كوريا الجنوبية تسعى لأن تكون وجهة طبية جديدة في آسيا

ليست السياحة العلاجية شيئاً جديداً على كوريا الجنوبية. فهي قائمة منذ أصبحت سيؤول قبلة شهيرة بالنسبة للأجانب للحصول على خدمات في مجالات مثل جراحات التجميل والأمراض الجلدية. وقالت شابة صينية عمرها 25 عاماً «هذه المرة الخامسة التي أحضر فيها إلى سيؤول بغرض العلاج». وقالت «أتيت في المرة الأولى هنا لأن صديقي أوصاني بذلك». وأضافت السيدة الصينية أنها أنفقت بالفعل 18 ألف دولار مصاريف طبية لعمليات تتراوح بين جراحة بالأنف إلى إزالة الشعر بالليزر. وبفضل قانون معدل تم تطبيقه في شهر مايو يستعد هذا القطاع إلى الحصول على دفعة قوية الآن. وتستطيع المستشفيات الآن أن تستقدم الوكالات التي تساعد في جذب السياح القادمين للعلاج. وفي الماضي رغم السماح بالإعلانات التي تستهدف الجمهور العام، فإن المؤسسات الطبية لم تستطع استقدام الوكالات للبحث عن مرضى لهم. أو أن تستهدف مباشرة جهود التسويق في جماعات معينة. وبمساعدة القانون الجديد تأمل وزارة الصحة في كوريا الجنوبية أن تجتذب 100 ألف سائح لغرض العلاج بحلول عام 2011 . وكوريا الجنوبية هي بالفعل وجهة شهيرة للنساء الآسيويات الباحثات عن جراحات التجميل وتأمل الحكومة الآن في قدوم مرضى من كافة أنحاء العالم بما في ذلك أميركا الشمالية وأوروبا في مجالات مختلفة مثل تقويم الأعضاء وأمراض القلب. وترى الحكومة فرصا في كوريا الجنوبية بالنسبة لجراحات استبدال مفاصل الفخذ والركبة واستبدال الشريان التاجي. وهو أرخص بمقدار 20% عن بلاد مثل الولايات المتحدة. وقال مسؤول في وزارة الصحة في سيؤول إن العائد من الخدمات الطبية المقدمة للمرضى الأجانب يتوقع أن تصل إلى 640 مليون دولار في الفترة من 2009 إلى 2011. وليس هناك سبيل للمقارنة بالنسبة لمئات الآلاف من المرضى الذين يتوجهون إلى تايلاند وسنغافورة كل عام. ولكن لا تزال هناك بداية طموحة لدولة كانت حتى الآن تمنع التسويق الذي يستهدف المرضى الأجانب، والتي تأمل أن تصبح قبلة طبية جديدة في آسيا. وفي سوق محلية متشبعة بأكثر من ثلاثة آلاف طبيب جديد يبدأون ممارسة مهنتهم كل عام فإن هذا بلا شك يمثل أخبارا سارة للأطباء المحليين الذين تتحول أنظارهم بكل شغف إلى المرضى الأجانب. وتظهر كل يوم وظائف جديدة مثل المنسقين الطبيين والوكلاء الطبيين أيضا. وقد أكمل سوهن دونج ريب دورة لمدة 25 أسبوعاً في مجال تنسيق السياحة العلاجية قدمتها شركة تعليمية جديدة نظمت حديثاً دورات لتعليم الكوريين الجنوبيين كيفية امتهان مستقبل وظيفي في هذه الصناعة. وقال سوهن «رغم أن العمل في هذا المجال محدود لكنني أعتقد أن المستقبل المنظور له ينطوي على احتمالات طيبة. ولهذا السبب التحقت بهذه الدورة». وقال مسؤول بوزارة الصحة «إن عدد المؤسسات المسجلة في تزايد كل أسبوع». وأضاف «منذ سريان القانون المعدل في شهر مايو تم تسجيل 388 مؤسسة ووكالة صحية». وفي الوقت نفسه تقوم الحكومة بدورها لتنمية هذه الصناعة. وشاركت كوريا الجنوبية في مناسبات عديدة للرعاية الصحية في أنحاء العالم. وقد حضر مؤخرا لي يونج هو مدير التسويق الدولي بمعهد تطوير صناعة الصحة الكورية معرضاً دولياً عن الرعاية الصحية في سنغافورة. ومنذ تطبيق القانون أفادت وزارة الصحة بارتفاع عدد المرضى الأجانب بنسبة 3ر41% في شهر مايو مقارنة بالعام الماضي في 6 مستشفيات أعضاء في مجلس الترويج للطب فى كوريا الجنوبية فى الخارج حيث عولج 1061 مريضا أجنبيا مقارنة بـ 751 في العام الماضي. وقال مسؤول وزارة الصحة «من المحتمل أن هذه الزيادة تعود إلى الاستعداد الطويل للمستشفيات لجذب المرضى الأجانب وأنشطتها التسويقية في الخارج في السنوات القليلة الماضية.