هل ينجح كريم بنزيمة في النادي الملكي الإسباني؟

بعد أن كانوا قد أصيبوا بخيبة أمل كبيرة لرحيل واحد من أفضل النجوم الجدد في البلاد، للعب في الخارج تاركاً ناديه ليون الذي حقق الكثير والكثير من الإنجازات، بات الفرنسيون الآن مشغولين بنجاح نجمهم المحبوب الجزائري الأصل كريم بنزيمة المنتقل حديثاً إلى صفوف ريال مدريد الإسباني، ولهذا كان أكثر ما يثير قلقهم هو الإجابة على سؤال: هل سينجح بنزيمة في البيت الأبيض الإسباني؟ السؤال طرحته مجلة «فرانس فوتبول» على اثنين من أكبر خبراء الكرة الفرنسية الذين سبق لهما العمل على تدريب أندية إسبانية وهما لوي فرنانديز، ورانيلد دينوي، فالأول درب أندية بلباو وإسبانيول وبرشلونة وبيتيس وأشبيلية. والثاني تولى تدريب ريال سوسيداد )، ويعمل حالياً مستشاراً للكرة الإسبانية في قناة بلوس الفرنسية. وتفرع من السؤال أسئلة أخرى أجاب عنها هذان المدربان الكبيران في حوار المجلة الفرنسية معهما. ضغط الملعب وبالنظر إلى حقيقة أن الأمر بالنسبة لكريم بنزيمة نفسي في المقام الأول فقد سألتهما المجلة عما إذا كان النجم الفرنسي الشاب البالغ من العمر 21 سنة قادراً على أن يتحمل ضغط اللعب الذي يتعرض له أي نجم يلعب للنادي الملكي الإسباني، قال فرنانديز بعد ثلاث سنوات لعبها بنزيمة في فريق ليون، فإنه حصل على خبرة جيدة إضافة إلى مشاركته في بعض مباريات المنتخب الفرنسي، وكان حاسماً وفعالاً في الكثير من المباريات ومنها مثلاً مباراة ليون مع مانشستر يونايتد ولهذا - والكلام على لسان فرنانديز - لا أريد أن نعول كثيراً على الجانب النفسي فيما يتعلق بفرص نجاح بنزيمة في ريال مدريد. وأضاف فرنانديز: أهم شيء في تصوري هو قدرته على إحراز تقدم يوماً بعد يوم في علاقته بزملائه في الملعب أو في التدريبات وبعد ذلك سيكون لك شيء سهل. واستطرد قائلاً: طالما أن ريال مدريد دفع فيه مبلغاً كبيراً من المال، فمن المؤكد أنه سيستفيد منه جيداً لأنه يستثمر هذا المال وعلى بنزيمة أن يقتنص الفرصة جيداً ويثبت وجوده ويعبر عن إمكاناته وقدراته. أما المدرب الثاني دينوي فقال: عادة ما تكون هناك شكوك بالنسبة للطريقة التي يواجه بها اللاعب أي موقف جديد كما لو كان يلعب لأول مرة في مركز التدريب، ولكن المستوى الفني لكريم بنزيمة وعقليته الممتازة سلاحان في صف النجم الفرنسي وسبق له أن أثبت مع ليون ومنتخب الديوك قدرته على مواجهة الضغوط الشديدة. اللحظة المناسبة ولأن ريال مدريد يعتبر في مرحلة إعادة بناء الفريق فقد سألتهما المجلة عما إذا كان انتقاله إلى الريال في هذا التوقيت مناسباً، فاتفق المدربان الفرنسيان على أن اللحظة مناسبة بالفعل بالنسبة لكريم بنزيمة لأن ريال مدريد هو حلمه، وهذا هو أهم شيء، وأضاف فرنانديز: لا ننسى أيضاً أن هناك نجوماً آخرين كباراً انضموا إلى ريال مدريد هذا الصيف مثل كاكا، وكريستيانو رونالدو، وكان الحال سيختلف كثيراً لو كان قد انتقل إلى الريال وحده من دون هذا الحشد من النجوم. وعمّا إذا كان اللعب إلى جوار كاكا، ورونالدو يكبح جماح بنزيمة ويحد من لعبه مستريحاً أم أنه ضمانة أكيدة لتحقيق تطور وتقدم في اللعب، قال فرنانديز: مؤكداً سيضمن له التقدم وتطوير لعبه وسيساعده على ذلك سنه الصغيرة (21 سنة) ومن مصلحته أن يحاط بكوكبة من النجوم التي يستفيد ويتعلم منها. بينما أضاف دينوي قائلاً: النجوم الثلاثة كاكا، وكريستيانو وبنزيمة أذكياء وسريعو الفهم والتفاهم ولن تكون هناك مشكلة بينهم على المستوى التكتيكي لأن التكتيك هو «فن التفاهم» إذن المسألة مسألة ذكاء. ولما كان الريال قد دعم هجومه بهذا الشكل القوي بينما ما زال دفاعه أقل قوة، فقد سألتهما المجلة عما إذا كان ذلك يعني انقسام الفريق إلى جزء قوي وآخر ضعيف. قال فرنانديز: إنه سؤال مهم ولكنني أعتقد أن ريال مدريد تعلم من أخطاء الماضي عندما كان دفاعه ضعيفاً منذ أربع أو خمس سنوات وأعتقد أنه سيدعم دفاعاته بلاعبين ممتازين حتى يتحقق التوازن للفريق. المنتخب أكثر تعقيداً ولأن لياقة بنزيمة البدنية وقوته موضع خلاف واختلاف في صفوف المنتخب الفرنسي وهو ما قد يلقى بظلال من الشك على قدرته على اللعب على أعلى مستوى، فقد سألت المجلة المدربين الكبيرين عن تعليقهما على ذلك، فاتفقا في الإجابة بالنفي وبأن حسبة المنتخب أكثر تعقيداً من الوضع في الأندية، وربما لم يكن ريمون دومينيك المدير الفني لمنتخب فرنسا يحبه بالقدر الكافي لإشراكه في كل المباريات، ولهذا ففرصة كريم قائمة لكي يثبت في ريال مدريد أنه قادر على اللعب أساسياً في صفوف منتخب الديوك، ولو سجل أهدافاً في الريال فإن دومينيك سيجد نفسه مضطراً إلى إشراكه في كل مباريات منتخب فرنسا.