الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رفع حالة التأهب في اليمن استعداداً للحوار الوطني

رفع حالة التأهب في اليمن استعداداً للحوار الوطني
9 مارس 2013 23:50
عقيل الحـلالي (صنعاء) - أعلن اليمن أمس السبت عن سريان خطة أمنية “بشكل صارم” في العاصمة صنعاء وبقية مدن البلاد لتأمين مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي سينطلق الأسبوع المقبل، كأهم إجراء في مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي بشأن نقل السلطة في هذا البلد المضطرب منذ أكثر من عامين. ومنع اتفاق “المبادرة الخليجية” انزلاق اليمن في 2011 إلى أتون حرب أهلية بعد تفاقم حدة الاحتجاجات المناهضة والموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي تنحى في فبراير العام الماضي، بموجب هذا الاتفاق. وقال اللواء علي سعيد عبيد، الناطق الرسمي باسم “لجنة الشؤون العسكرية”، المكلفة منذ ديسمبر 2011 بإنهاء الانقسام الحاصل داخل الجيش على خلفية تلك الاحتجاجات، إن “الخطة الأمنية لتامين جلسات أعمال مؤتمر الحوار الوطني” بدأت منذ أمس السبت، مشيراً إلى أن توجيهات الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي، “قضت بالبدء في تنفيذ الخطة الأمنية بشكل صارم”. وذكر اللواء عبيد، في تصريح لصحيفة “الثورة” الحكومية، السبت، إنه سيتم تنفيذ الخطة الأمنية في كافة محافظات البلاد، وأن “جميع وحدات الأمن والجيش” ستشارك في هذه الخطة بهدف “توفير الأجواء الهادئة لعقد مؤتمر الحوار”، الذي يعول عليه اليمنيون كثيراً لإنهاء الاضطرابات في بلادهم، لكونه سيناقش قضايا عالقة منذ سنوات على رأسها المطالب الانفصالية في الجنوب والتمرد المسلح في الشمال، إضافة إلى صوغ دستور جديد للبلاد بعد التوافق على نظام حكم بديل عن النظام الحالي المعمول به منذ إعلان الوحدة الوطنية في مايو 1990. وأوضح المتحدث باسم اللجنة العسكرية أنه “تم تقسيم المهام على مختلف وحدات الجيش والأمن، وتوزيعها على شكل مربعات أمنية خاصة”، لافتاً إلى أن كل وحدة أمنية وعسكرية ستتحمل مسؤوليتها في تنفيذ مهامها الموكلة إليها. وكشف اللواء عبيد عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة “تدير وتشرف على سير الإجراءات الأمنية في شتى أنحاء البلاد” التي تعاني اضطرابات وفوضى أمنية منذ الإطاحة بالرئيس السابق. وطلبت اللجنة العسكرية من المواطنين “الالتزام بالقانون وبالتعليمات الأمنية”، و”التعاون” مع قوات الجيش والأمن “لمنع أي إقلاق للسكنية العامة خاصة في هذه الأيام” التي تشهد انطلاق مؤتمر الحوار الوطني بمشاركة 565 شخصاً يمثلون ثمانية مكونات رئيسية غير متجانسة. وقال وزير الدفاع اليمني، اللواء محمد ناصر أحمد، أمس السبت، إن “القوات المسلحة سوف تبذل كل ما بوسعها من جهود لإنجاح وتهيئة المناخ الملائم لإجراء وتأمين سير جلسات أعمال الحوار الوطني”. وذكر وزير الدفاع، في ندوة عن الحوار الوطني نظمتها صحيفة “26 سبتمبر” العسكرية، أن “تلك المراهنات والمماحكات سواء من الداخل أو الخارج” لن تؤثر على عملية انتقال السلطة؛ “لأن هناك استيعاب كبير لدى أبناء الشعب اليمني والقوات المسلحة بأهمية وطبيعة المرحلة” الراهنة، التي قال إنها “تستدعي بذل مزيد من الجهود والاصطفاف