الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رحلة «الألف مليون» تبدأ بمشروع

رحلة «الألف مليون» تبدأ بمشروع
25 يوليو 2009 21:15
من منا لا يحب المال؟ مَنْ من الناس لا يحلم بأن يكون من أصحاب الملايين؟ وكم من البشر يختصرون آمالهم وطموحاتهم ومقصدهم في الحياة أن يكونوا بين زمرة رجال المال والأعمال؟ صحيح.. أن الأمور نسبية، وهناك تفاوت بين أحلام الناس وترتيب أولويات طموحاتهم، دون أن ننسى أن هناك فئة منهم لا تقصد ولا تتمنى في معيشتها غير «الصحة.. والستر». عالم اليوم يوصم بالمادية. و»المال» وإن كان ضرورة، بل أهم الضرورات، يُتهم بإفساد العالم، وأنه يقف متهماً دائماً خلف صراعات البشر وإفساد كل شيء جميل في هذه الحياة، لكن.. لعالم المال والأعمال رجاله.. وشباب اليوم يتعجل ولوج هذا العالم، ويحلمون باقتحامه «بسرعة» من أوسع الأبواب. فهل يجد الشباب ضالتهم، وآمالهم وطموحاتهم ومستقبلهم عبر مشاريع اقتصادية واستثمارية خاصة وإن بدأوا صغاراً؟ هل يفكر كثير منهم في امتلاك مشروعاً بسيطاً يمثل أول أعتاب أحلامهم العريضة؟ أم أن هناك من يختصر أحلامه في عمل بسيط، أو وظيفة ما تؤمن له ضرورات الحياة واحتياجاتها؟ ... كل هذه التساؤلات، حاولنا الإجابة عنها في تساؤل «الاتحاد»: «هل فكرت يوماً أن تمتلك مشروعاً استثمارياً؟». يقول سعيد سالم المنصوري: «ما من شك أن كل الشباب يحلمون بأن يكون لديهم مشروع استثماري خاص، لكن نقص الإمكانات تحول دون تحقيق ذلك، لذا فإن كثيراً منهم وجد ضالته في «صندوق خليفة» الذي ساهم مساهمة ملموسة في دعم وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة لصغار المستثمرين ولا سيما الشباب، وقد مكنهم من إيجاد فرص عمل حقيقية ولبى طموحاتهم في مجال المال والأعمال، وهناك أصدقاء كثيرون استفادوا من دعم الصندوق الذي أسهم أيضاً في تدريبهم وتأهيلهم، وأصبحوا قادرين على إدارة مشاريعهم بأنفسهم، ونجحوا في مجال المنافسة من خلال الاعتماد مثلاً على الصناعات اليدوية والحرفية والتراثية التي تحظى بإقبال كبير ولا سيما من قبل المقيمين بالدولة». ويضيف محمد حسن الحوسني: «لقد فكرت في ذلك بالتأكيد، وأنتظر الوقت المناسب، وطموحات الشباب وصغار المستثمرين تبدأ من تشجيع الصناعات المحلية البسيطة التي دعمها كثيراً «صندوق خليفة»، وهناك أصدقاء استفادوا منه في مشاريع حرفية تقليدية، أو مهن معينة تحتاجها المنطقة التي يعيشون فيها، وهناك صديق على سبيل المثال بدأ حياته بافتتاح «محل للحلاقة» في أبوظبي، وحظي بدعم الصندوق وحقق منه عائداً مادياً جيداً، فمن الأهمية أن يطلع الشباب على احتياجات السوق، والجدوى الاقتصادية من أي مشروع، وعدم الخوف أو التردد، وأن يولي أي عمل الاهتمام الكافي من الرعاية والدراسة، فالمشروعات الصغيرة مهما كانت لها دورها في التنمية، وفي المجتمع وتقدم خدمات مطلوبة، وكل رجل أعمال بدأ صغيراً وكبرت معه أحلامه وطموحاته، وأنا من جانبي أشجع الشباب على هذا النشاط، وأن يبدأ كل شاب بنفسه، وهذا له مردود إيجابي كبير على تنمية الموارد وتنمية المجتمع في النهاية». سيدات الأعمال أما شمة المحيربي التي قررت أن تدخل عالم المال والأعمال من خلال تجارة وتسويق التمور، وتقول:» المرأة الإماراتية لا تقل كفاءة عن الرجل، وهناك سيدات نجحن إلى حد كبير، فبالرغم من كوني أعمل مدرسة، إلا أنني قررت أن أخوض التجربة بتجارة التمور. فالمنطقة الغربية غنية بإنتاجها التمور لوجود مزارع شاسعة من النخيل بها، ورغم أنني لا أمتلك مزارع نخيل، لكنني أعتمد على مزارع أهلي التي تحتوي أكثر من 700 نخلة وتنتج أجود أنواع التمور، ومن ثم اكتسبت الخبرة اللازمة في تسويق التمور في المعارض، أو في الأسواق من خلال منافذ عديدة، والحمد لله أحقق عائداً مادياً جيداً». وتضيف المحيربي: «أشجع ربات البيوت، والشباب، وصغار المستثمرين نحو الإقبال على الأنشطة التي تعتمد على موارد محلية، أو تراثية، لأن هذا له مردود جيد من حيث تحسين الدخل، وتشجيع الصناعات والمنتجات المحلية مثل العطور، والصابون، والدخون، والقهوة، ومشغولات