الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حملة تنظيف لإنقاذ الأحواض المائية في جبال حجر بمنطقة «حتا»

حملة تنظيف لإنقاذ الأحواض المائية في جبال حجر بمنطقة «حتا»
10 مارس 2013 23:28
في مهمة بيئية لتنظيف الأحواض الصخرية في حتا، تحرك فريق من جانب شركة تعمل ضمن القطاع الخاص، ضمن المسؤولية المجتمعية في مجال البيئة، في محاولة لأن يعمل ذلك على تشجيع الأفراد والشركات على اتباع السلوكيات النظيفة، وعلى توعية المزيد من أفراد المجتمع والشركات، بأهمية الحفاظ على كل الأماكن التي يستفيد منها الإنسان، وقد وصل الفريق إلى جبال حجر في حتا، لتنظيف جداول المياه من المخلفات التي تركها أشخاص استمتعوا بالمكان ثم تركوه ملوثا، ما يعد جهدا بيئيا هائلاً، وفي النهاية تكللت مهمة الفريق بالنجاح، حيث جمع الفريق المتطوع كمية من النفايات، وتم أخذها بعيدا عن المكان والتخلص منها بطريقة سليمة بالتعاون مع بلدية حتا. نجح فريق الشركة الخاصة والمهتم بالحفاظ على البيئة، في جمع 30 كيساً من الحجم الأكبر للنفايات في ست ساعات، وشارك في الحملة ثمانية موظفين جمعوا عبوات بلاستيكية وزجاجية وعبوات مياه غازية وأكواب وأطباق بوليسترين، وكذلك زجاج مكسور وأعقاب سجائر وأيضا أكياس بلاستيكية وعلب عصير، وأيضا أغلفة مناديل إلى جانب أن بعض الأسر تركت مجموعة متنوعة من علب الأكل، وكذلك بقايا طعام ناتجة عن عملية الشواء. هذا ما أكدته أنيتا فرانوف مدربة في قسم الموارد البشرية في هذه الشركة الخاصة، والتي أوضحت، أن المتسبب في هذا التلوث هم الزوار الذين يأتون يوميا إلى هذه الأحواض للنزهة أو الشواء، ولا يهتمون بالتنظيف خلفهم بل لا يكلفون أنفسهم عناء جمع المخلفات وتركها في مكان واحد داخل كيس مثلاً، وببساطة يتركون المخلفات وراءهم، ولأن هناك أعمال صيانة جارية للطرق في هذه المنطقة، فإن بعض العمال يتركون قمامتهم خلفهم أيضا، وجاءت هذه الحملة بعد أن قام أحد أفراد قسم الموارد البشرية لدينا مؤخرا، بزيارة أحواض صخور حتا وتعرض للصدمة عندما وجد جداول المياه النقية مختنقة بالقمامة، والمناطق المحيطة تتناثر فيها الأوساخ البشعة. نشر الثقافة البيئية وتضيف أنيتا فرانوف قائلة: إثر ذلك تباحث أفراد القسم فيما بينهم حول إقامة حملة نظافة، واتخذنا قرارا لنفعل شيئا حيال ذلك، فنحن نستمتع بأماكن جميلة، فلماذا نتركها عرضة للإهمال وتراكم المخلفات، ونحن نعلم جيدا أن حملة التنظيف هذه لن تحل المشكلة، ولكن نأمل أن تؤدي هذه الحملة مع بعض الضغط من الإعلام إلى زيادة الوعي، وتشجيع التعاون عبر الحدود بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان للحفاظ على المكان نظيفا، وهذا يحتاج إلى نشر الثقافة البيئية بين أفراد المجتمع كافة. وتعد حتا واحدة من أكثر بقاع الإمارة جمالا، ولذا نحن نرجو الزوار بأن يحضروا أكياس قمامة وأن يأخذوا فضلاتهم معهم وبإمكانهم إلقائها في سلال القمامة الكبيرة، أثناء العودة وهي متوفرة على طريق حتا، وبذلك لن تكون هناك رائحة كريهة داخل السيارة أثناء عودتهم إلى المنزل، وهذا الأمر لن يساعد فقط في الحفاظ على الطبيعة الخلابة، ولكن يساعد أيضا على استدامة الحياة البرية الطبيعية في المنطقة، حيث لاحظنا خلال زيارتنا بعض الماعز البري وهي تأكل القمامة مما قد يتسبب في قتلها. أنانية وعدم اهتمام وتكمل أنيتا فرانوف موضحة: نعتقد أن من يترك المخلفات خلفه هو عنصر ضار بالبيئة، وهو يقع ضمن فئتين، إما غير مثقف أو أنه على دراية ولكنه غير مهتم، ونحن نقول له ماهو نوع العالم الذي تريدون لأطفالكم ولأبنائكم في المستقبل؟