسارع الجميع لالتقاط صور مميزة، سواء كانوا من مصوري الإمارات أو من أبناء الجنسيات الأخرى، الذين ينتشرون أيضا في أروقة المهرجان، ويسجلون لحظات وجودهم فيه سواء بكاميراتهم الشخصية أو هواتفهم المحمولة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©