النخيل، والمفارش وغير ذلك من الصناعات اليدوية التقليدية». وتكمل أم أحمد المنصوري «ربة منزل»: «من لا يود أن يمتلك مصدراً خاصاً للدخل، لقد فكرت كثيراً، ولم أود الاعتماد على القروض حتى لا تثقل كاهل أسرتي، وفتحت البيت العربي للقهوة في أبوظبي ونجح نجاحاً كبيراً والحمد لله، كذلك دخلت مجال تسويق التمور من منتج مزارع الأسرة من خلال المراكز التابعة للبلدية أو الأسواق المحلية، فلا توجد أسرة تستغني عن التمور في موائدها، كذلك أنوي إنشاء مطعم للأكلات الشعبية بالاشتراك مع مشروع «مبدعة» وهذا المشروع يمكن أن يمد الأسر والاحتفالات والمناسبات بأكلات شعبية إماراتية وحلويات تقليدية مثل القيمات، والخبيص، والعصيد، والثريد والبثيثة، والأكلات العربية الأخرى الشهيرة مثل الأكلات المصرية، كالكشري، والملوخية، والمحاشي، والأكلات الشامية واللبنانية والخليجية المتعددة، فقد درست السوق جيداً ولمست حاجة المستهلك إلى مثل هذه النوعية من المطاعم التي تقدم هذه الأصناف». وتضيف المنصوري: «المرأة لا تقل كفاءة في إدارة المشروعات الاقتصادية عن الرجل، وهناك سيدات إماراتيات نجحن في ذلك، وحققن نتائج ملموسة وإن كنت على مشارف العقد السابع إلا أنني لا أتوقف عن التفكير في الاستثمار والربح ما دام بالطرق الحلال والمشروعة، وأدعو وأشجع الشباب من الجنسين في خوض غمار عالم المال والأعمال، فالحياة في هذه الأيام تحتاج إلى المزيد من العمل والجهد، وتحسين مستوى المعيشة يتطلب مضاعفة الجهد، وعدم الارتكان لما هو متاح، فالرزق يأتي لمن يسعى إليه». الوظيفة لا تكفي من جانب آخر يرى محمد سعيد المزروعي «موظف بديوان ممثل الحاكم بالمنطقة الغربية»: «أن الوقت لم يعد مناسباً للاعتماد على مرتب الوظيفة، ومن ينقصه إمكانات التمويل، فصندوق خليفة يسهم في دعم وتطوير المشروعات التنموية التي تنعكس آثارها الإيجابية على تنمية المنطقة الغربية وعلى المجتمع الإماراتي بشكل عام. إن المواطن البسيط، ومحدودي الدخل، وربات البيوت سيجدون أمامهم فرصاً عديدة للعمل والإنتاج، وهناك كثيرون ممن أعرفهم قد استفادوا من الصندوق وعرفوا طريق الاستثمار والمال والأعمال بشكل جيد، وبدأوا صغاراً وهم الآن في أوضاع مالية واجتماعية واقتصادية جيدة، وأشجع كل الشباب الإماراتي على عدم التردد في استثمار الوقت والجهد والمال في مثل هذه الأعمال أو هذا النشاط». كما يؤكد عبدالله هادف سالم «سكرتير رئيس نيابة»: «أن التنمية الاجتماعية والاقتصادية يجب أن لا توكل إلى الحكومة فقط، وإنما هناك دور شعبي ومشاركة تتمثل في إسهام المواطنين في هذه التنمية من خلال نشاطهم اليومي، وتنمية مواردهم بما يعود في النهاية بالخير والفائدة الإيجابية على الدخل اليومي للفرد، ومن ثم يؤدي ذلك إلى رفع مستوى المعيشة، وإسهام الشباب في التنمية قد يبدأ بخطوة مهما كانت بسيطة ولعل دعم «صندوق خليفة» لمشروعات الشباب أو لكبار السن والمتقاعدين أو لربات البيوت سيساعد كما ساعد كثيرين في تحقيق الأهداف الاجتماعية والاقتصادية المرجوة». الرزق في التجارة يضيف أيضاً مبارك محمد المنصوري «موظف بهيئة البيئة»: « يجب على الشباب أو الموظفين عدم الاعتماد فقط على رواتب الحكومة، فإن ثلاثة أرباع الرزق في التجارة وهناك موارد ومصادر محلية غنية يمكن الاستفادة منها، ولا سيما في مجال البيئة والتراث، والمواد الخام والأولية المتاحة والاستفادة من دعم «صندوق خليفة» في البداية وفي دراسات التسويق والعرض والإدارة». كذلك يؤيده العمر سالم المنهالي «موظف» مشروعات الشباب وتشجيع الشباب على بداية العمل والاعتماد على دعم صندوق خليفة والإقبال على المشاريع التي تعتمد على الموارد المحلية، والاستفادة من خبرات الكبار في عالم المال والأعمال، وعليهم أن يتيقنوا الحقيقة التي تقول: «رحلة الألف ميل.. تبدأ بخطوة» ولعل هذه الخطوة «مشروع» صغير يمثل لهم نقطة تحول في حياتهم، ويسهم إسهاماً كبيراً في تنمية الدخل والعائد الاقتصادي للفرد وللأسرة وللمجتمع».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©