الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نساء متقاعدات: ربيع الحياة يتجدد بعد سن التقاعد الوظيفي

10 مارس 2012
أزهار البياتي (الشارقة) - احتفت جمعية الاتحاد النسائية في إمارة الشارقة بالملتقى الأسري الثالث، تحت شعار هادف «ما بعد التقاعد .. ربيع يتجدد»، لتلقي الضوء على شريحة كبيرة من نساء المجتمع اللواتي أكدن أن ربيع الحياة يتجدد بعد سن التقاعد، حيث دخلن مرحلة التقاعد بعد أن قدمن خدماتهن الجليلة على مدى سنوات من البذل والعطاء. وتأتي هذه الفعالية ضمن أنشطة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، لإيجاد سبل ومقترحات جديدة للتعايش الإيجابي مع مرحلة ما بعد التقاعد. وقالت آمنة الصايغ، تربوية لأكثر من 20 عاماً، إن الملتقى يركز على فئة مهمة من المجتمع، وهن النساء المتقاعدات، واللواتي أثبتن وجودهن في مجال العمل على مدى سنوات طوال، مشيرة إلى أن المرأة نالت قسطاً كبيراً من الاهتمام والرعاية وحصلت على الكثير من الحقوق والمطالب المجتمعية والسياسية، ولا يزال أمامها الكثير من الفرص لزيادة مشاركتها. وتتابع: إن المرأة المتقاعدة عادة ما تجد نفسها بعد سنوات من العطاء والبذل في مجال وظيفتها في حلقة كبيرة من الفراغ والملل، وبينما يستسلم الكثير من النساء لهذه المرحلة بشيء من اليأس والشعور بالإحباط الشديد، نجد أن هنالك نماذج نسائية تبدأ حياتها من جديد، فتحقق نجاحات ومنجزات مهمة في مجالات عدة. وأوضحت من خلال تجربتها الشخصية في مرحلة التقاعد، فقد وجدت من خلالها فرصة لالتقاط الأنفاس، ولم تترك نفسها لخواء الفراغ، بل حاولت أن تشغل وقتها في أمور بناءة ومهمة، بادئة سلسلة من النشاطات الاجتماعية، والزيارات العائلية، كما دخلت أحد مراكز تحفيظ القرآن، وانضمت لجمعية الاتحاد النسائية في الشارقة، لتصبح عضواً من عضواتها الفاعلات، وتشارك من خلالها بالأعمال التطوعية التي تخدم المجتمع، وتهتم بشؤون المرأة والطفل، فشعرت بوجودها وأهميتها من جديد، وأصبح لحياتها معنى آخر. وتتحدث حصة رشيد، مدرسة متقاعدة عن تجربتها: عملت في مجال التدريس لأكثر من 22 عاماً، وفي بداية تقاعدي مررت بفترة عصيبة وصدمة من التغير الذي طرأ على حياتي، وبت أزور مكان مدرستي وأتفقد تلميذاتي وزميلات العمل بشكل أسبوعي، لكن بعد أشهر عدة استعدت توازني وأخذت أنخرط في حياة التقاعد، وصرت أحاول أن أركز أكثر فأكثر على شؤوني الأسرية، وتربية أحفادي، ووجدت أن في التقاعد متعة أخرى وأوقاتاً مرنة تمكنني من الاستمتاع بأمور لم أكن أجد لها وقتاً فيما مضى، فأخذت أشغل وقتي بقراءة القرآن والتعبد، وجعلت من العمل التطوعي والخدمة المجتمعية هدفي، وتمكنت أخيراً من ترتيب أولوياتي. وبينت أنه من خلال هذا الملتقى تعرفت إلى أفكار وطروحات، واستمعت لتوجيهات ومقترحات تفيد النساء المتقاعدات، وتفتح أمامهن مزيداً من أبواب العمل وفرص النجاح، وبهذه المناسبة وجهت تهنئتها للمرأة العربية في كل مكان، وللإماراتية بشكل خاص لأنها استطاعت أن تثبت قدراتها. أما صفية محمود، متقاعدة من وظيفة مساعدة إدارية، فأشارت إلى أنها هيأت نفسها لمرحلة التقاعد قبل أشهر من تركها وظيفتها، فتعودت على الفكرة وخططت لها، كي لا تجد نفسها في مفترق طرق، خاصة أن ظروفها العائلية تستدعي وجودها في المنزل، فهي أم لتسعة أبناء في مراحل عمرية مختلفة، ووجدت في فترة تقاعدها فرصة سانحة لتربية أبنائها وترتيب حياتها، وتطوعت في مجالس الأمهات وحضرت ملتقيات ومحضرات ثقافية وفكرية، وصارت أكثر انفتاحاً على المجتمع وقضاياه، وقد التقت من خلال مشاركتها في الأنشطة المجتمعية شريحة كبيرة من النساء ذوات الخبرة والدراية، لهن تجارب حياتية في العديد من المجالات. وتضيف: نحن نساء الإمارات نعد محظوظات، لأننا نعيش في كنف دولة ناهضة فتية، أعطت الكثير لأبنائها وبناتها على حد سواء، وفي ظل قيادتنا الحكيمة والمخلصة نتبوأ أعلى المناصب، فكل الأبواب مشرعة للفتاة والمرأة الإماراتية كي تستثمر من خلالها طاقاتها وإمكاناتها وتستوعب طموحاتها مهما بلغت. وقدم الملتقى العديد من التوصيات بتجديد الدعوة للنساء المتقاعدات من أجل مواصلة العطاء، خاصة في العمل التطوعي، لأن في ذلك تجديداً لحياتهن وفرصة لاستمرار التضحية لخدمة ونهضة الوطن، وإبراز دور الكفاءات المتقاعدة ممن لهن دور مشهود في خدمة المجتمع، كما طالبت التوصيات بالعمل على تلبية احتياجات المرأة كافة في مرحلة التقاعد من احتياجات اجتماعية وصحية ونفسية واقتصادية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©