«الصحة» تحقق في مخالفات مالية بمستشفى القاسمي بالشارقة

شكلت وزارة الصحة لجنة فنية مختصة برئاسة الدكتور سالم الدرمكي المدير التنفيذي لشؤون الخدمات المؤسسية والمساندة بالوزارة للنظر في المخالفات المالية والتحديات الإدارية التي تواجه مستشفى القاسمي، وبحث سبل الارتقاء بالخدمات الصحية التي يقدمها المستشفى. وتبدأ اللجنة أعمالها خلال الايام المقبلة إجراءات مراجعة ودراسة الملفات المتعلقة بأداء المستشفى والاستماع إلى آراء وشهادات المسؤولين والعاملين في المستشفى، على أن ترفع تقريرها في وقت لاحق إلى معالي الدكتور حنيف حسن وزير الصحة. وقال مصدر مسؤول في الوزارة عقب ما نشر مؤخرا حول تردي الخدمات الصحية في مستشفى القاسمي : إن « الوزارة استلمت تقرير ديوان المحاسبة عن عام 2008 وتم الاطلاع على ما جاء به من ملاحظات ومخالفات بشأن تعاقد الوزارة مع شركة استرالية عام 2006 لإدارة المستشفى». وأكد المصدر أن الوزارة تابعت باهتمام كبير ما نشر في بعض وسائل الإعلام حول تردي الخدمات الصحية في المستشفى وبعض المخالفات الإدارية بها، مشيرا إلى أن التعاقد مع الشركة المذكورة لم يتضمن أي شروط جزائية في حال عدم وفاء الشركة بما هو مطلوب منها إلى جانب غياب المدير الفني لفريق العمل خلال فترة طويلة من تاريخ التعاقد مع الشركة. وقال المصدر، إنه « تم تشكيل اللجنة الفنية المختصة للنظر في المخالفات المالية و التحديات الإدارية التي تواجه المستشفى في سبيل التغلب عليها والعمل على تقديم أفضل الخدمات الصحية لسكان المنطقة وكافة المناطق المستفيدة بالخدمات الصحية التي تقدمها المستشفى». وكانت الوزارة قد أنهت تعاقدها مع الشركة المعنية بإدارة مستشفى القاسمي في عام 2008 بعد تجربة لم تسفر عن نتائج مرجوة في أداء المستشفى إداريا و فنيا، رغم أنها امتدت لأكثر من عامين ابتداء من عام 2006. وثمن المصدر جهود الإدارة الحالية لمستشفى القاسمي بقيادة الدكتور عارف النورياني، لافتا إلى أن المستشفى تقدم خدماتها لأهالي الشارقة والمناطق المحيطة بها، وتبذل جهودا للارتقاء به وتحسين خدماته. من جانبه أكد الدكتور صقر المعلا، نائب مدير مستشفى القاسمي بالشارقة، استشاري جراحة التجميل، أن هناك بعض النواقص والاحتياجات التي تعاني منها المستشفى منذ فترة، يأتي ضمن أولوياتها تطوير وتحديث قسم الطوارئ، خاصة أنه يستقبل ما بين 250 إلى 300 شخص بصورة يومية وضرورة تزويده بالكادر الطبي المناسب وكذلك بالأجهزة الحديثة. وأضاف أن من بين الأولويات التي تحتاجها المستشفى أيضاً ضرورة تزويدها بالكادر الطبي المناسب من أطباء وممرضين وفنيين، لسد النواقص الموجودة بالأقسام المختلفة، إضافة إلى تزويد الكثير من الأقسام بالأجهزة الطبية المتطورة. وبيّن المعلا أن هناك احتياجات أخرى طرأت مؤخراً على المستشفى تتمثل في ضرورة تزويدها بالكادر الطبي الملائم وكذلك الأجهزة فيما يخص المشاريع التطويرية الجديدة في مركز القلب والسكري، والذي يعتبر جاهزاً الآن، وكذلك إنشاء مستشفى للنساء والولادة لتستوعب العدد المتزايد في هذا التخصص. وأوضح نائب مدير المستشفى أنه سيعقد اجتماعاً اليوم – الأحد – للوقوف على اللجنة الجديدة ولتحديد الأولويات في التحديات والمخالفات التي تواجه المستشفى ومن ثم طرق علاجها وتحديد البدائل والحلول لتفاديها. وكانت «الاتحاد» قد نشرت يوم 3 – سبتمبر عام 2007 تقريراً حول وجود «22 نقطة ضعف في مستشفى القاسمي بالشارقة»، صادر عن مجلس إدارة المستشفى، يأتي في مقدمتها تدني مستوى بعض الكوادر الطبية والممارسات الإدارية في بعض التخصصات والإدارات وضعف في برنامج وخطط الطوارئ مع ضعف ومحدودية الخدمات في قسم الحوادث بالمستشفى. كما تناول التقرير، وجود نقص حاد بالكادر الطبي في التخصصات الطبية مثل الحوادث وقسم الكلى والتمريض ونقص في المعدات الطبية الحديثة والمتطورة في بعض التخصصات، والتي ما زالت تستخدم منذ عام 1983 . وأشار التقرير إلى أن المستشفى يقوم بإعطاء مهمات إدارية لعمال النظافة بسبب النقص في الكادر الإداري، كما أنه يعاني من ضعف كادر الرواتب مع عدم وجود الحوافز التشجيعية. كما سرد التقرير ست نقاط قوة موجودة بالمستشفى.