الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«التاج» الخليجي لـ «الإمبراطور» الوصلاوي

«التاج» الخليجي لـ «الإمبراطور» الوصلاوي
28 ابريل 2010 00:32
حقق الوصل إنجازاً رائعاً، وحصد لقبه الأول على المستوى الخليجي بعد تعادله مع قطر القطري 1 - 1 مساء أمس في إياب نهائي بطولة التعاون الخامسة والعشرين لكرة القدم باستاد زعبيل بدون جمهور، افتتح سعيد الكاس التسجيل للوصل في الدقيقة 56 وتعادل عبد الله الكواري لقطر في الدقيقة 83، وكانت مباراة الذهاب في الدوحة قد انتهت بالتعادل 2 - 2 . جاءت المباراة قوية وتكتيكية، تبادل فيها الفريقان السيطرة، وإن رجحت كفة الوصل، وكان الجمهور الوصلاوي نجم المباراة الأول، حيث شاهد المباراة من الملعب الفرعي، وكأنه داخل الاستاد.بدأت المباراة برغبة قوية من الفريقين لتحقيق أول لقب خليجي لهما، وحاول قطر القطري أن يقول كلمته مبكراً لأنه صاحب ضربة البداية عن طريق مهاجمه الدولي سبستيان سوريا واللاعب البرازيلي مارسينهو أوليفيرا، ولكن “الفهود” لم يسمحوا له بذلك، وسرعان ما أخذوا زمام المبادرة عن طريق الأداء الجماعي، وتقريب المسافات بين خطوط الفريق، وأيضاً تنويع اللعب، فبات اللون الصفر منتشراً في جميع أرجاء الملعب، ومع دخول اللاعبين أجواء المباراة بدأت رائحة الخطورة تظهر من لاعبي الوصل، خاصة البرازيلي أوليفيرا الذي فتح جبهات لفريقه في دفاع الفريق القطري، ومعه مواطنه إيلتون والمغربي العلودي وسعيد الكاس وأكثر أوليفيرا من التمريرات العرضية، ولكن دفاع قطر كان لها بالمرصاد، خاصة من المغربي طلال القرقوري ومدحت مصطفي وخالد صالح. ومع الوقت بدأت الكفة تميل بشكل كبير في اتجاه الوصل، لكن التهديد الحقيقي على مرمى قطر ظهر في الدقيقة 14 عندما شق أوليفيرا طريقه وسط دفاع قطر، وسدد كرة قوية مرت بجوار القائم الأيسر لمرمى محمد مبارك، ويرد قطر بهجمة سريعة قادها الخطير سبستيان سوريا، وشكلت خطورة على المرمى وأبطل مفعولها الحارس راشد علي. رغم أن الجمهور الوصلاوي يتابع المباراة من الملعب الخلفي، عبر شاشات كبيرة، إلا أن دعمه للفريق وتشجيعه للاعبين كان يصل إلى أسماع اللاعبين وساهم بشكل كبير في زيادة الحماس. مع دخول الشوط الأول إلى منتصفه بدأ لاعبو وسط الوصل، في المشاركة بفاعلية أكبر في الجانب الهجومي، وتقدم درويش أحمد وسدد كرة قوية بجوار القائم مباشرة. وفي المقابل لعب المغربي يوسف سفري دور صانع الألعاب في الفريق القطري يسانده البرازيلي مارسينهو، فيما لعب سبستيان سوريا دوراً مهماً في الضغط على دفاع الوصل لتهديد المرمى، لكن يقظة فاضل أحمد ووحيد إسماعيل وسامي ربيع وياسر سالم حالت دون تهديد مرمى راشد علي. وانحصر اللعب أغلب الوقت وسط الملعب، بعدما نجح دفاع الفريقين في التفوق على المهاجمين، رغم وجود لاعبين مهاريين يستطيعون عمل الفارق فالانضباط التكتيكي للمدافعين لعب الدور الأكبر في التفوق على المهاجمين ناهيك عن قلة التصويب المتقن على المرمى، وكذلك الكثافة العددية عند الهجوم. وكان سامي ربيع مدافع الوصل وكابتن الفريق صاحب أول إنذار في المباراة بسبب تعطيل اللعب، حيث يكفي الوصل التعادل السلبي أو حتى التعادل بهدف لهدف لكي يفوز باللقب الخليجي . ولم يكن فريق قطر سهلاً في الشوط الأول بل ظهر لاعبوه بشكل جيد، وكانوا نداً قوياً لفريق الوصل، خاصة في النصف الثاني من الشوط الأول، وهددوا مرمى راشد علي في بعض الفترات، الأمر الذي جعل جيماريش مدرب الوصل يقوم من مكانه ليوجه لاعبيه، بعدما