، إنها ممارسات سيئة ولابد أن يكون لدى الجميع الوعي بالحفاظ على العيش في بيئة نظيفة، خاصة أننا نعيش سويا على هذا الكوكب ونتمتع بثرواته، ونعيش من خير وثمار الأرض والمحيطات، ولذلك لابد من توعية الفئات التي تتسبب في مشاكل بيئية، وأن يتعلموا كيف يساهموا في نظافة المكان الذي يستفيدون منه. وتضيف: يظن الفريق أن من يتركون الأماكن ملوثة، فئات لا تدرك آثار التلوث المدمر على البيئة، وهذه الملوثات لا تخنق الأرض فحسب، وإنما تؤثر على طبقة الأوزون التي تحمي الجميع، ونحن نظن أن المقصر والمهمل هو شخص أناني وقصير النظر ولا يبالي، ومثل هؤلاء يساهمون في ملء كوكب الأرض بالنفايات الضارة، ولذلك علينا بذل المزيد من الجهد، من أجل نشر البرامج البيئية التعليمية، للعمل على زيادة الوعي من أجل أن تكون المدن والمناطق السياحية جميلة، وأن نعلم أبناءنا قيمة المساهمة في حماية كوكبنا فهي قيمة سامية، فكل ما ينتج عن إهمال الإنسان يؤثر على النظام الإيكولوجي. تأثر النظام الإيكولوجي وتقول أنيتا فرانوف: يعد هذا النظام منظومة معقدة مكونة من النباتات والحيوانات والفطريات، والكائنات المجهرية والجمادات من الكيماويات، وأيضا الظروف الطبيعية والجيولوجية التي تدخل في العمليات الحيوية لهذه الكائنات الحية، وتحدث في النظام الإيكولوجي عمليات معقدة ومتشابكة ومترابطة، تتميز بالعديد من المسارات التى تؤدي إلى تغير معدلات نمو الجماعات الحية، وتصل بها إلى حاله مستقرة من التوازن في إطار النظام ككل، وأي عملية سلبية تحدث لأي عنصر من عناصر السلسلة الغذائية، مثل استخدام مبيد أو إلقاء وتراكم المخلفات يكون له تأثير على باقي عناصر النظام الإيكولوجي. مؤكدة: لا توجد حدود معينة للنظام الإيكولوجي، فالدراسات السياحية توضح أن السياحة البيئية من حيث المفهوم هي سياحة التمتع الملتزم بالطبيعة ومكوناتها، دون الإخلال بالنظم البيئية ودون أي تأثير سلبي على مكونات التنوع الحيوي، وأن السائح البيئي يركز فيها على التمتع بمشاهدة النظم البيئية ومكوناتها الحية الحيوانية والنباتية، كما أن عملية تطوير السياحة البيئية تتطلب إشراك صاحب العلاقة من خلال كسب دعم السكان المحليين وغيرهم من أصحاب العلاقة، وتوفير مصادر دخل وفرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وتعويض الخسارة الناتجة عن تقيد النشاطات داخل المحمية أو المواقع الطبيعية، وذلك كله يكون في صالح الإنسان ذاته. مردود السياحة البيئية وتؤكد أنيتا فرانوف، أن الدول المتقدمة والباحثة عن مصادر متنوعة للدخل وهادفة لإطلاع الناس عن حضارتها وتاريخها، اعتبرت السياحة مصدرا رئيسيا لها، حيث نراها اهتمت واستحدثت إدارة البيئة والموارد الطبيعية، ليس فقط كإدارة أو اسم لا وجود له بالواقع، ولكن يمكن رؤيته بشكل ملحوظ وبشدة من خلال تهافت السياح للتمتع بطبيعتها الخلابة، وارتفاع مردود السياحة البيئية، فتجد إدارة البيئة والموارد الطبيعية في تلك الدول، متواجدة على الجانب الميداني أكثر من الجانب الإداري. رجال أمن بيئيون تقول أنيتا فرانوف: نحن نريد أن نعمل سويا من أجل تنمية السياحة البيئية، وأن لا ندع الفرصة لأي مهمل أو أي عابث عن قصد أو دون قصد، ليدمر البيئة سواء الجبلية أو الساحلية، ونعتقد أنه آن الأوان لتوظيف رجال أمن بيئيين، يقومون بتطبيق وتنفيذ القوانين ضد أي عابث ومدمر للبيئة، وفي ذات الوقت مطلوب أن يتم التركيز على برامج التوعية بشكل أكبر مما هي عليه اليوم، وأن تصدر بمختلف اللغات لأن ذلك سيكون له أثر إيجابي على البيئة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©