الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«رمضان» تونس.. أجواء عائلية تظللها الروحانيات

«رمضان» تونس.. أجواء عائلية تظللها الروحانيات
6 يونيو 2016 12:25
ساسي جبيل (تونس) يحافظ التونسيون خلال شهر رمضان المبارك على عاداتهم وتقاليدهم الغذائية المتوارثة رغم مرور السنين، وتغيير الأزمنة والأحوال. ولأجوائه طعم خاص يجمع العبادة والترفيه خاصة أنه يحظى لدى مختلف فئات الشعب التونسي بالقداسة. وتستعد الأسر التونسية لاستقباله بشكل احتفالي، بتجديد مستلزمات المطبخ، وتهيئة المنزل للسهرات والولائم، كما لا تتخلف ربات الأسر على إعداد «عولة رمضان» من الأطعمة القابلة للحفظ، فضلاً عن التفنن في صنع «البريك». جرعات دينية خلال شهر رمضان ينتعش الإقبال وخاصة من قبل الكهول والشيوخ، وبعض الشباب والأطفال، على المساجد من أجل الصلاة أو سماع الدروس الدينية، التي تحرص المساجد على زيادة جرعتها خلاله، كما تنظم الجمعيات الخيرية أنشطة ثقافية ودينية رمضانية تضمن مسابقات دينية، كما يتم توزيع جوائز على الفائزين في مسابقات تحفيظ القرآن الكريم، التي تقام لكل المراحل العمرية، وتمتلئ المساجد بالمصلين، وتعلو أصوات المآذن بتلاوات خاشعة للقرآن الكريم. وإذا كان الرجال وخاصة الكبار منهم يفضلون المساجد عن أي فضاء آخر، فإن غالبية الشباب يغادرون بيوتهم بعد الإفطار في اتجاهات متعددة للسهر إلى ساعات متأخرة، في حين تبقى النساء بالبيوت تتجول بين الفضائيات لتكون السهرات الرمضانية مختلفة بتنوع الفئات العمرية وباختلاف شرائح المجتمع، إلا أنه ورغم الفوارق العمرية والثقافية والاجتماعية، فإن معظمهم يجمعون على أن المقهى هي القاسم المشترك بينهم، سواء للعب الورق أو تجاذب الحديث. وفي الشهر الفضيل يتجدد العهد مع التجمعات العائلية، وتتوطد العلاقات الأسرية، ويكثر التزاور، وتزداد الأفراح كإعلان الخِطبَة وختان الأطفال، الذي عادة ما يكون في ليلة القدر. ويعد رمضان فرصة للتكافل الاجتماعي، حيث تنظم القوافل التضامنية، التي تمنح المعونات للفقراء والمحتاجين، كما تنتشر موائد الرحمن في مختلف جهات البلاد. موائد عامرة تستعيد الأسرة التونسية خلال شهر رمضان لمتها لاسيما على مائدة الإفطار، ليقبلوا على تناول التمر واللبن غالبا، قبل أداء صلاة المغرب، ثم العودة مجددا إلى المائدة، لإكمال تناول ما لذ وطاب من مأكولات. وبمجرد دخول رمضان تأخذ مائدة الإفطار صبغة خاصة تتضمن أطباقا من أشهى المأكولات التونسية أبرزها طبق «البريك»، الذي يتصدر المائدة في كل البيوت وبصفة يومية، وهو عبارة عن نوع من الفطائر التي تحشى بالدجاج أو اللحم، ويضاف إليها البصل والبقدونس المفروم والبطاطا وتقلى بالزيت، وبعد تناول «البريك» يأتي دور الحساء، وخاصة حساء «الفريك» باللحم أو الدجاج ثم الأطباق الأساسية الأخرى من «الكسكسي» و«الطواجن» بأنواعها المختلفة، وهي طبق شعبي مميز يتكون من كيك مالح يصنع من الجبن الرومي مع البيض والبهارات وبعض الخضراوات ونوع من اللحوم، وتمتزج كل هذه الأنواع وتخبز في الفرن، فضلا عن السلطة التي تتكون من الفلفل والطماطم المفرومة والممزوجة بالبصل والثوم والبهارات والنعناع الجاف وتزين بالبيض المسلوق. ويحلو في السهرات الرمضانية تقديم أكواب الشاي الأخضر المنعنع والقهوة المطحونة، كما تتضمن الموائد العصائر والحلويات التقليدية، التي تُعرف بها تونس ومنها «الزلابية» و«المخارق» وهي من مشتقات القمح والعسل، و»الجلجلان» على شكل قطع مستديرة ومشبكة أو مستطيلة، وكذلك «البقلاوة» المكونة من أنواع من الفواكه والعسل، لتبرز الحلويات على أنواعها، والتي تعود أصولها إلى خليط من العربية والبربرية والرومانية والأندلسية والتركية والإيطالية. مضاعفة الاستهلاك يشير أخصائيون في الاقتصاد، إلى ارتفاع مصاريف العائلات التونسية في شهر رمضان نظراً لكثرة المتطلبات وكثرة الولائم. وبحسب المعهد الوطني للإحصاء، يتضاعف استهلاك التونسي، خلال شهر رمضان، مرتين على الأقل، وتزيد نفقات العائلة نحو 8 في المائة بالمقارنة مع الأيام العادية، فيما ترتفع مصاريف الطعام والغذاء بنسبة 27 في المائة. وتؤكد وزارة التجارة، أن نسبة استهلاك اللحوم والدواجن تزيد في رمضان 38 بالمائة والبيض 98 بالمائة والحليب ومشتقاته 92 بالمائة والخبز 30 بالمائة، كما يتضاعف استهلاك الأسماك 4 مرات والتمر 6 مرات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©