أزهار البياتي (الاتحاد)
تواصل شارقة الإمارات فعاليات مهرجانها القرائي التاسع لأدب الأطفال، والذي انطلق يوم 19 أبريل الجاري ويستمر حتى 29 منه، معتمدة من خلاله جملة من البرامج والأنشطة التي تجمع مختلف عناصر الاستمتاع والفائدة، ومحتضنة بين أروقته مستجدات أحدث الأعمال الأدبية مع آخر الإصدارات والمطبوعات التي تنتصر لاهتمامات الطفل العربي كافة، كما ترتقي بملكاته الذهنية والمهارية.
جنة معرفية
يشير إلى الدورة التاسعة والجديدة من مهرجان الشارقة القرائي أحمد العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، قائلاً: يأتي هذا الحدث الثقافي والترفيهي الرائد على مستوى الشرق الأوسط، تزامناً مع مبادرة إعلان الدولة 2017 عاماً للقراءة، مساهماً وبشكل فاعل في تأكيد أهداف المبادرة ومتوجهاً لكل أفراد المجتمع من أسر وأفراد، مستقطباً إياهم نحو شغف المطالعة والتعّلق بهذه الثقافة الرفيعة واعتمادها كأسلوب أمثل في الحياة، ونحن ،ابتكرنا جنة معرفية حاضنة للطفل، ومنحناه عبرها فضاء واسعاً للاستمتاع والتجربة والاستكشاف، كونه يعد الأساس والغاية والطموح، ملبين عبر حزمة متنوعة وذكية من الأنشطة والورش والفعاليات الكثير من رغباته ومتطلباته الفكرية، الفنية، والمهارية، ومن عدة نواحٍ تثقيفية، تعليمية، وإبداعية، وضعت جميعاً ضمن قوالب ترفيهية وجديدة ومسلية، تحقق عنصري المتعة مع الفائدة، منطلقين من توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والذي ينادي دوماً بالتركيز على تربية النشء وجعلهم نواة الحاضر ومشروع المستقبل، مطالباً الاستثمار فيهم والارتقاء بقدراتهم ومواهبهم، في سبيل بناء قيادات جديدة تتابع عملية النهضة والتنمية وتستكمل مشوار المنجزات.
التشجيع على الابتكار
وتتحدث إيمان العبيدي منسق عام الفعاليات في مهرجان الشارقة القرائي، موضحة: مع كل نسخة جديدة نبتكر للصغار والناشئة عالمهم الخاص، لتوفير بوتقة منوعة بمئات البرامج والفقرات لهم، والتي تخطت في دورتها الحالية حاجز الـ 2100 نشاط وفعالية، بحيث تستوعب طاقاتهم وترتقي بإمكانياتهم، كما تطور مهاراتهم الذهنية والفنية، وتوزعت جميعاً بواقع 1403 فعاليات وبرنامج مخصصة للطفل، بمشاركة 55 ضيفاً مميّزاً من 22 بلداً، حيث تجمع الفعاليات الثقافية 40 نشاطاً وأكثر من 60 شخصية من 23 دولة، فيما يجمع برنامج ركن الطهي المخصص للكبار والصغار نحو 83 فعالية، ويحوي عروض حية للطهي المباشر، ومسابقات «الطاهي الصغير» الموجهة للأطفال، من ضمنها مسابقة إعداد أجمل شطيرة بورغر.
وتعبّر العبيدي، قائلة: ارتأينا توسيع رقعة مهرجان هذا العام، مانحين دور النشر العربية والعالمية مساحات أكبر، آخذين بعين الاعتبار أهمية إعطاء مناطق رحبة لمختلف الأنشطة والفعاليات وورش العمل، كونها تساهم بشكل فاعل في جذب انتباه النشء، كما تدعم تحقيق قيم وأهداف الشارقة القرائي التربوية، حيث رفعنا شعار «اكتشف عن قرب»، ليكون حافزاً يؤطر العلاقة المشتركة بين الطفل وروافده المعرفية، بحيث يستقطبه نحو التجربة، ويحفزه على الاستكشاف، ويشجعه على الابتكار.
«رحلة عبر الدماغ»
ولعل الزائر لأروقة مهرجان الشارقة القرائي لأدب الطفل، لا يسعه إلا الالتفات للمعرض النوعي الباهر الذي يتوسط قاعات المكان، حيث شّكلت فعالية «رحلة عبر الدماغ» محطة استقطاب وجذب للزوار، كونها تعتبر الأولى من نوعها في المنطقة، وهي جاءت بالتعاون مع المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي في نيويورك، وتصف هذا الأمر العبيدي، موضحة: جئنا بشيء جديد ومختلف لإبهار الجماهير الزائرة، من خلال معرض خاص لاستكشاف أسرار الدماغ البشري، يأخذ المتلقي معه في رحلة شائقة ومثيرة تختلط فيها الصور والمشاهد والأصوات والأضواء، بحيث يتعّرف عبرها وبشكل تدريجي ومدروس على خفايا دماغ الإنسان وكيفية عمله، مزودة بمجسمات ثلاثية الأبعاد وتقنيات ضوئية وتكنولوجية حديثة، تبسط المعلومة وتجعلها أكثر استيعاباً.
عدد اليوم
