الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزوج العنيف

13 مارس 2011 20:47
المشكلة : عزيزي الدكتور : تزوجت وأنا صغيرة وعمري خمسة عشر عاماً، وبكل صراحة تربيت على عدم تحمل المسؤولية وزوجي يكبرني بعشر سنوات وهو الابن الكبير لعائلته. لا أنكر أنني أحبه وهو كريم ويعطيني الثقة لأبعد الحدود وهو حنون مع أولاده، أما بالنسبة لمشاعره، فهو يعتبر كلام الحب استنقاصاً من رجولته، وعصبي جداً، وقد سبق أن طلقني مرتين، وفي فترة الخطبة كان رومنسياً للغاية، وكنت أشعر بأنه يحبني فعلاً، لكن إذا تخاصمنا كان يضربني بعنف حتى أنه في إحدى المرات شق جزءاً من جبهتي. وفي إحدى المرات خاصمني أمام أخته وزوجته الثانية بسبب عدم استئذانه، وعندما أشكو لأهلي لا يعبأون كثيراً بمشاكلي لأن أمي مريضة ولا أريد أن أشغلها بمشاكلي، وعندما كنت غاضبة عند أهلي كان يهملني ولا يرسل أية مصاريف لطفله. ولا أستطيع أن أنسى أنه قد تزوج بأخرى، ويمكن أنني التي عودته لأن يمد يده ويستعمل العنف معي، فكيف أنسى جرحه لي بزواجه حيث أشعر أحياناً بأنني أكرهه ولا أستوعب أنه تزوج وأحياناً أخرى أقول لنفسي إنه نصيب وأصبر حالي. أرجو النصيحة. أم عبد الله النصيحة: سيدتي جميل أن يحتوي قلبك على كلّ هذه المشاعر الصادقة لزوجك وكل هذا الحب والوفاء لهذه العشرة، وقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم أنّ المودّة والرحمة من ضروريات الحياة الزوجية التي لا تستقرّ إلاّ بها يقول سبحانه (هو الذي خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة). لقد أثنيت على زوجك بعدله وبأنّه حنون مع أولادك وبأنه يظهر لك الحب وهذه كلها مؤشرات طيبة في حياتكما والتي تساعدك بإذن الله على حل هذه المشكلة. أرى أنّ المشكلة تتلخّص في أمرين: الأول: استخدامه لأسلوب العنف معك والضرب وعدم احترامك. الثاني: زواجه عليك. نأتي للموضوع الأوّل والذي يمثّل أساس المشكلة وهو ضربه لك وعدم احترامه. إذا كنت تمارسين شيئاً من العناد فتجنّبي هذه التصرفات التي تثير غضبه ولا أظنّك تفعلين، فمن الواضح أنّك أكبر من هذا وأعقل. أمّا إن كان غضبه وضربه على أسباب تافهة كالمثال الذي أوردته في استشارتك فهذا ما يجب أن تضعي له حداً. أقترح أن تجدي يوماً مناسباً يكون فيه مزاجه هادئاً فتتجملي له وتحضري الوجبة التي يحبها وفي جوّ من الهدوء والمحبة اذكري له محبّتك له وأنّه هو الأغلى عندك، وأنّك تتمنين أن تستمرّ حياتكما بسعادة دون معكرات ثمّ عليك أن تتناقشي معه حول قضية الضرب وأنّه ليس من الإسلام أن يضرب بتلك الصورة ولهذه الأسباب، وأنّك قرّرت أن تضعي حدّا لهذا فإمّا أن يعدك بأن لا يعود لهذا الفعل أو أنّك ستسحبين نفسك من حياته لأنّك لا تحتملين هذه الإهانات وأنّك صبرت عليها بما يكفي. وذكريه بأنّ الضرب لا يؤثّر فقط على حياتك معه بل على الأطفال أيضاً إن كان يضربك أمامهم فهذا قد يولّد فيهم كرها له أو خوفاً مرضياً منه، وقد يؤثّر في شخصياتهم في الكبر وقد لا تكون نفسياتهم سوية كالأطفال الذين يعيشون في بيت ينعم بالسلام والاحترام. وهُناك فكرة أخرى وهي أن تشتري له هدية يحبّها وتكتبي له رسالة معها بأسلوبك الرائع والمحب هذه النقاط، وتقولي: أتمنّى أن لا أجد يدك بقربي بعد اليوم إلاّ يداً حانية. إن فعلت هذه الخطوة ووجدت أنّه ما زال مستمرّاً في العنف معك والضرب يجب أن تجدي رجلاً من أهلك يقف في وجهه، تكلمي مع أحد إخوانك وذكريه بحقّ الأخوّة وبأنّ هذا الرجل تمادى، لأنّه لم يجد من يوقفه عند حدّه وأخبريه بحال زوجته الثانية كيف احترمها ولم يرفع يده عليها بعد موقف واحد قويّ من أهلها. لا تترددي في هذا ولا تجعلي خذلانهم لك في المواقف الأولى سبب امتناعك عنهم فلكلّ ظرفه والأخ المحبّ لا يمكن أن يقبل بإهانة أخته. أمّا إن كان مستمرّاً بعد هذا أيضاً ولم تعودي تحتملين ضربه العنيف لك فيمكنك الاستعانة بأقرب مركز للتنمية الأسرية أو الإصلاح الأسري ليتدخلوا في هذا الأمر ويوقفوه عن هذه التصرّفات. أمّا بالنسبة للموضوع الثاني في الاستشارة وهو زواجه عليك فأنا لا أعتبرها مشكلة تعانين منها ما دام يعدل بينكما، ولم تجدي منها أي تدخل في حياتك أو أذيّة. ولا أرى أن تعتبري زواجه ظلماً لك أو خيانة أو جرحاً لك لأنّ هذا حقّ من حقوقه وقد يتزوّج عليك لسبب أو من دون سبب وتبقى محبّتك في قلبه كما هي أو تزيد. قد يكون في الزواج الثاني مصلحة للأولى إذ تظهر له حسنات وإيجابيات كان يغفل عنها في السابق بعدما يقارنها بالثانية. مضت الآن فترة على زواجه، فلا تكترثي وعيشي يومك لنفسك ولأطفالك ولحياتك واجعلي زادك في هذا طاعة الله وتقواه، فهما المخرج لكل شيء وتذكري أنّك في هذه الدنيا تسيرين إلى الله فلا تنشغلي كثيراً بهموم الدنيا وألقيها وراء ظهرك تعيشي سعيدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©