أخبار الساعة تدعو إلى تضافر الجهود الدولية لمواجهة الأزمة

طالبت نشرة ''أخبار الساعة'' أمس بضرورة تضافر الجهود الدولية والعمل على صياغة حلول تكاملية طويلة المدى تشترك فيها دول العالم ومنظماته وهيئاته المعنية كافة والشروع فيها مباشرة لمواجهة أزمة الغذاء العالمية· وقالت النشرة التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية تحت عنوان ''قمة روما وأزمة الغذاء العالمية'': يلتئم عدد كبير من قادة العالم في ''قمة الغذاء العالمية'' التي تعقد في روما اليوم وتأتي ضمن الجهود التي تنادي الأطراف المختلفة لبذلها في محاولة لكبح جماح إحدى أخطر الأزمات الغذائية التي مرت في تاريخ البشرية· وأوضحت أن قادة ما يزيد على 40 دولة ومندوبين عن 151 قطرا يسعون لإيجاد حلول لمشكلة ارتفاع أسعار المواد الغذائية لمستويات تاريخية غير مسبوقة جعلت تأمين حد أدنى من الاحتياجات الغذائية الأساسية لمئات الملايين من البشر عزيزة المنال؛ كما تسببت في نقص الكميات المتوفرة في الأسواق بما فيها أسواق دول غنية اقتصاديا لكنها فقيرة زراعيا وتعتمد على واردات الغذاء من الخارج لتأمين الطلب المحلي وهو الأمر الذي أسهم في تعميم حالة الاستنفار والشعور بالخطر· وأكدت أنه لم يعد يكفي أن تكون الدول متمتعة برخاء اقتصادي على المستوى الكلي لتصبح في مأمن من الآثار الخطيرة التي يخلفها نقص المواد الغذائية على الشعوب خاصة بعد أن شهدت الأشهر القليلة الماضية تفاقم حدة مشكلات سوء التغذية ونقص الطعام ما أطلق العنان لاضطرابات سياسية واجتماعية في كثير من الدول وجعل الاستقرار والوئام في مناطق متفرقة من العالم مهددين أو على الأقل أدى إلى تعاظم روح الشعور بفقدان ''الأمن الغذائي'' لدى كثير من المجتمعات· وحذرت من أن ما يزيد ظلام هذه الأزمة حلكة هو ما تتوقعه تقارير المنظمات الدولية المتخصصة من مستقبل مقلق على هذا الصعيد؛ إذ شهد الأسبوع الماضي صدور تقرير عن منظمتين دوليتين هما ''منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية'' ومنظمة الأغذية والزراعة ''الفاو'' التابعة للأمم المتحدة أعلنتا فيه أن أسعار المواد الغذائية ستبقى مرتفعة خلال السنوات العشر المقبلة· وأكدت أن تضافر الجهود الدولية والعمل على صياغة حلول تكاملية طويلة المدى تشترك فيها دول العالم ومنظماته وهيئاته المعنية كافة والشروع بها مباشرة ودونما إبطاء سيكون له أثر كبير في تخفيف حدة هذه المشكلة ومحاصرتها عوضا عن الاكتفاء برصد مجرياتها ومتابعة مراحل تطورها واللجوء لحلول مؤقتة تكون بمنزلة المخدر لمعضلة تحكم حلقاتها مع مرور كل يوم· ويشار هنا إلى التوسع الكبير الذي شهده إنتاج واستخدامات الوقود البديل الذي يقتنص باطراد حصصا إضافية من غذاء البشر ليضخ في آلات تعمل وعربات تسير وذلك على حساب بطون خاوية وأجساد تتضور جوعا· وقالت ''أخبار الساعة'' في ختام مقالها الافتتاحي: ''إن رئيس ''البنك الدولي'' روبرت زوليك طالب بالقيام بإجراءات محددة، فمشكلة الغذاء ليست شبيهة بمرض ''الإيدز'' تبحث عن فتح جديد في مجال البحث العلمي لمواجهتها فالناس يعرفون ما الذي ينبغي عمله''·