الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الفرن» و«الفطام» يحاكيان الواقع والأحلام برؤية مختلفة

«الفرن» و«الفطام» يحاكيان الواقع والأحلام برؤية مختلفة
25 يوليو 2009 21:39
اختتم الموسم المسرحي الخامس بأبوظبي مساء أمس الأول، الذي تنظمة جمعية المسرحيين بالتعاون مع نادي تراث الإمارات، بعرض مسرحية «الفرن» لفرقة مسرح بني ياس، على خشبة مسرح أبوظبي في كاسر الأمواج. وكان اليوم قبل الأخير من الموسم شهد على خشبة مسرح ابوظبي، عرض مسرحية «الفطام» لمسرح حتا الشعبي، تأليف وإخراج علي جمال. ومسرحية «الفرن» من تأليف عبدالله مسعود وإخراج علاء النعيمي، وتمثيل عبدالله مسعود بدور الخباز، وعبدالله بن حيدر بدور الصديق»يوسف»، وعبدالله بوشامس بدور الرجل« خالد»، وريم الفيصل بدور المرأة، وكان الحضور لافتاً وخاصة بالأيام الأخيرة الثلاثة. وتحكي قصة المسرحية عن خباز يحلم وهو يدير فرنه الذي ورثه عن أبيه بالزواج من الفتاة التي أحبها ويرغب في تحقيق طموحاته بالوصول إلى مرتبة اجتماعية متقدمة ليترك حياة الشقاء التي يعيشها في فرنه، وما بين الواقع المرير والحلم الطاغي تدور المسرحية. وفي ليلة اليوم المفترض في العمل المسرحي يسترجع الخباز ذكريات قديمة وشخوصاً مرت بحياته، ولكونه الشخصية الرئيسية في العمل فإن استرجاعاته الحلمية هي استعادة للشخوص مكانياً من مخيلته. يعيش الخباز صراعاً داخلياً بينه وبين نفسه أو لنقل ما بين التمسك بالفرن الذي ورثه عن أبيه والتخلي عنه لتحقيق طموحاته بالخروج إلى العالم الاجتماعي والزواج والتنافس على الوصول إلى طبقات أكثر تقدماً. كل ذلك قاده للوقوع في فخ الصراع بين الحلم والواقع ولكونه اختار الحفاظ على إرثه فقد ابتعد عنه أصدقاؤه وتخلت حبيبته عنه، أما عبدالله بن حيدر «الصديق» فإنه اختلف معه في طريقة التعامل مع الحياة، ولكن بالرغم من اختلافه مع الخباز لم تنقطع الصلة بينهما، أما عبدالله بوشامس الرجل الآتي بعد فراق طويل والذي حقق أحلامه بالخارج من مال وشهادة ومنصب فإنه يدخل في صراع مع الخباز تتمثل في مفاهيمهما المتنافرة. ويبدو أن قصة المسرحية تتشابه إلى حد كبير مع مسرحية «ثواني الرحيل» لفرقة مسرح كلباء الشعبي التي عرضت في الموسم نفسه وهي من تأليف جمعة علي وإخراج فيصل الدرمكي حيث نجد فيها المغسلة وصاحبها وصديقه والرجل الأجنبي والمرأة بما يقابل في مسرحية الفرن «الفرن» وصاحبه وصديقه والرجل الأجنبي والمرأة. ويجيبنا عبدالله بن مسعود «المؤلف» في لقاء مع الاتحاد عن هذه الإشكالية بقوله « إنني لم أشاهد مسرحية «ثواني الرحيل» ولكن ما سمعته أن هناك قضية إنسانية عند صاحب المغسلة في «ثواني الرحيل»، وكذلك في «الفرن» وقد تلتقيان في هذه الفكرة، ولكن يصادف أن تكون هناك امرأة وصديق ورجل في كلا العملين بيد أننا نجد الاختلاف في الطرح وفي المضامين والأهداف والديكور. وعملي «الفرن» هو بالنهاية تجسيد للرحيل عن الذات والآن والذهاب إلى مناطق أخرى يسترجع فيها الفران ما مر عليه من أحداث يعيشها مع نفسه. ويضيف بن مسعود «لكن شخصية الخباز وقضيته وأفكاره تبدو خاصة، كونه يضع أسباب الحياة للآخرين من خلال شيء محترق هو الفرن، بينما يطلق يد من حوله نحو المستقبل «الصديق والحبيبة» في الوقت الذي يحترق فيه من الداخل كالفرن وحين يصل إلى الشيخوخة نراه بلا زواج، وبلا تحقيق طموحات إلا محافظته على الفرن الذي تقول فيه حبيبته «إنه كان يحافظ على إرث بائد». صمم الإضاءة عبدالله بن مسعود بالإضافة إلى كونه مؤلف وممثل النص ونفذها علاء النعيمي مخرج النص وشيد الديكور عبدالله بن حيدر وأنتجه عبدالله بوشامس. «الفطام» ومن ضمن الموسم المسرحي في ابوظبي قدمت الخميس الماضي على خشبة مسرح أبوظبي، مسرحية «الفطام» بطولة عبدالله سعيد بدور «مطر» والممثلة بدور في دور»مزنة»، وأشواق بدور «عويشة» الساحرة، وأماني بدور «المطربة» والزوجة الثانية رمزاً، واشتركت الجوقة التي ساهم فيها سعيد البدواوي وسعيد الشامسي. وتحكي المسرحية قصة مطر ومزنة الزوجين اللذين لم ينجبا طفلاً وتصل الأزمة بمزنة أن تذهب إلى عويشة الساحرة التي لم تنفعها بشيء ويرفض مطر كل هذه الممارسات التي تصر عليها مزنة ولم يستطع مطر إرجاعها عن توجهها ذاك، ويضطر للزواج من أخرى تمخض عنه إنجاب طفل أهداه في النهاية إلى مزنة. لعب علي جمال مخرج ومؤلف العمل، على الخشبة والسينوغرافيا وأجاد في تقديم تقنيات من فن السينما والمؤثرات الصوتية والبصرية، منها تحويله أغطية سرير الزوجية البيضاء إلى مركب بشراع وإلى أمواج البحر البيضاء المهتزة تحت المركب «السرير» وإلى استخدام تلك الأغطية «الشراشف البيضاء» وتحويلها إلى شاشة سينمائية عرضت خلوة مطر مع زوجته الجديدة ثم حركات الطلق التي انتابتها، وثالثاً تسليط المؤثرات الصوتية والبصرية لتمثل سقوط المطر مع الرعد والريح العاتية والذي شاهد فيه الجمهور مطراً حقيقياً يتساقط على المسرح، مما جعل هذه الحركات السينوغرافية الثلاث تنقذ موضوعة النص العامة في عدم إنجاب الزوجة وذهابها إلى الساحرة وزواج الرجل وإنجابه من امرأة أخرى. ولعب المؤلف «علي جمال» نفسه على موضوعة علاقة الاسم «مطر، مزنة» بالموضوعة التي تعني انتظار المطر والمزنة بولادة طفل، وكانت الاستخدامات الغنائية موظفة بشكل رومانسي حيث تقول المغنية «صاح الزمن وين الظنى وينه / مادرى أن الظنى ما فتحت عينه». كانت اختصارات الزمن مقبولة في نص «الفطام» الذي قابله الجمهور بالتصفيق الحار الممزوج بالإعجاب.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©