الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شوجار... طوق نجاة لحزب «العمال»؟!

شوجار... طوق نجاة لحزب «العمال»؟!
25 يوليو 2009 21:17
في الأسبوع الماضي، اتخذ رئيس الوزراء البريطاني قراراً بتعيين الملياردير ألان شوجار عضواً بمجلس العموم البريطاني، ذلك الجهاز الحكومي الذي طالما كانت العضوية فيه حكراً على أبناء الطبقة النبيلة وحدها، مع العلم أن والد «شوجار» كان يعمل أصلاً خياطاً للملابس. ويشير تعيين شوجار في هذا المنصب ومنحه لقب «اللورد» إلى مدى تنامي ظاهرة تنامت في المشهد السياسي البريطاني مؤخراً هي اختيار الأفراد وتعيينهم في مناصب معينة وفقاً لكفاءتهم الشخصية. غير أن هذا القرار يعكس في الجانب الآخر درجة حاجة رئيس الوزراء إلى الدعم الذي يجنبه قرار الناخبين بإقالته من منصبه الحالي عبر صناديق الاقتراع، وهو الخيار المتوقع أن يتجه إليه الناخبون في شهر يونيو من العام المقبل. أما الملياردير «شوجار» الذي لقبه جوردون براون كذلك بـ«قيصر الاستثمارات»، فسيتمثل دوره الرئيسي في توجيه الاستثمارات الحكومية والمساعدة في حل الضائقة التي تعانيها الخزانة العامة. غير أن معارضي براون سارعوا إلى إعلان احتجاجهم على القرار الذي اتخذه بخصوص «شوجار». فقد أعرب حزب «المحافظين» عن انتقاده لتلك الخطوة، حيث نسبت إليه هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» القول إن ثنائية الدور الذي يقوم به شوجار بوصفه إعلامياً ثم عضواً حالياً بمجلس اللوردات، يعد تضارباً في المصالح لا يجيزه الدستور البريطاني، من الأساس. ولكن هناك من أبدى ترحيباً بدخول شخصية مثل شوجار إلى مؤسسة «ويستمنستر» السياسية بصفته وجهاً جديداً قادراً على ضخ دماء جديدة فيها. ومهما يكن، فسوف يظل شوجار شخصاً غريباً في منصبه ولقبه الحاليين في نظر الكثير من الساسة المنتمين إلى مؤسسة التقاليد النبيلة البريطانية المحافظة، على رغم كونه يعد أحد أغني 59 شخصية بريطانية، حسبما تشير إلى ذلك المعلومات غير الرسمية في تصنيف الأغنياء البريطانيين. يذكر أن شوجار ولد في عام 1947 لعائلة يهودية تعيش في حي فقير في «إيست إند»، الذي دمرته الحرب العالمية الثانية، إلا أنه تمكن من تجاوز فقره وصعد سريعاً كي ينضم إلى قائمة أغنى أغنياء بريطانيا، بكدحه وجهده ومثابرته الخاصة. وعندما كان في سن الثانية عشرة، كان يستيقظ كل صباح ليغلي البنجر ويبيعه لتاجر خضراوات محلي. وفي سن السادسة عشرة، بدأ يبيع هوائيات أجهزة راديو السيارات من عربة كان يستغلها لذلك الغرض. وعند بلوغه سن الحادية والعشرين، كان قد جمع ما يكفي من رأس المال الذي مكنه من إنشاء شركة «أمستراد-ألان مايكل شوجار» التجارية. وكان أداء الشركة جيداً في عقد الثمانينيات، إلا أنها مرت فيما بعد بمصاعب كبيرة لم تتمكن من تخطيها إلا في عقد التسعينيات، لتشتريها أخيراً شركة BskyB الإعلامية بمبلغ قيل إنه وصل ما يعادل نحو 200 مليون دولار في عام 2007. وعن هذا الرجل، يقول ستيفن ألامبريتس - رئيس اتحاد الاستثمارات الصغيرة البريطاني: «إن تعيين السيد شوجار لهذا المنصب الرفيع في المؤسسة السياسية البريطانية يعد حدثاً مهماً بالنظر إلى كثرة الذين تمنوا أن يحذوا حذوه». وربما كان هذا أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت رئيس الوزراء لاستقطاب شوجار إلى صفه. يذكر أن استطلاعاً للرأي العام نشرت نتائجه يوم الأحد الماضي في صحيفة «التايمز» اللندنية، أظهر أن حزب «العمال» الذي يتزعمه جوردون براون يتخلف عن منافسه حزب «المحافظين» بـ17 نقطة، مع ملاحظة أن المدة المتبقية على الانتخابات المتوقعة أقل من عام. ومن وجهة نظر الناخبين، فإن حزب «العمال» لا يتحمل المسؤولية عن كساد الاقتصاد البريطاني فحسب، بل لقد تزايدت نقمتهم أيضاً عليه كذلك بسبب تورط عدد من ساسته في فضائح لها صلة باستغلال المال العام للإنفاق على أنفسهم. وبالنتيجة، أصبح المحافظ «شولي سميث» البالغ من العمر 27 عاماً هو أصغر نائب في البرلمان البريطاني إثر فوزه في دائرة «نوريتش نورث» ليسد الفراغ الذي خلفه «إيان جيبسون» نائب حزب «العمال» الذي استقال من منصبه إثر إلقاء القبض عليه متورطاً في فضيحة لها صلة بالفساد. ولكن السؤال الذي يثيره الكثيرون الآن هو: إلى أي مدى يستطيع شوجار إضفاء بريق سياسي جديد على حزب «العمال»، خاصة أنه يفتقر إلى القدرات السياسية المطلوبة في منصبه الجديد؟ إن الإجابة عن هذا السؤال تتطلب فترة انتظار قبل أن تتضح النتائج العملية لهذا التعيين. وهناك من يقول إن شوجار قد فقد لمسته السحرية الذهبية في المجال الاستثماري. وعليه، يتساءل هؤلاء محتارين عما يمكن أن يكسبه براون سياسياً من تعيينه له عضواً في مجلس اللوردات، إن لم يكن دافع ذلك التعيين هو إضفاء مسحة من البريق والألق الجديدين على براون، لا غير؟ وإن كان ذلك هو الدافع، فكيف لم يلاحظ براون أن شوجار نفسه لم يعد ذاك النجم الساطع الذي كانه قبل بضع سنوات مضت؟ ومما يؤخذ على شوجار بصفته مالكاً سابقاً لنادي «هوتسبر» لكرة القدم في توتنتهام، اتهام لاعبي وجمهور الفريق له بأنه كان يقدم المال والربح على مصلحة النادي وتقدمه الرياضي، ما أكسبه كراهية شعبية واسعة هناك. ومن ناحيته وصف شوجار سنوات ملكيته العشر لذلك النادي بأنها كانت خصماً على حياته لا أكثر. غير أن مجــــد شوجــار يعـــود حقاً إلى الشهرة التي حققها من خلال سلسلة The Apprentice التنافسية التي تبثها قناة «بي بي سي». بن كوين - لندن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©