الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كأسكم يا عرب

8 يناير 2012
لن نختلف على أن قطر صممت أولمبياد رياضياً على الأقل في مبناه الجمالي يستطيع العرب أن يفاخروا به، ونستطيع أن نضعه نحن كمرجعية لاستشراف الأفق القريب، ولن نختلف أيضاً على أن دورة الألعاب العربية وهي تحقق نجاحاً تنظيمياً طابق كل التوقعات افتقدت لنظارة وجاذبية وسحر كرة القدم، عندما لم تحضر القوى الكروية الوازنة وعندما اختصر إطار التنافس حتى أصبح ضيقاً. لا أنقص شعرة واحدة من قيمة الإنجاز الكبير لـ”الأحمر” البحريني الذي نال ذهبية كرة القدم بعد أن تجاوز بطريقة رائعة نشامي الأردن، ولكنني متحسر مثل كثير من زملائي الإعلاميين الذين واكبوا دورة الألعاب العربية على أن كرة القدم وهي البلور المضيء في سماء أي دورة رياضية لم تكرم لا نفسها ولا الجهد المبذول لتصدير صورة راقية عن امكانات الإنسان الرياضي العربي، عندما جاءت مبثورة، مقزمة وفاقدة لكل عناصر الجذب. عندما طرحت إشكالية الحضور المبثور لكرة القدم في دورة الألعاب العربية بالدوحة سقنا جميعا فاعلين ونقادا وخبراء رياضيين الكثير من الأعذار التي أعتبر بعضها أقبح من زلة الغياب، فمن قال إن توقيت الدورة العربية غير ملائم، ومن قال إن منتخبات عربية تعيش خريفا مثل الصقيع بعد الذي كان من سقطات في تصفيات كأس العالم بآسيا أو من خروج صاغر من نهائيات كأس أمم إفريقيا، ومن قال إن منتخبات عربية لا تستطيع قياسا بقوة وحساسية ما ينتظرها من إلتزامات أن تغامر بمشاركة في بطولة لها طابع ودي. ومن قال إنه حتى بفرض الحضور بمنتخبات أولمبية دون الثالثة والعشرين، فإن ما قد يأتي من فوائد لا يبرر لا المجازفة ولا المخاطرة بالدخول في رهان رياضي خاسر. وما ينبهني اليوم إلى ضرورة أن يناقش الاتحاد العربي لكرة القدم بعمق ما اعترى المنافسة الأكثر جذبا للجماهير من بثر وتشوه، هو أن الاتحاد يحضر النسخة التاسعة لكأس العرب والتي تقرر أن تستضيفها جدة الرائعة بالمملكة العربية السعودية في العشر الأواخر من شهر يونيو القادم. نسخة منقحة بنظام تصفيات وبرهان كبير هو بعث هذه الكأس من رمادها وهي التي لم تنعقد منذ آخر دورة أقيمت سنة 2002 بالكويت، وبمخاوف كثيرة من أن تحجم المنتخبات العربية خاصة تلك التي تتواجد بإفريقيا عن حضورها بسبب أن موعدها يتزامن مع مواعيد استراتيجية وحاسمة تحدد المصير المونديالي والإفريقي على حد سواء. ولأنني على ثقة من أن الاتحاد العربي لكرة القدم برئيسه سمو الأمير نواف بن فيصل بن فهد يتطلع لمونديال عربي كامل الأوصاف، فإنني لا أشك في قدرته على تنقيح المواعيد الزمنية لتكون جدة عروس البحر الأحمر فجرا جديدا لكرة القدم العربية تجتمع فيه كل الأنجم والأقمار وتتعانق فيه كل الأحلام. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©