الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هلمند في قلب القتال بعيداً عن الانتخابات

26 يوليو 2009 01:17
قبل شهر على إجراء الانتخابات الرئاسية في أفعانستان ، يبدو وادي هلمند المضطرب جنوب البلاد منشغلا بالمعارك الاستراتيجية الدائرة بين مشاة البحرية الأميركية وحركة طالبان اكثر من انشغاله بحملة انتخابية شبه غائبة. ومنذ وصول 4 آلاف جندي من مشاة البحرية الأميركية الى ولاية هلمند في مطلع يوليو ، في العملية العسكرية الاولى للقوات المعززة التي أرسلتها إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما، قطع العديد من الطرقات الرئيسية جراء الألغام التي زرعها المتمردون وغادر الكثير من القرويين الخائفين منازلهم. وقال عجوز من إقليم غارمسر الواقع تحت تأثير متمردي طالبان والذي يعتزم المارينز ضمان امنه قبل الانتخابات الرئاسية في 20 اغسطس ، إن «عناصر طالبان يدخلون منازلنا باستمرار ويطلبون المال والطعام». واضاف «أغلق عناصر طالبان المدارس، لا يمكننا رفض أوامرهم ، وإلا فانهم يعذبوننا ويقتلوننا. نحن ندعم تحرك الجنود الأميركيين ، لكنهم يوجهون سلاحهم الى أطفالنا الذين لم يعد في إمكانهم الخروج للهو». وتمنى المشاركة في الانتخابات غير أن البطاقات الانتخابية لم تصل الى قريته القاحلة. وفي الايام الماضية ، تعرضت وحدة مشاة المارينز المتمركزة في الجوار لهجمات عديدة بقنابل يدوية الصنع زرعت في الطرقات المؤدية إلى القرية. ويعلق الرجل العجوز «ليس رجالنا من قاموا بذلك», دون مزيد من التوضيح. وكان عناصر المارينز تمركزوا ليلا قرب القرية, ما حدا بسكانها الى الفرار خوفا مما قد يعنيه ذلك من وقوع اعمال عنف. وتعيش ولاية هلمند اليوم حالة من التناقض مع التفاؤل الذي ساد في السنوات السابقة اثر الإطاحة بنظام طالبان على يد تحالف قادته الولايات المتحدة نهاية 2001 . وكان الرئيس الاميركي السابق جورج بوش اعتبر أن الديمقراطية الافغانية «تزدهر»، وأن افغانستان، كما العراق, ستكون السباقة لتأسيس «الشرق الاوسط الجديد» الديمقراطي الذي يضم ايران ايضا. وقد تدهورت الاوضاع بشكل سريع منذ ذلك الوقت ، ما دفع خلفه اوباما لتكليف القوات الاميركية بمهمة اكثر واقعية: وهي إعادة الامن. واكد الجنرال لاري نيكولسون ان الهجوم الأميركي على هلمند يهدف الى «توفير الظروف المناسبة لاجراء الانتخابات», وأقر بأن اكتساب ثقة الناس يتطلب وقتا. ومن المقرر أن تحتجب القوات الاجنبية اثناء الانتخابات عن الانظار تاركة مسؤولية حفظ الامن للقوات الافغانية التي يعدها الغربيون لتتمكن في المدى البعيد من بسط سيطرتها على كل البلاد. ولم يواجه جنود المارينز الـ 4000 والمنتشرين في هلمند سوى مقاومة متقطعة وهم يؤكدون حصولهم على دعم القادة المحليين منذ بداية يوليو ، ولاحظ صحفي في وكالة فرانس برس الحواجز التي اقامتها القوات الاجنبية في الطرقات ، اثناء مرافقته جنود مشاة البحرية. واعترف الجنود الاميركيون المنهمكون في تنظيف طريق مزروع بالالغام طوله 30 كلم بفشلهم ، فبعد سبعة ايام من الانفجارات المتواصلة عادت القافلة العسكرية الى قاعدتها قبل انجاز مهمتها وقد قتل اثنان من عناصرها. وكانت حركة طالبان توعدت بتكثيف هجماتها ابان العملية الانتخابية في 2004 و 2005 . إلا أن هجماتها بقيت محدودة. ولم تعلن الحركة تهديدات ضد الانتخابات المقبلة, غير أنه تم اغتيال العديد من المرشحين الى الانتخابات.
المصدر: هلمند ، أفغانستان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©