عابهم عدم الدقة في التمرير في الثلث الأخير من الملعب، حيث هبط أداء الفريق بعض الشيء بلا مبرر واضح في المقابل نشط فريق قطر، وبدأ الظهيران يشاركان في الجانب الهجومي وإن كان على استحياء. كان البرازيلي أوليفيرا انشط لاعبي الوصل، حيث تحرك يميناً ويساراً وأرسل العديد من التمريرات العرضية التي لم تستغل، كما أنه أصاب مدافعي قطر بصداع بسبب تحركاته الكثيرة والخطيرة، كما نجح دفاع الوصل في الحد من خطورة سبستيان وتألق فاضل أحمد ووحيد إسماعيل. في الدقيقة الأخيرة نجح راشد علي حارس الوصل في إنقاذ مرماه وفريقه من هدف محقق عندما “سرق” سبستيان الدفاع وانفرد بالمرمى وسدد كرة تألق راشد في إبعادها لينتهي الشوط بالتعادل السلبي. بدأ الوصل الشوط الثاني مهاجماً، بعد أن تهدد مرماه بشكل حقيقي، في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، ولولا تألق الحارس راشد علي، لاهتزت شباكه، وزاد البرازيلي إيلتون من تحركاته الهجومية، وكذلك العلودي في الجهة اليمنى، فيما يلعب قطر على أمل خطف هدف في أي لحظة يقلب به الطاولة. كادت الدقيقة 50 تهدي الوصل أول أهداف المباراة، عندما تلقى البرازيلي إيلتون تمريرة سحرية إنفرد على أثرها بالمرمى، لكنه سدد بطريقة غربية شديدة خارج مرمى قطر، وفتحت الفرصة الشهية الهجومية للاعبي الوصل. وحملت الدقيقة 56 “بشاير” الفرحة عندما سجل “الأصفر” هدفاً بطعم “الشهد” من جملة تكتيكية رائعة وثلاثية الأبعاد، بدأها العلودي بتمريرة رائعة لفاضل أحمد في الجهة اليسرى، والذي أرسلها أرضية متقنة إلى القناص سعيد الكاس المتمركز بشكل جيد داخل منطقة الجزاء ليسدد الكرة مباشرة داخل المرمى محرزاً هدفاً بلون “الذهب”. وشعر لاعبو قطر بالخطر وبأن اللقب أصبح سراباً وشددوا من هجومهم على المرمى الوصلاوي، وينال وحيد إسماعيل إنذاراً، ويتماسك الدفاع “الأصفر” في مواجهة سفري وزكيبا وسوريا ومارسينهو، وتمر “الفورة” القطرية ويعود الوصل إلى الهجوم من جديد، بعد أن فتح الهدف شهية لاعبيه، لكن مع التركيز على غلق المنافذ المؤدية إلى مرمى راشد علي، وأيضاً الاهتمام بمركز الارتكاز وزيادة الكثافة العددية. تغاضى الحكم الكويتي يوسف الثويبي عن عدم طرد عبد الله الكواري مدافع قطر بعد أن دفع برازيلي الوصل أوليفيرا في وجهه على مرأى ومسمع الجميع ولا أدري السبب وراء تغاضي الحكم عن هذا الخطأ؟ أجرى لازاروني مدرب قطر تغييراً باشراك جاسم بو العنيين بدلاً من محمد عمر حسين، ويعود أوليفيرا ويسبب الصداع من جديد لدفاع قطر، ويخترق الدفاع، ويسدد كرة قوية تمر بجوار القائم الأيمن، وبعدها يشعر بشد عضلي ويخرج ويشارك بدلاً منه الصاعد محمد جمال، وقبلها يدفع المدرب بالموهوب خالد درويش للتحكم في إيقاع أداء الوصل، ويحاول سبستيان سوريا وينفرد بالمرمى لكن يقظة الحارس الوصلاوي راشد علي تحرمه من هز الشباك، ومع مرور الوقت يزداد لاعبو الوصل ثقة في أنفسهم ويصاب لاعبو قطر بحالة من التوتر لكنهم لم يفقدوا الأمل. في الدقيقة 83 فاجأ عبد الله الكواري لاعب قطر الجميع بالانقضاض على كرة عرضية في “حلق” المرمى ليسكنها الشباك محرزاً هدف التعادل لفريقه. وبعدها تشتعل المباراة في الدقائق الأخيرة، ويقود العلودي هجمة وصلاوية سريعة للوصل للتخفيف من الهجوم القطري، ويطلق الحكم صافرته على خطأ على قطر قبل أن يسدد سبستيان سوريا داخل المرمى، ويحتج لاعبو قطر وينال سوريا إنذاراً ويصمد دفاع الوصل . وينفرد سعيد الكاس بالمرمى في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدل