الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمير الرومانسية في ضيافة «أمير الشعراء»

أمير الرومانسية في ضيافة «أمير الشعراء»
25 يوليو 2009 20:57
من بيروت الدفء والمحبة على ساحل المتوسط، ومن سفوح الأرز والصنوبر الخضراء جاء الفنان فضل شاكر إلى أبوظبي حاملاً أنسام جبال لبنان الندية، وانطلق بحنجرة صافية ليصدح بأغانيه مشاركا ضمن ليالي مهرجان «أمير الشعراء» الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث. وقد استقبل هذا الفنان المحبوب جمهور كبير مساء أول أمس الجمعة على مسرح الظفرة في المجمع الثقافي، وكان في مقدمة الحضور السفير اللبناني وعدد من الدبلوماسيين. إضافة إلى محبي الطرب العذب من الكبار والعائلات. وأجمل ما يلفت النظر في هذه الليلة أن عدداً من الأطفال هزهم الطرب وانسجموا مع هذا الجو الودي الحميم فراحوا يرددون مع المطرب أغانيه التي يبدو أنهم حفظوها جيداً، ولم يقتصر فرح الأطفال على المشاركة بالغناء، بل إن طفلة لا يزيد عمرها عن سبع سنوات تقدمت وراحت تلتقط الصور للمغني شاكر. بدأ الفنان سهرته الغنائية متسائلاً بلهفة: (معقول أنساك)؟ ومن هذه الالتفاتة الفنية الجميلة في تأكيد لغة الحب والوفاء، عاد إلى جمهوره ليبادله تحية الصفاء والمحبة قائلاً: مساء الخير، تحية للجمهور الحبيب، تحية لأبوظبي الجميلة. ثم ينطلق في الغناء وهو يتوجه لحبيبه في الأيام الخوالي مرددا: (روح حبيبي) شو بدك فيي انساني/ اتركني بحالي/ أنا نسيتك/ شو يللي جابك على بالي؟. ولكن الفنان المعبر بصدق عن أحوال العشاق المخلصين يتخلى بسرعة عن فكرة القطيعة والجفاء، ويختار أغنية من ألبومه الجديد معترفاً لحبيبته بأنها ما زالت تملأ قلبه وحياته رغم قسوة الزمن: (بعدك على بالي) بتروح الأيام وبتجي الأيام/ عشان بيتفرقوا وبتنتهي الأحلام. ولم يتوقف الفنان عن نجوى الحبيب والشكوى له من لوعة الغياب في عدد من الأغاني ذات الكلمات الشجية الدافئة: (يا غايب ليه؟) ما تسأل ع أحبابك اللي يحبونك/ ما يناموا الليل لعيونك/ أنا مشتاق إليك. ثم يعود إلى أغنية (وافترقنا)، وقد أخذت مشاعر الوفاء الفنان شاكر إلى أن يذكر الجمهور بالمطربة الراحلة داليدا ويعبر مع كلماتها عن الوطن وجمال البلاد وحلاوتها بأغنية: (حلوة يا بلدي). ومن البلد وذكرياته الغالية يعود الفنان محاطاً بالتصفيق والإعجاب مطالباً إياه بأغنية: نسيت إنساك/ حواليي كل الناس وبالي معاك/ وكأن لسه عايشة عشان فاكراك. واستجابة لمحبة الجمهور الذي كان يحفظ الأغاني ويلهج بها ويلح في طلبها، انطلق الفنان يصدح مع محبيه في أغنية: (بتغيب) أيام وليالي/ وأنت ما بتغيب عن بالي. ويعود الفنان إلى الجمهور الشبابي المأخوذ بهذا الأداء الرائع ليسأله عن: (آخر الحكاية). وبعد أن عرف جمهور شاكر تفاصيل الحكاية عاد ليسأل من جديد عن الصبر مع العندليب الأسمر: (منين نجيب الصبر؟)، ومع العودة إلى الطرب الأصيل في سهرة الفنان فضل شاكر أجاد بترديد أغنية عبدالحليم حافظ (زي الهوى يا حبيبي زي الهوى) آه من الهوى يا حبيبي/ آه من الهوا. ولينتقل بجمهوره إلى الجزائر مع الفنانة الكبيرة وردة (اكدب عليك/ أنسى أكدب عليه). ثم تأتي أغنية (بلاش تفارق وتلوم) تغيب سنة وتشوف كم سنة من عمرنا/ بلاش تفارق. وقد أبدع الفنان في هذا الحفل الفني الرائع الذي غص بجمهوره مسرح الظفرة بأكثر من عشرين أغنية كان ختامها مسك وهو الحرية المطلوبة لكل الناس وحتى من الحبيب وأغنية (شو بدك فيي اتركني) أنا كنت نسيت/ شو اللي جابك على بالي؟. بحلف باللي خلقني وخلقك يا فلسطيني في لقاء سريع مع فاضل شاكر قال لـ»الاتحاد»: إن أهم الصفات التي يمتاز بها الشخص هي مخافة الله، وكذلك التواضع فهو نعمة من الله ومن أجمل السمات التي يتمتع به صاحبه. وأما عن الأطفال والسر الذي يجعلهم يحفظون أغانيه ويرددونها بهذا الشكل العفوي قال: الأطفال عندي لهم حب رباني، بموت على الأطفال، وأنا حنون كتير مع أولادي. موضحاً أنه مع الزواج المبكر إن كانت الظروف ملائمة للطرفين وهو أفضل من أن (يخربط) الواحد ويتعرض للوقوع في مشاكل. وأما عن مشاريعه الجديدة قال: عملت أغنيتين للقدس، بالإضافة إلى أغنية الأقصى. ولم يكتف بالحديث بل راح يردد بعض المقاطع من هذه الأغاني: بحلف باللي خلقني وخلقك يا فلسطيني/ بحلف باللي رزقني ورزقك/ واللي خلق آدم من طينه/ وأمر نوح بنيله سفينة/ أرضك أرضي/ وعرضك عرضي يا فلسطيني. ومن حماس الجمهور لسماع أغاني الفنان شاكر انتقلنا لنستمع إلى رأي الشباب: محمد، هند، وآية، تسنيم، الذين أجمعوا على أن هذا الحفل رائع، وهم يشكرون هيئة أبوظبي على حسن اختيارها لهذه الأسماء المحبوبة من المطربين، وخاصة أن فضل شاكر يمتاز بمكانة عالية في عالم الطرب، وهو من أهم وأرق نجوم الغناء، إنه صاحب صوت عذب كما أنه متواضع ويحمل صفات نبيلة. ومما يلفت النظر فعلاً أن نجد مطرباً عنده مثل هذا الجمهور الكبير والمتميز، وقد دخل شاكر إلى المسرح بلباسه البسيط والأنيق دون ربطة عنق، وهو يلبس بدلة لا تخطف الأبصار بلمعانها كما هو مألوف عند كثيرين، ولكن ظهوره كان بعيداً عن المبالغة والتكلف والاستعراض، وهذا ما جعل جمهوره يلتف حوله ويحفظ ويردد كل أغانيه، حتى الأطفال كانوا يغنون معه ويأخذون له الصور.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©