الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فقراء "العصر الحجري" على "أرض الفضة" بالمغرب

10 مارس 2012
يحتج رجال ونساء وأطفال من أهالي قرية في المغرب منذ أشهر، ضد شركة تستغل منجما قريبا من قريتهم، يعد من أكبر مناجم الفضة في أفريقيا، مؤكدين أنهم يعيشون "في العصر الحجري" ويرغبون في الإفادة من هذه الثروة المنجمية. فعلى بعد كيلومترين من قرية "أميضر" المعلقة في أعالي سلسلة جبال الأطلس (جنوب)، تستغل شركة "أميضر للتعدين"، وهذا المنجم ينتج منذ 1969 سنوياً أكثر من 240 طناً من الفضة. لكن منذ أغسطس يعتصم مئات الشبان والنساء والأطفال والمسنين عند قمة جبل "ابو ابلان" قبالة المنجم حيث يوجد البئر الرئيسي الذي يزود منذ 2004 المنجم بالماء. وقال موها أوبركة أحد السكان العاملين في المنجم لوكالة "فرانس برس" "اغلقنا صنابير البئر للاحتجاج على بؤسنا. انظروا من حولكم: نحن نعيش في العصر الحجري. نحن هنا منذ سبعة اشهر مع اطفالنا. ليس لدينا مستشفى ولا طرقات ولا مدرسة لاطفالنا". وبحسب النائب احمد صادقي فان "السكان لا يستفيدون من هذا المنجم. ولا يوجد مستشفى واحد في المنطقة كلها. واقربها موجود في ورزازات التي تبعد 200 كلم عن اميضر". وبلغ رقم معاملات المجموعة التابعة للاسرة المالكة في 2010 ما قدره 74 مليون يورو وتشير وثيقة داخلية الى ان منجم "اميضر" يجعل من المغرب أول منتج للفضة في أفريقيا. ويطالب المعتصمون بان يتم تخصيص 75 بالمئة من فرص العمل في المنجم لسكان المنطقة لكن الشركة اعتبرت هذا الطلب "غير واقعي". ويقول يوسف الحجام احد مديري المجموعة "غرضنا عليهم ان تكون نسبة 60 بالمئة من العمالة من سكان المنطقة، لكنهم رفضوا الاصغاء". ويضيف "ان توظيف الكوادر يخضع لعملية شفافة تتم في مقر الشركة في الدار البيضاء". ويجسد الجدل حول المنجم مخاوف سكان المنطقة التي تعد من الافقر في المملكة ويرمز الى التوتر الاجتماعي في البلاد الذي ياخذ احيانا شكل اعمال عنف. ويقول القرويون ايضا انهم يعانون من نضوب المياه بسبب الاستغلال المكثف للماء لمعالجة المعادن خصوصا بعد ان تم في 2004 حفر آبار قام السكان بغلقها. والمشكلة الأخرى التي أثارها سكان القرية هي استخدام المياه الملوثة بسبب معالجة المعادن. وهم يقولون ان تخزين هذه المياه بعد استخدامها لا يستجيب لمعايير السلامة والأمان. وقال عمر موجان وهو طالب من القرية "العام الماضي فقدت اسرة قطيعها بعد ان شربت الماشية من هذه المياه، واجبرت الشركة على دفع تعويض لتفادي فضيحة". لكن الحجام المسؤول في الشركة يقول ان المياه "تتم اعادة معالجتها في احواض خاصة ولا يوجد أي خطر منها". وعلى اعلى قمة جبل ابو ابلان يرابط القرويون في ملاجئ عرضية اقاموها منذ اغسطس ويؤكد ابراهيم اوداود "نحن مصممون (على مواصلة التحرك) فليس لدينا شيء نخسره".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©