الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ترامب هو ترامب!

17 أكتوبر 2016 10:52
في مساء يوم الخميس الماضي، ذكر دونالد ترامب لصحيفة «وول ستريت جورنال» أن الأصل المكسيكي للقاضي الذي يشرف على دعوى قضائية ضد جامعة ترامب يعد «تضارباً مطلقاً» بسبب اقتراح قطب العقارات بناء جدار على الحدود. وفي حديثه مع «سي إن إن»، هاجم ترامب «جونزالو كورييل»، وهو قاضي محكمة جزئية أميركية في كاليفورنيا، قائلًا إنه قضى بأحكام لا يتوقعها الناس. من أين أبدأ؟ من محاولة إقصاء قضاة استناداً إلى الأصل -حيث إن القاضي المعني، «جونزالو كورييل»، ولد في ولاية إنديانا لوالدين من أصل مكسيكي- ستبعد على نحو فعال عشرات من القضاة في جميع أنحاء أميركا عن منصة القضاة؟ أم أنه يتعين الأخذ في الاعتبار أن إقحام فكرة العرق أو الدين أو بعض السمات الأخرى، عند مناقشة الطريقة التي يؤدي بها قاض فيدرالي عمله، يعد نكسة بالنسبة للمبادئ الأساسية لنظامنا القضائي؟ عند هذه النقطة، يصبح الحديث بشأن قدرة ترامب ورغبته في الإساءة إلى الآخرين تقريباً حديثاً لا طائل من ورائه. إن ترامب يفعل ويقول أشياء تعتبر عادة بمثابة السم بالنسبة لأي سياسي آخر -في أي من الحزبين- ويلعب بشكل خطير على حبال السياسات العرقية والإثنية. والمهم أن اعتقاد البعض بأن ترامب سيعدل خطابه أو مواقفه من القضية بمجرد أن يصبح المرشح الجمهوري هو اعتقاد خاطئ تمام. فلا توجد نسخة أخرى من ترامب، ولا وجود لترامب آخر أكثر تسامحاً أو أقل عدوانية. وقد قال ترامب ذلك صراحة: «هل تعتقدون أنني سأتغير؟» هكذا تساءل خلال مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء الماضي عقد في برج ترامب. واستطرد دون تأخير: «إنني لا أتغير». إن لديه نسخة ما جامدة من «ترامب هو ترامب» وسيبقى هكذا، حتى مع وعده في بعض الأحيان بأنه ربما سيكون ألطف قليلًا، ووعود من رئيس حملته الخبير الاستراتيجي «بول مانافورت» بأن ترامب «جديداً» سيأتي قريباً. وعندما يأتي ذلك الـ«ترامب» الموعود قد نجد نقاشاً هادئا هنا، أو تعليقاً لطيفاً عن منافسه السابق هناك. ولكن، بوجه عام، إن ترامب لا يستطيع الهروب -ولا يبدو أنه يريد الهروب- من كونه بالضبط ذلك الشخص الفظ، الذي لا يعتذر. والآن دعونا ننظر إلى الأمر من وجهة نظر ترامب. لقد سخر منه الجميع عندما خاض سباق الترشح الرئاسي قبل عام تقريباً. وقالوا إنه ليس أكثر من نجم في تلفزيون الواقع. فهو شخص عالي الصوت، ولا يعلم شيئا ولن يذهب لأي مكان. وبعد ذلك، فاز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري. باقتناع. فما الدرس المستفاد من ذلك؟ هذا هو الدرس: إن بعض الناس الذين يقولون إنهم يعرفون ما يصلح في السياسة ليست لديهم أدنى فكرة. وإن الناس المؤثرين -أي الناخبين- يحبون خطابه المبالغ فيه ورغبته في أن يكون مثيراً للجدل طوال الوقت. وبالإضافة إلى ذلك، تذكروا أن ترامب يبلغ من العمر 69 عاماً. فكم عدد الأشخاص في مثل هذا العمر -ولاسيما الذين عاشوا حياة عامة وناجحة مثل ترامب- يحدثون تغييرات كبيرة في شخصيتهم والطريقة التي ينظرون بها إلى العالم؟ الإجابة طبعاً هي أنهم قليلون جداً. مرة أخرى، إن ترامب هو ترامب. والناخبون الجمهوريون -أو على الأقل جزء معقول منهم- أحبوا هذا الشخص بما يكفي كي يمنحوه ترشيح الحزب للرئاسة. وهذا الشخص سيكون ترامب بين الفترة من الآن وحتى الثامن من نوفمبر، وهو الشخص الذي عقد الحزب الجمهوري آماله عليه. * كاتب متخصص في تغطية أخبار البيت الأبيض ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©