الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبيرة إسرائيلية: حرب الاستنزاف تكلف واشنطن غالياً والانسحاب يزيد تغلغل إيران

3 يونيو 2008 01:55
أعرب مركز إسرائيلي، عن تخوف الدولة العبرية من انسحاب أميركي من العراق، خشية أن تلعب قوى متواجدة هناك دورا مناهضا لإسرائيل· واستعرضت الخبيرة الإسرائيلية عوفرا بنجو من مركز بيجن للأبحاث الإستراتيجية في دراسة أعدتها ستة أخطار ينحصر الخوف بها، في حال تم انسحاب أميركي مبكر من العراق، أولها وقوع حرب أهلية تجر فوضى في المنطقة، وثانيها تقسيم العراق إلى ثلاث دول (سنية، شيعية، وكردية)· وأضافت أن ثالث الأخطار هو هرب العراقيين الجماعي للدول المجاورة، أما الرابع فيتمثل بدخول الدول المجاورة للعراق أو غزوها للعراق، ويتمثل الخطر الخامس بتصدير ''الإرهاب'' وعدم الاستقرار من العراق إلى دول الجوار، والخطر الأخير هو الإضرار بصورة أميركا· وقالت بنجو في دراستها ''تبين لنا نظرة خاطفة في السنين الخمسة الأخيرة أن هذه الأخطار قد أصبحت حقيقة كاملة، رغم وجود الولايات المتحدة، وربما بسبب ذلك خاصة حدثت الحرب الأهلية في العراق وبلغت ذروتها عام ،2006 فمن الحقائق أن عراقيين كثيرين طحنتهم هذه الحرب الداخلية التي صعب على اقوى جيش في العالم وقفها''· واضافت ''أصبح تقسيم العراق أيضا حقيقة كاملة، وليس الانقسام في ثلاثة وحدات بل في اثنتين كبيرتين العراق العربي والعراق الكردي، والعراق العربي هو ذاك الغارق في حرب دينية بين أهل السنة والشيعة، لكن السنة لا يوافقون على تقسيمه طائفيا، وقد يستمر الصراع وقتا طويلا بسبب ميزان الضعف بين المعسكرين''· وتابعت تقول ''هرب العراقيون إلى الجوار بأعين الأميركيين المفتوحة، وعجزوا هناك أيضا عن مد يد العون، لجأ نحو مليوني عراقي للجوار ولا سيما إثر الحرب، وقد يكونون عاملا مخلا بالاستقرار في الدول المضيفة التي تضخم الخطر بدورها لأسباب منها أن تحظى بامتيازات اقتصادية وسياسية مختلفة، لكن عودة هؤلاء اللاجئين إلى العراق قد يخل بالاستقرار أيضا لأنهم سيقاتلون من أجل ممتلكاتهم ومكانتهم التي فقدوها''· واضافت ''أنشأت كل دولة من الجوار لنفسها شبه منطقة تأثير داخل العراق، وقد بالغت إيران أكثر منا جميعا، فهي تستعمل منذ الحرب سياسة التغلغل الزاحف'' داخل العراق، وتستعمل منظمات شيعية كانت ترعاها في فترة البعث كأدوات تأثير رئيسية، وكذلك يوجد لتركيا وجود عسكري واقتصادي ملحوظ جدا في كردستان· وأشارت إلى أن ''الوجود الأميركي في العراق لم يفض بالضرورة إلى خير لإسرائيل ومن الحقائق أن تصدير الإرهاب إلى لبنان، وغزة وأماكن أخرى يتم بكامل قوته أيضا في هذه الأيام التي أصبحت فيها الولايات المتحدة واحدة من جارات إسرائيل''· وأضافت أن الولايات المتحدة بدورها تضررت كثيرا بحرب الإستنزاف التي تواجهها في العراق· واعتبرت أن الحرب ستكلف الولايات المتحدة ثمنا دمويا عاليا، وكلما استمرت ''سيأخذ الحلم الأميركي بالذهب الأسود العراقي يتلاشى، ولا تستطيع الولايات المتحدة أن تصرف انتباها وموارد على حلبات أخرى في الشرق الأوسط قد تكون اخطر من العراق''· واقترحت الدراسة خيارات للحل منها ''تحديد أجل للخروج من العراق''، ولكن ليس خروجا من الصورة تماما حتى بعد أن تسحب قواتها، فهي تستطيع الاستمرار في مراقبة ما يجري بـ ''تحكم من بعيد'' من الخليج أو بسلاحها الجوي''· واضافت ''فيما يتصل بدعوى تسليم العراقيين لمصيرهم'' التي يكثر الرئيس الأميركي استعمالها، يمكن القول إن الولايات المتحدة تستطيع توجيه موارد الحرب الضخمة لأعمال إعادة بناء وتطوير وتجفيف مستنقع الإرهاب، وتقوية دول مجاورة كالأردن لكي تحسن مواجهة انزلاق الخطر العراقي إليها''· وتابعت ''كان العراق على امتداد التاريخ عامل عدم استقرار في المنطقة، فعندما كان قويا بدأ حروبا، وعندما أصبح ضعيفا استدعى تدخلا من الخارج''· وخلصت الخبيرة بنجو إلى القول ''قد تستمر الحرب الدينية في الغليان بسبب رواسب الماضي وميزان ضعف الحاضر''· واضافت ''اعتاد جورج بوش أن يعلن صباح مساء أن الولايات المتحدة لن تخرج من العراق حتى يحرز النصر، وفي الحقيقة لا يمكن الانتصار في هذه الحرب، ففي النهاية يستطيع العراقيون وحدهم ترتيب بيتهم بعد أن تخرج القوات الأجنبية، وليس قبل أن تمر فترة أخرى من عدم الاستقرار والقلاقل الداخلية''·
المصدر: غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©