الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من «فرديناند» إلى كريـم عبد الجبار

من «فرديناند» إلى كريـم عبد الجبار
6 يونيو 2016 19:03
أحمد مراد (القاهرة) في السادس عشر من شهر أبريل عام 1947، ولد «فرديناند لويس أركندور» لاعب كرة السلة الأميركي الشهير - من أصول أفريقية - في مدينة نيويورك، وكان الابن الوحيد لأسرة مسيحية. وبدأ «فرديناند أركندور» تعليمه في مدرسة «هارلم»، وعلى مدار سنوات دراسته عرف بمهارته في رياضة كرة السلة، وكان أفضل لاعب في فريق المدرسة، وقد تم اختياره كأفضل لاعب سلة في دوري المدارس في العام 1967، وواصل تعليمه حتى تخرج في جامعة «أوكلا»، والتي كان يلعب أيضاً في فريقها لكرة السلة. وجاءت بداية «فرديناند أركندور» الاحترافية في عالم كرة السلة عندما تم اختياره من قبل فريق «ميللوكي باكس»، ليترك فريق جامعة «أوكلا» في دوري الجامعات، ومن ثم بدأ يلعب بجوار عمالقة اللعبة، وقد ساهم بشكل رئيس في قيادة الفريق إلى نهائي عام 1974 وعام 1975. انتقل «فرديناند أركندور» من «ميللوكي باكس» إلى فريق «لوس أنجلوس ليكرز»، الذي حقق معه أفضل إنجازاته، حيث أحرز معه لقب الـ «NBA» خمس مرات، واختير 19 مرة ضمن فريق «كل النجوم»، وأحرز لقب أفضل لاعب في الـ «NBA» ست مرات، ثم اعتزل اللعبة عام 1979، وهو في الثانية والأربعين من عمره. في سنة 1972، أعلن «فرديناند أركندور» إسلامه، وكان عمره 24 عاماً، وقد غير اسمه إلى «كريم عبد الجبار»، وكان تغيير الاسم له معنى وهدف، حيث كان اسم «فرديناند» يطلق على العبيد الأفارقة قديماً، لذا عندما أسلم، وأراد تغيير الاسم كان المقصود أن يغيره إلى اسم يحمل معنى العزة والكرامة والنبل، لذا جاء اسم كريم، ثم جاء اسم عبد الجبار ليحمل معنى القوة المتمثلة في العبودية لله الجبار، وما تحمله تلك العبودية لله من شرف لصاحبها، في مقابل ما يحمله اسمه القديم من مذلة ومهانة وتاريخ من استعباد الأوروبيين للأفارقة السود، ومن ثم كان الاسم، نقلة من العبودية إلى الحرية. وبدأت قصة إسلام «أركندور» مع الداعية الإسلامي حماس عبد الخليص، الذي كان له نشاط دعوي في واشنطن، وبعد أن أعلن إسلامه ونطق بالشهادتين، بدأ تعلم اللغة العربية، وسافر إلى العديد من الدول العربية، ومنها السعودية ليتقن اللغة العربية ويتعلم مبادئ وتعاليم الإسلام في البلد الذي نزل فيه. ويروي «فرديناند أركندور» تفاصيل رحلته إلى الإسلام، فيقول: نشأت في ظل أسرة مسيحية، حيث كان والدي ضابط شرطة، والتحقت بمدرسة كاثوليكية وتربيت وسط القساوسة والراهبات حتى كبرت لأصبح لاعب سلة شهيراً. ويؤكد أن الشهرة كانت تمثل مشكلة أمام اعتناقه الإسلام، على الرغم من أنه حاول أن يبقي حياته الشخصية بعيداً عن الأضواء، إلا أن الكثير من محبيه أخذوا الأمر بعدوانية شديدة، كذلك عائلته التي لم تتقبل اعتناقه الإسلام. ويضيف: بالنسبة لمعظم الناس، فإن التحول من دين إلى آخر مسألة شخصية، ولكن عندما تكون مشهوراً، فإن المشهد يصبح عاماً والنقاش للجميع، وعلى الرغم من أنني أصبحت مسلما منذ أكثر من 40 عاماً، إلا أنني ما زلت أضطر للدفاع عن هذا الخيار. لقد تعرفت على الإسلام حين كنت طالباً في الجامعة وتأثرت بقصص معاناة السود في أميركا، وجدت نفسي متفاجئاً من اختياري لديانة بعيدة كل البعد عن واقعي الأميركي، إلا أنني اكتشفت يعد ذلك أنني كنت فقط أعود إلى أصلي الإفريقي، حيث إن 30 بالمئة من الأفارقة الذين قدموا إلى أميركا كانوا مسلمين. وفي عام 1972، عندما أصبحت نجما محترفا في فريق «ميلووكي باكس» قررت اعتناق الإسلام، ولم يسر والدي بذلك، وفي العام التالي سافرت إلى ليبيا والمملكة العربية السعودية لمعرفة العربية ودراسة القرآن، ومع ذلك بقي بعض المشجعين ينادونني بـ «ليو»، ويتضايقون لأنني أتجاهلهم، ولم يفهموا أن عدم احترامهم لخياري الروحي إهانة لي. ويؤكد «فرديناند» أن اعتناقه الإسلام هو قبول المسؤولية لتعليم الآخرين عن الدين والتعايش معهم من خلال الاحترام المتبادل والبحث عن السلام. ومنذ لحظة إسلامه، حرص كريم عبد الجبار على المساهمة في الأنشطة الدعوية والخيرية، وكان له دوراً كبيراً في نشر دعوة الإسلام بأميركا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©