الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«آي كونترول» تحضر لإطلاق «سوفتوير»ذكي لبرمجة وظائف الأجهزة المنزلية

«آي كونترول» تحضر لإطلاق «سوفتوير»ذكي لبرمجة وظائف الأجهزة المنزلية
25 يوليو 2009 21:17
بعد مرور أكثر من 30 عاماً على ابتداع فكرة البيوت الذكية من دون تحقيق نجاح يذكر، تلوح الآن في الأفق بوادر قوية توحي بأن بيوت المستقبل أصبحت قريبة المنال، وستكون مبرمجة بأكملها. ويؤكد خبير ثورة المعلومات «بن وورثين» في مقال نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» في عدد الخميس الماضي، أن على العائلات الأميركية أن تنتظر قريباً جداً ظهور الأدوات الذكية التي ستجعل بيوتها في مستوى ذكاء البيوت التي نشاهدها في أفلام الكرتون. مشاريع قيد التنفيذ وهذه المرة، لن يكون الحديث عن البيت الذكي مجرّد كلام للاستهلاك الصحفي، لأن ائتلافاً يضم مجموعة من أكبر الشركات الأميركية المتخصصة بابتداع الحلول الذكية، يراهن الآن على أن التقنيات الرقمية المخصصة لحقن جدران البيوت الحديثة بجرعات قوية من الذكاء توشك على الظهور في الأسواق. وتكمن أحدث التطورات التي استجدت في هذا المجال في توقيع اتفاقية بين أربع شركات لتأسيس شركة تضامن جديدة متخصصة بابتداع حلول البيت الذكي أطلق عليها اسم «آي كونترول نتووركس» iControl Networks ، والشركات المعنية بهذه الاتفاقية هي : سيسكو سيستمز، وكومكاست، وجنرال إلكتريك، وإيه دي تي كوربوريشن. وقضت بنودها باستثمار 23 مليون دولار لتطوير برنامج تطبيقي حاسوبي أطلق عليه اسم «آي كونترول» يمكن استخدامه في التحكم بكافة التجهيزات المنزلية عن طريق شبكة الإنترنت. وليست هذه هي المبادرة الوحيدة في هذا الإطار، بل إن العشرات من الشركات الأخرى المتخصصة بالحلول الرقمية للبيوت الذكية تقوم بالدراسات اللازمة لابتداع أنظمة جديدة ينتظر منها أن تحصد أرباحاً ضخمة من الأسواق. وتشير بحوث حديثة أنجزتها شركة «باركس أسوشييتس» الاستشارية، إلى أن سوق تقنيات البيوت الذكية في الولايات المتحدة وحدها سوف تفوق 5 مليارات دولار بحلول عام 2011. وعند استطلاع الرؤى المستقبلية للخبراء حول مستوى الذكاء الذي ستكون عليه بيوت المستقبل، اتفقت الآراء على أن وظائف البيت الذكي سوف تشهد تطوراً يحاكي التطور الذي طرأ على المكاتب التجارية خلال السنوات العشر الماضية. وسوف يؤدي هذا التطور إلى ابتداع عشرات الأجهزة والخدمات المنزلية الإلكترونية الجديدة التي لا نعرف عنها الآن أي شيء، والتي ينتظر أن تلقى رواجاً عظيماً من قبل عامة الناس. ويقول جون دوير خبير الاستثمار في صناعة تقنيات البيوت الذكية: «لم تعد الفرص المتاحة لآلاف المستثمرين لتحقيق الأرباح من ابتداع وتطوير أنظمة البيوت الذكية سرّاً خافياً على أحد. وأصبح في حكم المؤكد أن المستهلكين يرغبون في دفع الكثير من الأموال لاقتناء هذه الأنظمة والتمتع بفضائلها ومزاياها». الظروف المشجعة وبالعودة قليلاً إلى الوراء يمكن للمرء أن يتساءل: لماذا فشلت كل التوقعات السابقة التي طرحت في سنوات التسعينات حول التطور السريع للبيوت الذكية، والتي تنبأت بحلول عصر البيت تام الذكاء قبل نهاية القرن العشرين؟ يكمن الجواب في أن تكنولوجيا الإنترنت، وخاصة ما يتعلق منها بتقنيات العِرض المتواضع لحزمة البثّ bandwedth ، وعدم إمكان تناقل محتوياتها بطريقة لاسلكية، كانت من أهم العوامل المحبطة التي تقف عائقاً أمام تحقيق الشروط التقنية للبيوت الذكية. وأما اليوم، فلقد تحققت هذه الشروط على النحو المطلوب وبما يكفل تحويل البيوت إلى ما يشبه أجهزة الموبايل من حيث تعدد وظائفها وكثرة ما يمكن أن تقدمه لنا من خدمات. ويعود ذلك للتطور الكبير الذي طرأ على تقنيات الإنترنت اللاسلكية وخاصة من حيث اتساع عرض حزمة البث. والآن، أصبحت الكثير من تطبيقات وأجهزة البيوت الذكية مشاعاً عند الناس الذين يمتلكون البراعات الشخصية ذات المستوى العالي في التعامل مع التقنيات الرقمية الحديثة. ولابد من الإشارة هنا إلى أن مجرّد