الوطني” تحت قيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي انتخب بداية العام الماضي بتفويض لولاية انتقالية مدتها عامان فقط. وأنهت وحدات عسكرية مكلفة بحماية الرئيس اليمني الانتقالي، أمس السبت، دورة تدريبية مكثفة على عدد من المهارات والفنون القتالية، منها “حماية الشخصيات” من هجمات إرهابية محتملة، حسبما ذكر موقع وزارة الدفاع اليمنية. إلى ذلك، فضت قوات مكافحة الشغب اليمنية أمس السبت تظاهرة عسكرية غاضبة أمام مكتب رئاسة الجمهورية بالعاصمة صنعاء. واستخدمت قوات مكافحة الشغب قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والهراوات لتفريق عشرات الجنود الذين كانوا يتظاهرون أمام مكتب الرئاسة للمطالبة بترقيتهم بموجب شهاداتهم الجامعية، ما أدى إلى وقوع إصابات بين صفوف المتظاهرين وعدد من المارة. وكان الجنود، الذين ينتمون إلى وحدات عسكرية وأمنية مختلفة، أغلقوا الطريق الرئيسي أمام مكتب رئاسة الجمهورية، وهددوا بالتصعيد “إذا لم تستجيب الحكومة لمطالبنا”، حسبما أحد منظمي التظاهرة لـ”الاتحاد”. وهتف المتظاهرون، وبعضهم كان يرفع صور الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي، “أولوية أولوية.. للشهادة الجامعية”، “لا إله إلا الله.. الدولة يرحمها الله”، وشعارات أخرى نددت خصوصا بوزير الداخلية اللواء عبدالقادر قحطان الذي اتهموه بـ”الكذب”. وقال عبدالرحمن معياد، وهو جندي كان يشرف تنظيم التظاهرة: “وزير الداخلية كذب علينا. وعد بترقيتنا لكنه أخلف بعد أن اتهمنا بالتبعية لأحد الأطراف”، في إشارة إلى الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي يتهمه معارضوه - وهم شركاؤه في الحكومة الانتقالية - بدعم الاضطرابات الراهنة لتقويض عملية انتقال السلطة، إلا أنه ينفي باستمرار هذه الاتهامات. وعلى صعيد آخر، أفشلت قوات الأمن اليمنية أمس السبت محاولة لفرض عصيان مدني بالقوة في مدينة عدن الساحلية، كبرى بلدات الجنوب المضطرب على وقع احتجاجات انفصالية متصاعدة منذ 2007. وقالت مصادر محلية لـ«الاتحاد»، إن قوات أمنية معززة بالمصفحات العسكرية اقتحمت ساحة الشهداء في حي المنصورة”، حيث تتمركز عناصر موالية لنائب الرئيس الأسبق، علي سالم البيض، الذي يقود فصيلاً متشدداً داخل المعارضة الجنوبية الانفصالية. وأوضحت المصادر أن قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز المسيلة للدموع والرصاص الحي لتفريق المحتجين الذين أغلقوا الطريق الرئيسي في “المنصورة” بالحجارة والإطارات التالفة المحترقة، مؤكدة إصابة اثنين من المحتجين برصاص قوات الأمن، نقلا على إثرها إلى مستشفى لتلقي العلاج. وذكر أحد سكان الحي أن “الحياة عادت إلى طبيعتها بعد إجبار المحتجين على الانسحاب من الشوارع الرئيسية”. وكان ما يُسمى بـ “قوى الثورة الجنوبية” قد دعا إلى تنفيذ عصيان مدني لمدة ست ساعات يومي السبت والأربعاء من كل أسبوع احتجاجاً على مقتل 11 شخصاً وإصابة العشرات بمواجهات مع قوات الأمن شهدتها بلدات جنوبية خلال الفترة ما بين 20 و26 فبراير الفائت، على خلفية احتفال شعبي مؤيد للوحدة اليمنية أقامه حزب الإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في مدينة عدن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©