الضائع، وقبل خروجه ومشاركة علي محمود، ويحاول مراوغة حارس المرمى الذي نجح في الإمساك بالكرة وتمر الدقيقة الأخيرة، وكأنها الدهر كله حتى أطلق الحكم الكويتي صافرة النهاية ليحقق الوصل أول حلم خليجي له والرابع على مستوى الأندية الإماراتية بعد أن سبقه الشباب والعين والجزيرة. المدرجات تسبح في بحر عبارات التأييد «المشهد المهيب» يتجسد خارج أسوار الملعب علي معالي (دبي) – يوم تاريخي في حياة كل وصلاوي عاشق لفريقه أمس حيث كان مشهد ستاد زعبيل قبل بداية مباراته أمام قطر، فمدرجات ستاد زعبيل خالية تماماً من الجماهير بسبب قرار العقوبة من اللجنة التنظيمية الخليجية، ولكن في نفس الوقت فإن من يشاهد مدرجات الملعب يقول إن الملعب مليء عن آخره بالجماهير. العديد من لوحات المساندة والتأييد تم نشرها في أرض الملعب، وصور جماهير الإمبراطور ملأت المدرجات في شكل حضاري ورائع لتقول للاعبيها نحن خارج أسوار الملعب، لكننا بصورنا، وصوتنا معكم في أرض الملعب. اللافتات الكبيرة التي تواجدت في أرض الملعب، جاءت عباراتها مختلفة تقول واحدة منها: “الذهب لونك، وقدرك يا الوصل” والثانية تقول : “رايتك بيضا يا لإمبراطور”، والثالثة: “فهود زعبيل فرسانها البطولات”، وعبارات أخرى متنوعة، كما تزينت مدرجات الدرجة الثانية المواجهة للمقصورة الرئيسية بعلم دولتنا الحبيب. المشهد داخل أرض الملعب كان له طعم جميل ناهيك عن المشهد الخارجي الذي تضمن احتفالية كبيرة قبل انطلاق المباراة، حيث قامت إدارة النادي بعمل مسرح كبير في الملعب الفرعي وعليه شاشة عرض عملاقة حتى تتمكن جماهيرنا من مشاهدة المباراة، والتفاعل معها، تكدست الجماهير في الملعب الفرعي حاملة معها أعلام الوصل وبالونات مرسوماً عليها شعار الوصل، إضافة إلى لوحات بأرقام اللاعبين، وعبارات كذلك مشجعة للاعبين وتتعالى أصوات الجماهير بين الحين والآخر في الملعب الفرعي لتهتز معه جنبات الملعب الرئيسي الذي تقام عليه المباراة. الفريقان وصلا مبكراً إلى أرض الملعب في محاولة للتأقلم مع هذه الأجواء التي يعيشونها للمرة الأولى. تكدس نادي الوصل بشكل كبير مبكراً، حيث حضر لدرجة أن السيارات أحاطت بالملعب من كل جانب ومن شاهد المنظر الخارجي من المارة يتأكد أن هناك حدثا كبيرا يقع داخل قلعة زعبيل. وتواجدت كذلك العديد من الجماهير القطرية قامت بتشجيع فريقها القطري بإيجابية وهتافات جميلة، كما تواجدت مع الجماهير العديد من الأماكن الخاصة بالمشروبات والمرطبات. شاشة كبيرة في الملعب وفي محاولة لنقل حماس وتشجيع الجماهير تم وضع شاشة كبيرة داخل أرض الملعب في مدرجات الدرجة الثالثة خلف المرمى حيث تنقل هذه الشاشة ما يحدث من هتافات وصلاوية تحفيزاً للاعبين في أرض الملعب. السيدة الوحيدة في الملعب سيدة وصلاوية كبيرة تواجدت في أرض الملعب في لفتة جميلة تعبر عن وجود “الأمومة” تدعو وتساند فريقنا في هذه المباراة التاريخية. تأمين المباراة العقيد أحمد المنصوري المسؤول عن تأمين المباراة طالب جماهير الوصل بضرورة الالتزام، وأن دخول جماهير الوصل سيكون ممنوعاً حتى لحظة التتويج، وتواجدت سيارات الشرطة حول الملعب من كل اتجاه. النعيمي: عرس تاريخي دبي (الاتحاد) – عبر أحمد النعيمي أمين عام اللجنة التنظيمية عن سعادته الكبيرة بالترتيب للمباراة النهائية، وقال إنه كان عرساً بمعني الكلمة، مشيداً في نفس الوقت، بما تقدمه إدارة الوصل من تنظيم متميز من كافة النواحي.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©