عقيل الحلالي (صنعاء)
انتزعت القوات الموالية للحكومة اليمنية أمس الأحد مواقع ومناطق استراتيجية من قبضة المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في مدينة تعز جنوب غرب البلاد.
وجاء تقدم القوات الحكومية والشعبية وسط معارك عنيفة في الضاحية الشرقية معقل قوات صالح في تعز.
وسيطرت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية على معظم المباني الحكومية في حيي الجحملية وثعبات شرق مدينة تعز، وحققت تقدما في بلدات أخرى.
وقال أيمن المخلافي، المسؤول الإعلامي في المقاومة الشعبية بتعز، لـ «الاتحاد»، «توغلت قوات الجيش الوطني والمقاومة في حيي ثعبات والجحملية واستولت على مواقع استراتيجية وبنايات منها منزل محمد عبد الله صالح» شقيق الرئيس المخلوع، كما استولت قوات الشرعية على منزل النائب السابق لمحافظ تعز والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي محمد الحاج.
وذكر المخلافي أن قناصة صالح والحوثي كانوا يستخدمون هذه المواقع والبنايات في قنص عناصر الجيش والمقاومة وإعاقة تقدم أنصار الحكومة الشرعية، مشيرا إلى أن الميليشيات واصلت لليوم الثالث على التوالي، إطلاق قذائف صاروخية ومدفعية على مناطق وأحياء سكنية متفرقة في تعز، التي يقطنها نحو 700 ألف نسمة.
وذكرت مصادر إعلامية موالية للمقاومة إن صاروخ كاتيوشا أطلقه الحوثيون سقط مساء الأحد على حي مدرسة 7 يوليو بالقرب من محطة كهرباء عصيفرة في شمال المدينة.
كما قصفت الميليشيات برشاشات مضادة للطيران مقر قيادة اللواء 35 مدرع بالمطار القديم في غرب تعز، ومواقع للجيش والمقاومة في جبل صبر جنوب المدينة.
وطال القصف منازل وتجمعات مدنية في المنطقتين، بحسب المصادر السابقة التي أشارت إلى تصدي قوات الشرعية لمحاولة تقدم للميليشيات في شارع الأربعين شمال تعز.
وسقط قتلى وجرحى من الجانبين في الاشتباكات التي دارت أمس في شمال وشرق تعز، وتعد الأعنف في المدينة منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في 11 أبريل.
وحققت المقاومة الشعبية في تعز أمس تقدما في المعارك الدائرة في بلدة الوازعية جنوب غرب المحافظة، حيث يدور أيضاً قتال عنيف في مناطق حدودية مع محافظة لحج المجاورة.
وقالت مصادر ميدانية في المقاومة لـ «الاتحاد» إن معارك عنيفة دارت في المناطق الحدودية بين بلدتي الوازعية والمضاربة التي تتبع محافظة لحج بعد أن هاجمت المقاومة مواقع للميليشيات الانقلابية، مشيرة إلى أن الاشتباكات خلفت ثلاثة قتلى وأكثر من 25 جريحا في صفوف المقاتلين المحليين الموالين للحكومة.
وأضافت أن هناك خسائر كبيرة في صفوف ميليشيات الحوثي وصالح التي زعمت أنها تصدت لمحاولة تقدم للمقاومة باتجاه الوازعية.
كما شهدت بلدة ذوباب الساحلية في جنوب غرب تعز أمس معارك بين الميليشيات والقوات الموالية للشرعية التي تصدت أيضاً لمحاولة تقدم للحوثيين باتجاه بلدة القبيطة على الحدود بين تعز ولحج. وتجددت المواجهات المسلحة بين أنصار الحكومة والحوثيين في بلدة مريس بمحافظة الضالع جنوب البلاد.
وقال مصدر بالمقاومة الشعبية بالضالع لـ «الاتحاد»، إن القيادي بالمقاومة مصلح علوان، وأربعة من مرافقيه قتلوا في المواجهات ببلدة مريس القريبة من مدينة دمت التي تتبع تاريخيا الشمال اليمني وتعد آخر معاقل المتمردين في هذه المحافظة الجنوبية.
كما شهدت بلدة صرواح في غرب محافظة مأرب (شرق) قصفا مدفعيا وصاروخيا متبادلا بين القوات الموالية للحكومة والحوثيين الذين يتمركزون في هذه البلدة منذ خسارتهم مناطق نفوذهم في مأرب في أكتوبر الماضي، فيما استمرت الاشتباكات العنيفة في بلدة نهم شمال شرق صنعاء مع محاولة قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية التقدم صوب العاصمة التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون منذ سبتمبر 2014.
وأفادت مصادر إعلامية أن القوات الموالية للحكومة سيطرت أمس، على منطقة «الميسرة» التي تعد إحدى المناطق الاستراتيجية في نهم بعد اشتباكات خلفت قتلى وجرحى.
إلى ذلك، اعتدى مسلحون حوثيون أمس، على تظاهرة نسائية في العاصمة صنعاء كانت تندد بتردي الأوضاع المعيشية في البلاد.
وذكر شهود عيان إن عشرات من المسلحين الحوثيين هاجموا تظاهرة نسائية كانت تجوب شارعا رئيسيا في مديرية آزال غرب العاصمة، مشيرين الى أن المسلحين اعتدوا على المتظاهرات بالهراوات وأعقاب البنادق.
وأضافوا أن المسلحين وجهوا كلمات مسيئة وألفاظا نابية للمتظاهرات، وقاموا بتمزيق اللافتات والشعارات التي كانت ترفعها المشاركات في المسيرة التي نظمتها حركة «ابدأ» الحقوقية المناهضة لتواجد الميليشيات في المدن اليمنية.
ورفعت المتظاهرات لافتات نددت بالظلم والجهل وطالبت «بحياة كريمة»، وكتب على لافتة رفعتها ثلاث محتجات «قد لا أموت من القصف والحرب، لكن ربما سأموت قهرا وجوعا ومرضا».
عدد اليوم
