تشغيل أول مركز اتحادي لعلاج مرضى الثلاسيميا في الفجيرة أكتوبر المقبل

أعلنت وزارة الصحة، عن إنشاء أول مركز اتحادي لعلاج الثلاسيميا في مستشفى الفجيرة، يتم الانتهاء منه وتشغيله في شهر أكتوبر المقبل، بتكلفة 5 ملايين درهم شاملا كافة المعدات الطبية. ويقدم المركز خدماته للمواطنين والمقيمين على حد سواء، ويركز بالدرجة الأولى على توفير العلاج للحالات المصابة بالمرض في الإمارات الشمالية، ومع إمكانية استفادة حالات أخرى من مختلف الإمارات حسب الحاجة. وقال الدكتور علي بن شكر في تصريح لـ « الاتحاد»، إن «أول الحالات المستفيدة من المركز 93 حالة مصابة بالمرض في الإمارات الشمالية، منهم 89 حالة في الساحل الشرقي، ويمكن للمركز أن يستوعب علاج العديد من الحالات الأخرى في حال ظهورها». وتبلغ تكلفة العلاج للشخص المصاب بالثلاسيميا ما يتراوح بين 40 و 50 ألف درهم سنويا، ويكلف علاج الطفل المريض بالثلاسيميا منذ الولادة وحتى سن الرابعة عشرة أكثر من 1.5 مليون درهم. وفي هذا الاطار، وقع الدكتور علي بن شكر مدير عام وزارة الصحة صباح أمس في ديوان الوزارة عقدا مع لبيب عثمان مدير قسم الأجهزة الطبية بمؤسسة الخليج للأدوية، للبدء في تنفيذ إنشاء مركز وحدة الثلاسيميا في مستشفى الفجيرة. ويقدر عدد حاملي صفة المرض بنحو 8,5 % من سكان الدولة من مواطنين أو مقيمين، وهى من اعلي النسب على مستوى العالم، ويقصد بصفة حاملي المرض أن الشخص «الأب أو الأم» ليس مريضا بالثلاسيميا ولكنه يورثها للأبناء رغم أن الوالدين لم يظهر عليهما علامات المرض. لا تتوفر حتى الآن إحصائيات دقيقة عن المصابين فعليا بالمرض، ولكن توجد بعض الأرقام لجهات معنية بعلاج المرض منها مركز دبي للثلاسيميا الذي يعالج 450 مريضا من مختلف الإمارات من المواطنين والمقيمين. ويتوقع أن يكون إجمالي المصابين بمرض الثلاسيميا في الوقت الحالي 800 شخص على مستوى الدولة. واعتبر الدكتور ابن شكر، أن المركز نقلة نوعية في الخدمات الصحية المقدمة لإحدى الشرائح المصابة بالأمراض الوراثية في الدولة وهى فئة المصابين بالثلاسيميا، مؤكدا أن المركز سيوفر عناء السفر والانتقال على هؤلاء المرضى الذين كانوا يضطرون الانتقال إلى أبوظبي أو دبي لتلقي العلاج بشكل شبه أسبوعي. وأوضح أن إنشاء المركز جاء بناء على دراسة جدوى قام بها فريق عمل متخصص للوقوف على مدى الحاجة للمرض والاحتياجات المطلوبة. وأشار ابن شكر إلى أن المركز سيختص بالدرجة الأولى بعلاج المصابين مع إمكانية التعاون والتنسيق مع المراكز المحلية حول الدراسات الخاصة بالأمراض الوراثية وخاصة الثلاسيميا، منوها إلى أنه سيكون للمركز الجديد دور في تطوير التقنيات والأساليب العلاجية الخاصة بالتعامل مع المصابين. وقال الدكتور ابن شكر، إن «وزارة الصحة حريصة على توفير الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين بالدولة»، لافتا إلى أن الوزارة تواصل مساعيها من أجل أن تكون لديها مراكز متخصصة في علاج الأمراض المختلفة ومن بينها الثلاسيميا. وأعتبر مدير عام وزارة الصحة، أن مؤسسة الخليج للأدوية شريك استراتيجي لتنفيذ ذلك انطلاقا من علم الوزارة بقدرات المؤسسة وقيامها بتنفيذ عقود عديدة تمثل جانبا مهما من احتياجات الوزارة بكافة مرافقها. منوها إلى أن المؤسسة حرصت على أن تكون مشاركتها فعاله تهدف إلى تطوير الخدمات العلاجية من خلال تنفيذ إنشاء مركز وحدة الثلاسيميا الجديد بمستشفى الفجيرة. من جانبه، وصف لبيب عثمان مدير قسم الأجهزة الطبية بمؤسسة الخليج للأدوية، الشراكة مع وزارة الصحة بأنها شراكة استراتيجية سوف تشهد الكثير من المشاريع المستقبلية من أجل تقديم العون للوزارة في تطلعاتها نحو خدمات صحية راقية. وتعتبر الثلاسيميا مرضا وراثيا يؤثر في عملية صنع الدم، حيث تصبح مادة الهيموجلوبين في كريات الدم الحمراء غير قادرة على القيام بوظيفتها، مما يسبب فقر دم وراثيا ومزمنا يصيب الأطفال في مراحل عمرهم المبكر، نتيجة لتلقيهم مورثين معتلين، أحدهما من الأب والآخر من الأم. ويقسم مرض الثلاسيميا إلى أنواع أهمها، ثلاسيميا ألفا وثلاسيميا بيتا، اعتمادا على موقع الخلل، إن كان في المورث المسؤول عن تصنيع السلسلة البروتينية ألفا في خضاب الدم «الهموجلوبين» أو بيتا على التوالي.