الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحجامة في قطر ممنوعة رسمياً لعدم ثبوت فعاليتها علمياً

الحجامة في قطر ممنوعة رسمياً لعدم ثبوت فعاليتها علمياً
25 يوليو 2009 21:10
كثرت في الآونة الأخيرة الانتقادات التي صبت على العلاج بالحجامة والطب الشعبي نظرا لمضارها وتداعياتها على من يقوم بها، من جروح وقروح ونقل للأمراض التي تحدث نتيجة تجريح الأشخاص واستخدام نفس الأدوات. ويشير الأطباء في قطر إلى أن «الحجامة هي سنة في ذلك الوقت الذي لم يكن فيه أطباء ولم يكن الجهاز الطبي والعلم متطورا بهذا الشكل الذي يوجد بدائل عن استخدام الحجامة؛ حتى وإن كانت شرعية وسنة وليس فيها أخطاء». علاج نفسي إن التداوي بالحجامة -بحسب الأطباء- غير علمي، وليس لها نتائج ملموسة طبيا وإنما هي علاج نفسي ترفع من معنويات المريض أو المستطبب بها وتريحه لا أكثر، ومن ثم يشعر بأنه شفي وتعافى مما هو فيه أو زال عنه التعب.. يقول الدكتور أحمد العراقي: «لم تثبت الحجامة نتائجها علميا ولكن هي علاج أقرب للعلاج النفسي أو لرفع المعنويات وربما يكون مثله كمثل المساج يريح الإنسان من التعب ويهدئ النفس والجسد، لا غير ذلك». وأضاف: «لم نجد في الطب أي مؤشرات على أنه لو تم جرح جسم الإنسان واستخراج كميات من الدم، سيشفى من مرضه، ويكون هناك علاج للأمراض غير الممكن علاجها بالطب الحديث». وأفاد بأن الطب الحديث تغلب على هذه المسائل لأن الحجامة كانت تستخدم في وقت لم يكن فيه طب ولا أجهزة متطورة، والناس لم يجدوا بدائل عنها، لكن في الوقت الحالي لا حاجة لها بتاتا. ازدياد عدد الضحايا مع المدنية والتطور الذي شهده عصرنا في كافة أوجه الحياة أخذت علوم الطب الحديث تأخذ مكانها في حياة الأمم والشعوب المختلفة وبدأ العلاج بالحجامة يتلاشى شيئا فشيئا من الوعي والذاكرة أمام ثقافة الطب الحديث.. إلا أن الصينيين والمجتمعات الخليجية في المنطقة العربية ظلوا محافظين ومتمسكين بهذا الموروث الثقافي في العلاج وهو الحجامة حتى الجيل الحالي، وإن كان ذلك بنسبة أقل مما كان لدى الأجيال السابقة. ولوحظ في منطقتنا العربية استغلال بعض ضعاف النفوس تمسك المجتمع الخليجي بهذه الثقافة العلاجية، فتسابقوا يعلنون عن تقديم خدماتهم الوهمية في علاج الأمراض بالحجامة في الصحف المحلية، في الوقت الذي توجد فيه مؤسسات في الدولة ترعى كل كبيرة وصغيرة من الأمور التي تنظم حياة المجتمع وفق نظم الدولة العصرية. إلا أنه بالرغم من ذلك وجدنا الساحة في مجتمعنا مستباحة لهؤلاء الدخلاء على مهنة العلاج بالحجامة، فخدعوا المرضى الباحثين عن الشفاء وأحدثوا فيهم الضرر والأذى بصحتهم، وازدادت إصابة العديد من ضحايا (الحجامة) على يد الدخلاء بتشوهات ونزيف دماء وعجز جنسي، جراء عبث هؤلاء بصحة ضحاياهم. إذ كُشف أنهم غير مرخص لهم وغير متخصصين في مزاولة العلاج بالحجامة، فضلا عن أنهم يمارسونها في شقق غير مهيأة لذلك مما يتسبب في تهديد صحة المجتمع بالخطر. ترخيص المزاولة كانت بعض أقسام طبية في «مؤسسة حمد الطبية» قد شرعت في إجراء بحث علاجي موسع عن