الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النخلة المباركة

النخلة المباركة
31 مارس 2018 22:35
بدأ قبل أيام موسم تلقيح النخيل أو ما يسمى محلياً «تنبيت النخيل»، ويستخدم المزارعون تقاليد قديمة وخبرات متوارثة وأخرى حديثة للحفاظ على هذه الثروة وتنميتها. ولا تزال مرحلة تلقيح النخيل سواء كانت بالطرق التقليدية أو الحديثة مصدراً مهماً للدخل لكثير من المزارعين في الدولة. لقد بذل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، جهوداً كبيرة في سبيل تطوير زراعة النخيل على مستوى زيادة عدد أشجار النخيل واتساع الرقعة المزروعة في مختلف أنحاء الإمارات. ورغم آراء الخبراء الدوليين، الذين كانوا يرون استحالة الزراعة في الطبيعة الصحراوية والظروف المناخية الصعبة لدولة الإمارات، إضافة إلى قلة المياه وشح الأمطار، فقد مضى رحمه الله، بعزيمة قوية، قُدماً في تطبيق رؤيته للزراعة والتشجير، فخصّص مساحات شاسعة من الأراضي لإقامة مشاريع طموحة للغابات، ونشر المسطحات الخضراء لحماية الحياة البرية، مما أنعش الحياة في البيئة الصحراوية وأوقف الزحف الصحراوي. وهذه الخصوصية ظهرت أيضاً في الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله عبر إنشاء جائزة خليفة لنخيل التمر ودورها في الحفاظ على هذه الشجرة المباركة وإكثارها وحمايتها. يوجد في الإمارات أكثر من 41 مليون نخلة، وتعد النخلة من أهم الأشجار التي تزرع في الخليج العربي حيث تحظى بتقدير أبناء هذه الدول وتلقى اهتماماً على المستويين الرسمي والشعبي ويجلونها ويحترمونها ويولونها المكانة التي تستحقها. وتعد النخلة رفيقة وفية لأبناء الإمارات وشعوب المنطقة، فهي شاهدة على التطور أيضًا، حيث كان الأهالي يستظلون بها في صيف الصحراء، ويأكلون من طيب ثمرها وينسجون من سعفها أدوات متعددة، وقد اعتمد آباؤنا وأجدادنا على النخيل ومكوناته في الماضي في كثير من الصناعات والحرف اليدوية، ولا يزال أكثرها متوارثاً ومعروفاً حتى الآن. شجرة النخيل مباركة، كانت رفيقة لأبناء الإمارات على مر التاريخ وما زالت حتى يومنا هذا، وتتميز بكونها قادرة على تحمل قسوة المناخ، فهي تعطي من يهتم بها ويكرمها، وتجود عليه بعطائها وطيب ثمرها. وتمثل «شجرة النخيل» ثروة وطنية مهمة في الدولة ولها نظرة خاصة ليس كمصدر للغذاء فقط ولكن لارتباطها النفسي والثقافي بالإنسان الإماراتي لذلك اعتمدت كشعار لكثير من الدوائر والهيئات ولا يكاد يخلو أي متنزه أو حديقة أو شارع أو منزل من وجود هذه الشجرة المباركة. قال صلى الله عليه وسلم «أكرموا عمتكم النخلة، فإنها خلقت من فضلة طينة أبيكم آدم»، وليس من الشجر شجرة أكرم على الله من شجرة ولدت تحتها مريم ابنة عمران، فأطعموا نساءكم الولد الرطب، فإن لم يكن رطب فتمر. وعن بعض ملوك الروم أنه كتب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قد بلغني أن ببلدك شجرة تخرج ثمرة كأنها آذان الحمر، ثم تنشق عن أحسن من اللؤلؤ المنظوم، ثم تخضر فتكون كالزمرد، ثم تحمر وتصفر فتكون كشذور الذهب. وقطع الياقوت، ثم تينع فتكون كطيب الفالوذج، ثم تيبس فتكون قوتاً وتدخر مؤونة، فلله درها شجرةً وإن صدق الخبر فهذه من شجر الجنة. فكتب إليه عمر رضي الله عنه: صدقت رسلك، وإنها الشجرة التي ولد تحتها المسيح. محمد غنام
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©