الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مريم الشحي تكتب بجو شعري وأسى رومانسي ساحق

28 ابريل 2010 21:19
الكاتبة الإماراتية الشابة مريم مسعود الشحي تكتب بجو شعري وتوتر وحزن دائم وتدخل إلى روايتها -بالإضافة الى الأسى الرومانسي الساحق- بعض لغة هذا العصر المعلوماتي. إنها تحول كثيرا من صفحات الرواية الى «معارض» تدفع إليها أسماء شهيرة وغير شهيرة في الموسيقى والغناء والشعر والرواية والرسم وغير ذلك مما يؤدي الى شبه «انتفاخ» ثقافي لا لزوم له. رواية مريم مسعود الشحي الروائية والفنانة التشكيلية المولودة في رأس الخيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تعمل في مجال التمريض حملت اسم «انثى ترفض العيش» وصدرت في 110 صفحات متوسطة القطع عن دار الفارابي في بيروت وبلوحة غلاف للفنان التشكيلي اللبناني فارس غصوب. ولابد من ملاحظة سبقت الإشارة اليها وهي ان الكاتبة تكتب بتوهج شعري وإن كانت تختار حين «تتعمد» كتابة قصيدة ان تقيد نفسها بأغلال وأصفاد بوهم المحافظة على شيء من التقفية ومن الوزن احيانا. لكنها حين تكتب بعض فصول روايتها تبدو أقرب الى الشعر.. ولكن!!! إنها تستطيع ان تكتب شعرا مؤثرا اذا تخلت عن هذه القيود وتركت لنفسها العنان كما تفعل أحيانا وهي تقص. الأفضل لها إما أن تكتب شعرا موزونا مقفى -او شعر تفعيلة كما يسمى- أو أن تكتب قصيدة نثر. ان كتابتها القصصية شعرية الى حد بعيد. وإذا كان قد قيل قديما إن «الرسالة تقرأ من عنوانها» فبعض الأعمال ومنها روايتها ربما يقرأ قدر مهم منه من عنوانه. والعنوان هو كما ذكرنا «أنثى ترفض أن تعيش». الأمر إذا بكل بساطة هو على هذه الصورة. يختصر كل ما قالته الكاتبة -وهو مفجع مؤثر دون شك من الناحية الإنسانية- بأن والدتها توفيت عند ولادتها وبقي لها والدها الذي وبعد سنوات سبع توفي هو ايضا بمرض السرطان. صارت تحت جناحي جدها والد أبيها. كان الجد في البداية يبدو شديدا وغير مبال، لكنها اكتشفت لاحقا مدى إحساسه واهتمامه بمن يحب، لكن الأمر لم يطل بعد هذا الاكتشاف، فقد توفي الجد ايضا. وهناك تركيز شديد على مشاعرها نحو الأب وهذا متوقع. لكن الأمر الذي يجب الا يتوقع وٍلا يبدو واقعيا بل ربما تحول الى ما يشبه الجو المرضي هو أن تدور الحياة وكل ما فيها على هذا الأمر. صديقة ونسيبة لها هي سارة نصحتها باستشارة طبيب نفسي. معظم الكتاب نواح على الأب وهذا حق إنساني ووضع بشري مفهوم. لكنه ليس «حقا روائيا» إلا إذا أريد له ان يكون صخرة سيزيفية تنزل بالرواية الى الحضيض ويستمر الامر على هذا المنوال. ونصل الى قصة الحب المتوقعة. كانت بعد وفاة والدها بحاجة الى ان تتكلم مع أحد.. الى أن تحب أحدا ويحبها فيشدها الى خارج أمواج الحزن. وكانت تتصوره وترسمه بصورة أبيها. كان يقول لها إنها أنثى حية ترفض العيش. الرواية تستمر في حالة واحدة: مشاعر محددة لا تتغير وأحداث قليلة تتكرر وتتكرر. ويتحول الأمر الى «حفلة ندب» للميت وإعادة لنغمة تكاد تكون واحدة. أن الكاتبة تتمتع بطاقة إبداعية لكن هذا لم ينعكس على النهاية، لقد كانت قادرة كما قد يتصور القارىء على ان تجعل من النهاية اكثر اقناعا وكان يمكن ان تطورها قصصيا فلا تجعل الامر لا يتجاوز جملة كتلك التي نستمع اليها وإلى مثلها في فيلم امريكي احيانا، حيث تقول البطلة او البطل ان الموت يلاحقه او يلاحقها ولذا فهو سيبتعد عمن يحب كي لا يجلب له الموت. كل ذلك جاء فجأة في اسطر ختامية قليلة جدا بعد كلام كثير عن الحب وبعد رسائل الكترونية وهاتفية ولقاءات. من هنا نجد عنوان «انثى ترفض العيش» معبرا عن كثير مما فيها الا انها في الرواية بعد «رفضها العيش» تنذر نفسها للتمريض وتخفيف آلام الناس وللنسيان. إن الكاتبة قادرة على أن تأتي بما هو أفضل.. ومن الجائر الظالم ألا يقال لها ذلك بصراحة.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©