كاسات الهواء (الحجامة) لعلاج الآلام المزمنة والذي يجري بإشراف لجنة البحوث الطبية إلى وضع تأهيل علمي وطبي لممارسة الحجامة كنوع من أنواع ممارسات الطب البديل المنتشر في المجتمعات الإسلامية، كما يهدف البحث إلى اكتشاف أية آثار علاجية من ممارسة الحجامة في تخفيف الآلام أو غيرها من الأعراض المرضية. فذكر الدكتور محمد رسلان تقريرا حول تقييم العلاج بكاسات الهواء (الحجامة) في حالات آلام الظهر المزمنة، وتقييم العلاج بالحجامة في حالات الصداع المزمن. وأشار د.رسلان إلى أن «البحث سوف يقتصر على المرضى أصحاب الآلام المزمنة بالظهر والرأس ممن يرغبون في علاج أنفسهم بالحجامة علما أن هذا النوع من الممارسة غير معمول به في عيادات حمد الطبية ولكن المؤسسة أجازت للباحث». ونظرا للحاجة الماسة لتنظيم المنشآت الصحية والعلاجية بالقطاع الصحي بالدولة، وعليه حددت اختصاصات إدارة التراخيص الطبية في عدة مهام، فقد أكدت إدارة التراخيص الطبية لم تصدر أي تراخيص لمزاولة مهنة الحجامة في قطر، وإنما قامت بإصدار ترخيص منشأة لعيادة واحدة فقط، بعد إتمامها لشروط ومواصفات العيادة من الناحيتين الصحية والإدارية، وإن الإدارة لا تسمح بعمل إجراءات طبية إلا في أماكن مرخص لها. أما بالنسبة لترخيص الحجامين فإن ممارسة الحجامة تخضع للدراسة حاليا، هذا أمر يتطلب بعض الوقت قبل الشروع في إصدار تشريع خاص بمزاولتها». رأي رجال الدين يقول الشيخ عقل فاروق عن الحجامة: «إن العلاج بهذه الطريقة عرفه الناس في المجتمع الإسلامي التزاما بهدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعرفه الناس في الحضارات المختلفة قبل الإسلام كعلاج حقيقي فقد عرفه كما قال الآشوريون في بلاد الرافدين والفراعنة في وادي النيل واليونان كما عرفه الصينيون والهنود في الماضي وما زالوا يمارسونه في الحاضر، كما أنه كان معروفا لدى الفرس». ويضيف الشيخ فاروق: «إن الحجامة تدرس كمساق من متطلبات الدراسة في كليات الطب في جامعة الأزهر بمصر وفي بعض جامعات ألمانيا والولايات المتحدة والصين واليابان، وأن (الحجامة) وأشكال الطب البديل وعددها مائة وسبع وثلاثون نوعا مثل: التداوي بالأعشاب والمواد الطبيعية والمساج والمعالجة الحكمية والعلاج بالعلق والعلاج بالأوزون والحقن (بزهرة باخ) ستشكل مستقبلا مهما للحياة الطبية، خاصة أن هذه العلاجات جميعها لم يثبت مع تعاطيها أية أثار جانبية خاصة إذا تمت ممارستها من قبل مختصين حقيقيين لا مدعين». وعما إذا كانت الحجامة تشكل أية مخاطر على المتعالجين بها وخاصة فيما يتعلق بملوثات الدم قال: «عندما يتم الالتزام بالشروط الصحية كنظافة المكان الذي تمارس فيه هذه المهنة وعدم السماح بانتشار الفيروسات والملوثات في الهواء وارتداء القفازات الطبية وكذلك استخدام الأدوات لمرة واحدة فقط، فإن ذلك يؤدي إلى حماية المريض من أية مخاطر قد تتهدده ومن ذلك فيروسات نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) والفيروسات المسببة لالتهاب الكبد الوبائي».
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©