امتلاك صاحب البيت لبعض المهارات في تقنيات البرمجة الحاسوبية، يكفي لابتداع العشرات من أنواع الخدمات المنزلية الذكية. وتعمل الشركات المتخصصة الآن بجدّ على توفير هذا العبء عن المستهلك لأنها هي التي ستتكفل بطرح الأجهزة والحلول الرقمية الجديدة الكافية لإدارة البيوت الذكية مقابل أرباح ضخمة ستجنيها من هذا الإنجاز المهم. وأصبحت الموجة الأولى من أجهزة وتقنيات البيوت الذكية قيد الاستخدام الفعلي في الكثير من دول العالم المتقدمة. وهناك الكثير من الناس الذين يمتلكون الآن شبكات رقمية منزلية لتحميل الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية عن طريق مواقع متخصصة على الإنترنت وعرضها على الجدران باستخدام أجهزة الإسقاط الضوئي الرقمية الحديثة. ويستفيد آخرون من تقنيات تحميل الأغاني والقطع الموسيقية والاستماع إليها بواسطة نظام ستيريو منزلي يوزّع الأصوات في كافة غرف وزوايا البيت عن طريق الكمبيوتر المتصل بشبكة الإنترنت. واليوم، أصبحت شركات أميركية شهيرة ومتخصصة بابتداع الحلول الذكية مثل هيوليت- باكارد ومايكروسوفت وآبل، تبيع أنظمة ذكية يمكنها أن تختزن محتويات الوسائط الإعلامية المتعددة عن طريق الإنترنت لتقوم بعرضها في البيت عند الطلب. ويؤكد كين ويرت نائب الرئيس التنفيذي لشركة سيسكو سيستمز بأن هذه التحولات الهائلة في وظائف البيت الذكي تتيح الآن فرصاً ذهبية لا يجوز تفويتها بالنسبة للشركات المتخصصة بابتداع الحلول التقنية للبيوت الذكية. ومن المقدّر أن تحقق هذه الشركات منها أرباحاً تقدّر ببضعة مليارات الدولارات سنوياً. الخطوة المقبلة ويركّز خبراء البرمجة الآن على تطوير الأنظمة الرقمية المتخصصة بالتحكم بالأجهزة المنزلية كافة بما فيها أجهزة الإنذار من السرقة والحرائق والغسالات والثلاجات والأفران وأجهزة الاتصال وبث الصوت والصورة وغيرها. وسبق لشركة مايكروسوفت أن بنت بالفعل نموذجاً تصوّرياً اختبارياً لأحد بيوت المستقبل في مدينة ريدموند بولاية واشنطن، وهي مسقط رأس مؤسسها وصاحبها الشهير بيل جيتس. واشتمل هذا البيت الذكي على شاشات سينمائية جدارية توزعت في كافة أرجاء البيت. وكانت الشاشة المثبتة في المطبخ متخصصة بعرض أحدث طرق إعداد وصفات الطعام واقتراح وصفات جديدة حتى تبقى ربّة البيت على اطلاع دائم على أحدث الابتكارات في عالم الطبخ. ولعل المثير في هذا النظام أن الكمبيوتر هو الذي يربط بين المحتوى الذي يبثّ على شاشة المطبخ، والمواد المتوفرة في الثلاجة أو في مخزن المؤن، وبحيث لا يقترح مثلاً أكلة «سوشي» لو كانت الثلاجة خالية تماماً من الأسماك الطازجة. ونجحت شركة «بانج أند أولفسن» مؤخراً في ابتكار تلفزيون عملاق للبيت الذكي بشاشة بلازما بقياس 103 بوصات قابلة للتحريك بواسطة محرك عملاق في كافة الاتجاهات، وقيل إنها مخصصة للبيوت الذكية. ودشنت الشركة الدنماركية شاشة العرض الجديدة «بيوفيجن 4» في أسواق العالم وفي دولة الإمارات، وهي مجهزة بطاولة بمحرك يرفع ويدير ويميل الشاشة لتصبح أول شاشة عرض تلفزيوني بقياس 103 بوصات متحركة. وعندما يكون جهاز التلفزيون مغلقاً تكون الشاشة بارزة بضع سنتيمترات فقط عن الأرض أي أنها مندمجة مع الديكور العام للمنزل وذلك للتقليل من ظهورها بالغرفة، وعند البدء بتشغيل الجهاز سترتفع الشاشة بنفسها بشكل أنيق حتى تأخذ الوضعية المناسبة أمام المشاهد. ولطالما كانت تكاليف بناء البيت الذكي تمثل عقبة كأداء أمام انتشار أجهزته وبرامجه التطبيقية في الأسواق وفقاً لما يقوله جوناثان كلوتس عضو الهيئة التنفيذية في شركة مايكروسوفت. إلا أن هذه الحقيقة آخذة الآن في التغيّر السريع. وأصبح مجسّ الحرارة الرقمي المتخصص بالتنبيه من حدوث الحرائق يباع الآن بمبلغ 100 دولار. وهناك الكثير من الأجهزة الأخرى التي هبط سعرها مؤخراً إلى ما دون الأربعين دولاراً للجهاز الواحد وبما يعني أن اليوم الذي سيصبح فيه بناء البيت الذكي أرخص من بناء «البيت الغبي»، بات وشيكاً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©