دبي الخامسة عالمياً بين أكثر المدن جاذبية لرواد الأعمال

محمود الحضري (دبي) - احتلت دبي المرتبة الخامسة عالمياً بين أكثر المدن جاذبية لرواد الأعمال، بحسب استبيان أجرته شبكة اللاينس العالمية لمراكز الأعمال متفوقة على العديد من المدن العالمية الأخرى، من ضمنها هونج كونج ولوكسمبورج وفرانكفورت وباريس وطوكيو. ووفقاً للنتائج الاستبيان، الذي شمل 10 مدن، أشار 13% من إجمالي 721 رائد أعمال شملهم الاستبيان إلى أن دبي مدينة تتمتع بجاذبية لأصحاب الشركات الناشئة والمشروعات المتوسطة والصغيرة، فيما حلت سنغافورة في المرتبة الأولى بعد أن اختارها 19% من رواد الأعمال كأكثر المدن جاذبية، تلتها نيويورك ثانية بنسبة 16%، وثم لندن ثالثة بـ 15% فيما حلت زيوريخ في المرتبة الرابعة بـ 14%. وقال شريف كامل الرئيس الإقليمي لشبكة اللاينس العالمية لمراكز الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن التوقعات تشير إلى أن دبي ستقفز إلى المركز الثاني أو الثالث على أقل تقدير في عام 2015، في ضوء التطورات الراهنة، ودخول مراحل الاستعداد لاستضافة «اكسبو 2020». وأشار إلى أن النتائج انتهت إلى أن الفرق بين دبي وأعلى مدينة ضمن المدن العشر الأكثر جاذبية لرواد الأعمال 6%، حيث حصلت سنغافورة على 19%، فيما حصلت دبي على 13%، وقد كانت النسب متقاربة جداً بين المراتب الثانية والخامسة. وأكد المشاركون في الاستبيان أن دبي تتمتع بجاذبية لأصحاب الشركات الناشئة والمشروعات المتوسطة والصغيرة، لتتفوق على هونج كونج، التي نالت 9%، ولوكسمبورج، 6% وفرانكفورت 5%، وباريس 2%، وأخيراً طوكيو 1%. وكشف شريف كامل في مؤتمر صحفي بدبي أمس، عن أن شبكة اللاينس تخطط لدخول سوق أبوظبي «قريباً جداً»، بعد النجاح الذي حققته في دبي بعد افتتاح فرعين لها، مبيناً أن فرع أبوظبي سيكون الثالث في الإمارات، وسط وجود طلب على خدمات مراكز الأعمال بنوعية «اللاينس». ولفت إلى خطط لافتتاح فروع في مصر ولبنان، مع استقرار الأوضاع فيها، مشيراً إلى أن شبكة «اللاينس» استقطبت العام الماضي 75 شركة تدخل السوق المحلي لأول مرة، واستثمرت بنحو 350 مليون درهم، وقد مثلت الشركات الأوروبية أعلى نسبة من الشركات، التي استقطبتها الشبكة من فئة الشركات الصغيرة والمتوسطة، تلتها الشركات الأميركية، ثم الأفريقية. وشمل الاستبيان 721 من رواد الأعمال، الذين يديرون شركاتهم انطلاقاً من فروع شبكة اللاينس العالمية لمراكز الأعمال في 24 دولة حول العالم ضمن 4 قارات، هي أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا وأفريقيا، مع تنوع تخصصاتهم القطاعية، بما يشمل تقنية المعلومات بشكل رئيسي، بالإضافة إلى التجارة والخدمات، والسياحة والضيافة والاستشارات. وشكل عدم وجود ضرائب على الشركات والمبيعات والدخل الدافع الأكبر لاختيار دبي بنسبة 40%، ثم موقع الإمارة الجغرافي، الذي يشكل بوابة لدخول أسواق آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط بين عوامل الجاذبية بنسبة 34%، واختار 26% عامل البنية التحتية والخدمية المتطورة في الإمارة. وفي خطوة تهدف لقياس سمعة دبي، أشار 77% ممن اختاروا دبي كأكثر المدن جاذبية لريادة الأعمال إلى أنهم زاروا الإمارة مرة واحدة على الأقل، سواء كانت للسياحة أو للأعمال أو لرحلات الترانزيت، فيما قال 23% منهم والذين لم يزوروا الإمارة، إنهم استقوا معلوماتهم عنها من وسائل الإعلام العالمية والتقارير الاقتصادية والسياحية، بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي وشبكات المعارف الشخصية أو تلك في محيط العمل. ووفقاً