حصدت شيماء المغيري، وهي فتاة عمانية مقيمة في الإمارات، غالبية أصوات الجمهور في برنامج المواهب العربية “Arabs Got Talent” الذي يبث مساء كلّ يوم جمعة على قناة MBC4، لتحصل على المركز الأول في الحلقة التاسعة من البرنامج، بفضل موهبتها الفريدة وهي الرسم بواسطة الرمال، وتتأهل إلى المرحلة النهائية من البرنامج.
وقد لفتت شيماء المغيري، البالغة 16 عاما فقط، أنظار لجنة التحكيم وأثارت إعجابهم بلوحتها الرملية الناطقة التي عبرت عن الوضع العربي الراهن حيث يسود العنف بعض الدول، متمنية أن يسود السلام هذا العالم ويعمّه الأمن والأمان. وقد علّق الإعلامي عمرو أديب، عضو لجنة التحكيم بالبرنامج على أدائها بقوله إن شيماء “أنطقت” الرمال، داعيا الجمهور إلى التصويت لموهبتها المتميزة، فيما قال علي جابر، عضو لجنة التحكيم، إن ما قامت به الفتاة من رسم متتابع بالرمال، يحمل في معناه قصة كاملة العناصر يمكن أن يستخدم لاحقا في صناعة “الإنتاج الكرتوني”.
من جهتها قالت شيماء أمام الجمهور: “الرسم جزء من شخصيتي، أخرج فيه كلّ مشاعري وإحساسي، أما موهبتي فهي فريدة من نوعها في البرنامج، لذلك لا بدّ أن أبذل كل جهدي في كل مرة”.
وبالفعل فقد بذلت شيماء جهدا كبيرا وانتقلت برسوماتها نقلة نوعية وضعتها في المركز الأول بين المتسابقين الثمانية.
عالم الشهرة
وكانت شيماء المغيري قد لفتت أنظار المحيطين بها سواء في المدرسة التي ابتعثتها للمشاركة في المعارض والأنشطة المدرسية، وكذلك الإعلام الإماراتي الذي انتبه لموهبتها الخاصة، حيث أجرت معها “دنيا الاتحاد” حوارا صحفيا في عام 2009 للمرة الأولى، كما استضافها تلفزيون أبوظبي في إحدى حلقاته، لتدخل المغيري بعدهما إلى عالم الشهرة من أوسع أبوابه.
وقد أوضحت شيماء أن موهبتها في الرسم بدأت معها منذ الصغر، وقد شجعها الجميع الأهل والمحيطون على المضيّ قدما فيه، أما عن الرسم بالرمال فقد جاء بناء على تشجيع معلمة التربية الفنية في المدرسة، زهراء عبد المنعم، التي أطلعتها على أشرطة فيديو تصور كيفية الرسم بالرمال وشجعتها على عمل مثلها، فاستهواها الأمر ووافقت على تنفيذ الفكرة على أرض الواقع. وأضافت بقولها: “بدأت الخطوة الأولى في هذا العمل بصنع المنضدة الخاصة بالرسم، وهي عبارة عن صندوق خشبي، توجد بداخله عدة طبقات إحداها تتكون من الكرتون تعلوها أضواء ملونة مغطاة بقماش أبيض، ثم تغلّف بلوح من الزجاج الشفاف، أما الخطوة الثانية فكانت التدريب على الرسم، وقد بدأت برسم شيوخ وحكام الإمارات، وعلى رأسهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وغيره من الحكام والشيوخ، وقد لاقت هذه الرسومات استحسان كلّ من رآها ليجزم بأنها قريبة جدا من الحقيقة”.
مكافأة الأهل
التشجيع الذي حصلت عليه شيماء من أهلها أيضا كان جديرا بالإشادة، إذ كافأها أخواتها على هذا التميز في الرسم، بشراء كاميرا رقمية لتمكنها من رصد تفاصيل الوجوه والشخصيات ورسمها بدقة أكبر. تقول شيماء “لقد حصلت على جوائز عديدة من خلال مسابقات إبداعية للطلاب، وكل ذلك بفضل تشجيع عائلتي التي أمدّتني بكل ما يلزم من وسائل لتطوير موهبتي ومهاراتي في الرسم”.
الأضواء التي تم تسليطها على شيماء لم تبهرها، كما تفعل مع الكثيرين خاصة في مثل عمرها، وإنما أشعرتها بالمسؤولية وكانت حافزا لها لتدفعها إلى مزيد من العمل وتطوير هذه الموهبة الخاصة، حيث انتقلت من رسم الوجوه والشخصيات إلى رسم لوحات متسلسلة تحتوي على قصة كاملة متكاملة، تشير إلى موهبة فذة في تنفيذ الرسومات يرفدها عقل وفكر خلاق ينبئ بمستقبل واعد لفنانة تشكيلية ترسم بالرمال.
عدد اليوم