للاستبيان، شكل الأوروبيون النسبة الأكبر من رواد الأعمال الذين اختاروا دبي، بنسبة 38%، فيما حل رواد الأعمال الآسيويون في المرتبة الثانية بنسبة 30%، وجاء أصحاب المشاريع المتوسطة والصغيرة من أميركا الشمالية ثالثاً 20%، وأفريقيا 12%. وقال شريف كامل الرئيس الإقليمي لشبكة اللاينس العالمية لمراكز الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريفيا، إن الاستبيان الأول من نوعه حول جاذبية المدن العالمية لرواد الأعمال جاء بهدف رصد توجهات رواد الأعمال والمقومات المحفزة لهم، وجاءت عواصم المال والأعمال التقليدية في المراتب الأربع الأولى لما توفره من فرص تمويلية في ظل وجود أسواق مالية عريقة وفاعلة، بالإضافة إلى المناخ الاستثماري المتقدم والجاذب لرواد الأعمال. وأضاف أن دبي دبي أثبتت من خلال تصدرها المرتبة الخامسة عالمياً في مؤشر جاذبية رواد الأعمال تنافسيتها الدولية مرة أخرى، حيث استطاعت التفوق على العديد من المدن البارزة اقتصادياً والمرتبطة بحركة ريادة الأعمال مثل هونج كونج ولوكسمبورج وفرانكفورت وباريس وطوكيو، مما يعكس الأشواط الطويلة التي حققتها الإمارة في فترات قياسية على طريق التنمية الاقتصادية وتطوير البيئة التشريعية والخدمية اللازمة لازدهار مختلف فئات الأعمال والمشاريع، ومن ضمنها الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة. وأوضح كامل أن الاستبيان حرص على رصد وتحليل مقومات كل مدينة بنظر المشاركين في الاستبيان وفقاً لاختياراتهم، وبرزت بيئة الأعمال الخالية من الضرائب كأبرز مقومات الإمارة، وتحتل هذه الميزة أول اهتمامات مختلف المستثمرين، ومن ضمنهم رواد الأعمال، حيث يساعد العمل التجاري دون وجود ضرائب على تسريع عملية النمو، وتعزيز الأداء بفترات أقصر نسبياً من البيئات الضريبية التقليدية، مما يحفز رواد الأعمال على التوسع أفقياً وعمودياً في مشروعاتهم ويساعدهم على تحقيق مستويات أعلى من العوائد والأرباح. ولفت إلى أن دبي استطاعت أن تبني لنفسها سمعة عالمية مرموقة عززت من جاذبيتها في مختلف القطاعات، بدءاً من السياحة والعقار مروراً بالاستثمارات المالية والخدمات وصولاً إلى ريادة الأعمال، حيث بات اسمها تجسيداً للنجاح والتميز والطموحات، التي لا تعرف حدوداً، إذ يزخر سجلها بالعديد من الإنجازات والمبادرات التي رسخت من تألقها عالمياً. وأكد الرئيس الإقليمي لشبكة «اللاينس» العالمية لمراكز الأعمال أن نموذج دبي أثبت مرة أخرى نجاحه وتميزه، إذ باتت نموذجاً يحتذى به في تجارب التنمية الاقتصادية حول العالم، خاصة فيما يتعلق بالدور الحكومي، حيث تتولى الحكومة دوراً محورياً كقاطرة استثمارية وتنموية محفزة تواصل ضخ المشاريع النوعية والاستراتيجية في مختلف القطاعات، مما يفتح الباب واسعاً أمام المزيد من الفرص الواعدة أمام المستثمرين المحليين والأجانب، ومن ضمنهم رواد الأعمال، بدءاً من مشروع «مدينة محمد بن راشد» ومبادرة «دبي عاصمة الاقتصادية الإسلامي» ومبادرة المدينة الذكية. ولفت كامل إلى أن فوز دبي باستضافة «إكسبو 2020» أعطى دفعة نوعية لمستويات الثقة في الآفاق المستقبلية لاقتصاد دبي، خاصة في ضوء ما يوفره من فرص استثمارية هائلة للشركات المحلية والدولية، ومن ضمنها الشركات المتوسطة والصغيرة، في حزمة متنوعة من القطاعات، كما يشكل بوابة حيوية أمام رواد الأعمال لإطلاق مشاريع وشركات ناشئة تعتمد على الفرص التي يوفرها هذا الحدث العالمي، وأشار إلى أن الانعكاس الاقتصادي الإيجابي لهذه الإنجاز التاريخي سيتواصل تدريجياً خلال السنوات المقبلة لغاية حلول موعد الاستضافة.